لم أقرأ أي رواية سعودية
الثلاثاء - 31 مايو 2016
Tue - 31 May 2016
ذكر في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني أنه قدم بائع من الكوفة إلى المدينة، وقد باع ما يكفي من الخمر إلا اللون الأسود منها، فشكا ذلك لصديقه الشاعر الدرامي، فما كان من الشاعر الدرامي إلا أن سوق لخمار صديقه بأبيات من الشعر قال فيها:
قُلْ للمليحة بالخمار الأسود
ماذا صنعتِ براهب متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
فلم يطو المساء وإلا قد شاعت بين الناس هذه الأبيات فهرع النساء لشراء الخُمُر السود، ولم يبق من الخُمُر شيء، ولو تأملنا قليلا لم يكن البائع أن يبيع تلك الخُمُر إلا بفضل الله أولا ثم بفطنة الشاعر وتوظيفه لشعره، وذكائه الاجتماعي، وبطبيعة الحال إن لم تسوق لبضاعتك بشكل جيد فحري بك الخسارة.
وعلى هذا النحو من الفطنة، شاب بضاعته تمر استثمر ثلاثة أركان أساسية للتسويق وهي (الوقت، والمكان، والعبارة) فوقف بعد صلاة الجمعة أمام باب المسجد، وعرض للناس تمرا ليأكلوا منه ويقول للناس تذوقوا هذا التمر بلا مقابل ومن أراد التضلَّع منه فليشتر، فنفذت بضاعته في زمن قليل.
ألم تر عزيزي القارئ الفرق بين بيض البطة وبيض الدجاجة؟ بيض البطة أكبر من بيض الدجاجة، وفيه من الفوائد ما يفوق به بيض الدجاجة رغم هذا تجد أن الجميع يأكل بيض الدجاجة! هل تعرف لماذا؟ لأن الدجاجة حينما تضع بيضها فإنها (تعلن) عن إنتاجها بالصياح فيأتي صاحبها فورا لأخذ البيض، أما البطة فإنها (لا تعلن) إن باضت فلا يأتي إليها أحد.
في الأيام الماضية أرسل إلي أحد الأصدقاء دعوة لحضور اختتام محاضرة أخيرة لأحد الدعاة بعد ثلاثين عاما من بدئها، والتي كان يشرح فيها كتابا فقهيا، التي في اعتقادي أنها دعوة متأخرة جدا في الإعلان، فما هو الشيء الذي سوف أستفيده بعد انتهاء كل المحاضرات! ولكن الجدير بالذكر أن تسويقه لليوم الختامي كان ذكيا جدا.
يقول الروائي الجزائري الطاهر وطّار: الكتّاب السعوديون- على ما أعتقد - مثل الكتّاب في شمال أفريقيا، فهم لا يوصلون أعمالهم إلى الآخر أي (بدون إعلان)، بعكس الكاتب المصري، فهو عندما يصدر عملا له يرسله إلى جميع الصحف وإلى جميع المعارف، لذلك لم أقرأ أي رواية سعودية.
ولا يسعني إلا أن أقول: كشف البدهيات إهدار لفهم المدركين.
قُلْ للمليحة بالخمار الأسود
ماذا صنعتِ براهب متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
فلم يطو المساء وإلا قد شاعت بين الناس هذه الأبيات فهرع النساء لشراء الخُمُر السود، ولم يبق من الخُمُر شيء، ولو تأملنا قليلا لم يكن البائع أن يبيع تلك الخُمُر إلا بفضل الله أولا ثم بفطنة الشاعر وتوظيفه لشعره، وذكائه الاجتماعي، وبطبيعة الحال إن لم تسوق لبضاعتك بشكل جيد فحري بك الخسارة.
وعلى هذا النحو من الفطنة، شاب بضاعته تمر استثمر ثلاثة أركان أساسية للتسويق وهي (الوقت، والمكان، والعبارة) فوقف بعد صلاة الجمعة أمام باب المسجد، وعرض للناس تمرا ليأكلوا منه ويقول للناس تذوقوا هذا التمر بلا مقابل ومن أراد التضلَّع منه فليشتر، فنفذت بضاعته في زمن قليل.
ألم تر عزيزي القارئ الفرق بين بيض البطة وبيض الدجاجة؟ بيض البطة أكبر من بيض الدجاجة، وفيه من الفوائد ما يفوق به بيض الدجاجة رغم هذا تجد أن الجميع يأكل بيض الدجاجة! هل تعرف لماذا؟ لأن الدجاجة حينما تضع بيضها فإنها (تعلن) عن إنتاجها بالصياح فيأتي صاحبها فورا لأخذ البيض، أما البطة فإنها (لا تعلن) إن باضت فلا يأتي إليها أحد.
في الأيام الماضية أرسل إلي أحد الأصدقاء دعوة لحضور اختتام محاضرة أخيرة لأحد الدعاة بعد ثلاثين عاما من بدئها، والتي كان يشرح فيها كتابا فقهيا، التي في اعتقادي أنها دعوة متأخرة جدا في الإعلان، فما هو الشيء الذي سوف أستفيده بعد انتهاء كل المحاضرات! ولكن الجدير بالذكر أن تسويقه لليوم الختامي كان ذكيا جدا.
يقول الروائي الجزائري الطاهر وطّار: الكتّاب السعوديون- على ما أعتقد - مثل الكتّاب في شمال أفريقيا، فهم لا يوصلون أعمالهم إلى الآخر أي (بدون إعلان)، بعكس الكاتب المصري، فهو عندما يصدر عملا له يرسله إلى جميع الصحف وإلى جميع المعارف، لذلك لم أقرأ أي رواية سعودية.
ولا يسعني إلا أن أقول: كشف البدهيات إهدار لفهم المدركين.