الإفصاح عن الذات
الثلاثاء - 31 مايو 2016
Tue - 31 May 2016
تتكلم مع من؟ عن ماذا؟ وإلى أي درجة؟.. جوانب مهمة جدا في واقع أي مجتمع نحتاج لمعرفتها لنتمكن من فهم وإدراك وتحديد كيفية التعامل مع الكثير من قضايانا ومشاكلنا.. فالإرهاب والتشدد والمخدرات والدعارة.. والابتزاز والتسلط والاستغلال والخوف.. والخجل والعيب والحياء والمشاكل والأمراض الجنسية.. كلها لن نستطيع أن نعرفها ونفهمها ونتعامل معها وقاية وصدا وعلاجا في أبنائنا وبناتنا.. شبابنا وشاباتنا.. ما لم نعرف أولا من هو موضع الثقة عندهم.. ذلك الذي يتحدثون معه ويبيحون له ويكون موضع سرهم ووجهتهم وملاذهم عند القلق والخوف والحيرة والارتباك وارتكاب الخطأ.
مع من يتحدث أبناؤنا وبناتنا عن أمورهم الخاصة؟ مع من يتحدثون عندما يقلقون؟ في من يثقون؟ ولمن يسرون ويبيحون؟ مجموعة من التساؤلات يحتاجها أي مجتمع كانت محور مجال علمي بحثي ضمن مجالات علم الألسنية الاجتماعية تمت دراسته في عدد من مجتمعات العالم، وكان لي شرف القيام بدراسة في هذا الجانب في مجتمعنا في بحث تم نشره في مجلة كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بعنوان «الإفصاح الكلامي عن الذات في مجتمع شرق أوسطي عربي».
Verbal Self Disclosure in a Middle Eastern Arab Community
وهذا هو باختصار ملخص البحث:
«تعني هذه الدراسة بالإفصاح عن الذات في كلام الإناث والذكور في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. بتطبيق مقياس الإفصاح عن الذات للعالمين سيدني جورارد وبول لاساكو على مائة طالب ومائة طالبة من طلبة الجامعة في مكة اتضح أن هناك أولويات في المواضيع التي تم الإفصاح عنها، وللأشخاص الذين يتم الإفصاح لهم، وذلك بالنسبة للذكور والإناث. وعلى الرغم من أن ترتيب المواضيع وترتيب الأشخاص عند الذكور والإناث متشابه جدا إلا أنه غير متطابق. كذلك اتضح أن درجة الإفصاح عن الذات في هذا المجتمع منخفضة بصفة عامة، وخاصة عند الإناث. هذه النتائج، كما تبين الدراسة، تأتي في إطار الوضع الاجتماعي والحضاري لهذا المجتمع».
بناء على هذا البحث والأبحاث المماثلة نستطيع أن نعرف ونحدد مع من يتعامل أبناؤنا وبناتنا في دقائق أمورهم.. ومع من وكيف علينا نحن أن نتعامل لانتشالهم من دروب الخطأ ومواطن الزلل ومزالق الانحراف وعواصف القلق ومتاهات الحيرة والارتباك..
بمثل هكذا أبحاث علمية فقط نستطيع أن نفهم مجتمعنا بطريقة صحيحة.. أن نفهم واقعنا الفعلي بدون تصور أو تخيل أو استريوتايب.. أن نعي الحقيقة المجردة لمشاكلنا وأن نضع الحلول الصحيحة الفاعلة لتفاديها والخلاص منها وتخليص أبنائنا وبناتنا من أرق وألم وخوف هم في غنى عنه لو نحن أدركنا الطريق لتحسس مصادر تلك المعاناة.. فكم من شاب وشابة أخطؤوا وتمادوا في الخطأ وتم استغلال أخطائهم وابتزازهم ودفعهم للمزيد من الخطأ وتطورت حالتهم وزادت سوءا، فقط لأنهم لم يتحدثوا عن أخطائهم ومشاكلهم مع المعنيين بهم خوفا أو حياء.. ولأننا لم نعرف مع من نتواصل ونبني جسور الثقة لنعرف أبناءنا وبناتنا.. ونعرف عنهم.. ونرفع عن كاهلهم عبئا قد يغير مسار حياتهم..
[email protected]
مع من يتحدث أبناؤنا وبناتنا عن أمورهم الخاصة؟ مع من يتحدثون عندما يقلقون؟ في من يثقون؟ ولمن يسرون ويبيحون؟ مجموعة من التساؤلات يحتاجها أي مجتمع كانت محور مجال علمي بحثي ضمن مجالات علم الألسنية الاجتماعية تمت دراسته في عدد من مجتمعات العالم، وكان لي شرف القيام بدراسة في هذا الجانب في مجتمعنا في بحث تم نشره في مجلة كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز بعنوان «الإفصاح الكلامي عن الذات في مجتمع شرق أوسطي عربي».
Verbal Self Disclosure in a Middle Eastern Arab Community
وهذا هو باختصار ملخص البحث:
«تعني هذه الدراسة بالإفصاح عن الذات في كلام الإناث والذكور في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. بتطبيق مقياس الإفصاح عن الذات للعالمين سيدني جورارد وبول لاساكو على مائة طالب ومائة طالبة من طلبة الجامعة في مكة اتضح أن هناك أولويات في المواضيع التي تم الإفصاح عنها، وللأشخاص الذين يتم الإفصاح لهم، وذلك بالنسبة للذكور والإناث. وعلى الرغم من أن ترتيب المواضيع وترتيب الأشخاص عند الذكور والإناث متشابه جدا إلا أنه غير متطابق. كذلك اتضح أن درجة الإفصاح عن الذات في هذا المجتمع منخفضة بصفة عامة، وخاصة عند الإناث. هذه النتائج، كما تبين الدراسة، تأتي في إطار الوضع الاجتماعي والحضاري لهذا المجتمع».
بناء على هذا البحث والأبحاث المماثلة نستطيع أن نعرف ونحدد مع من يتعامل أبناؤنا وبناتنا في دقائق أمورهم.. ومع من وكيف علينا نحن أن نتعامل لانتشالهم من دروب الخطأ ومواطن الزلل ومزالق الانحراف وعواصف القلق ومتاهات الحيرة والارتباك..
بمثل هكذا أبحاث علمية فقط نستطيع أن نفهم مجتمعنا بطريقة صحيحة.. أن نفهم واقعنا الفعلي بدون تصور أو تخيل أو استريوتايب.. أن نعي الحقيقة المجردة لمشاكلنا وأن نضع الحلول الصحيحة الفاعلة لتفاديها والخلاص منها وتخليص أبنائنا وبناتنا من أرق وألم وخوف هم في غنى عنه لو نحن أدركنا الطريق لتحسس مصادر تلك المعاناة.. فكم من شاب وشابة أخطؤوا وتمادوا في الخطأ وتم استغلال أخطائهم وابتزازهم ودفعهم للمزيد من الخطأ وتطورت حالتهم وزادت سوءا، فقط لأنهم لم يتحدثوا عن أخطائهم ومشاكلهم مع المعنيين بهم خوفا أو حياء.. ولأننا لم نعرف مع من نتواصل ونبني جسور الثقة لنعرف أبناءنا وبناتنا.. ونعرف عنهم.. ونرفع عن كاهلهم عبئا قد يغير مسار حياتهم..
[email protected]