عبدالرحمن حمد

العرش (المتحرك)..!!

بدون عقال
بدون عقال

الثلاثاء - 31 مايو 2016

Tue - 31 May 2016

تهادت على كرسيها المتحرك..

حتى وصلت إلى (شفة) البحر..

ابتسمت لـ مائه..

ابتسمت لطيوره..

رمت لهم (الحب) وبادلوها (الحُب)..

وكأنهم يرتبطون معها بعلاقة طويلة وحميميَّة..

وكأنها استنطقت الماء والطير بتفاعلها معهم..

ابتسمت فرسمت على شفة البحر (ابتسامة) رضى..

جعلت وجه اليابسة القاسي يزدان بـ (لين) رسمها على محيا متفائل..

أطلقت ابتسامة وجهها فأخفت إعاقة قدميها..

ضحكت ومزحت ورمت إعاقتها تحت قدميها المعطلتين..

لتحرك الحياة من حولها بجمال روحها..

فطالت وهي مقعدة..

ما عصى على جموع الأصحاء بلوغه..

كانت تجلس على كرسي مختلف عن كراسي رواد المقهى المطل على البحر..

لأنه كان متحركا وباقي الكراسي ثابتة..

لذا سارت وسطهم على (عرش) متحرك..

أبهر الأصحاء..

ونبههم إلى أن الإعاقة قد تسجن أجزاء من الجسد..

لكنها لا تسجن الأرواح الحرة..

وأعطت من شاهدها درسا مفاده:

أن السعادة بذر لا ينبت إلا في الأرواح المتفائلة..

وأن السعادة غنيمة..

قد يسبق فيها المعاق جموع الأصحاء ويكسبها..

عندما لا يستسلم لـ (إحباط) إعاقة كانت قدر أطرافه..

لكن رفض أن تكون قدر روحه..!!

وليؤكد أن الحياة بلا تفاؤل (مقبرة) لحدها السماء..!!