عبدالله قاسم العنزي

استراتيجية الدعاية الإيرانية لتسييس الحج

الأحد - 29 مايو 2016

Sun - 29 May 2016

لم يعد خافيا التحولات الدراماتيكية والتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة العربية والنزاع المسلح والملفات الشائكة، أصبحت شبه مستنقع «عكر» يسهل الاصطياد فيه لأصحاب النوايا الخبيثة، وهذا هو أسلوب إيران في الأزمة الراهنة في العالم العربي.

ولا يجهل أحد الأسلوب الدعائي الذي تمارسه إيران باستراتيجية إعلامية كمحاولة اتصال عاطفي مع الجمهور العربي والمسلم من خلال نشر أغاليط وأكاذيب مزيفة بأن السعودية تسيس الحج في وقت تنتشر فيه العاطفة الدينية بين المسلمين، ومن المعلوم للجميع أن وفد الحج الإيراني رفض بإرادته التوقيع على محضر اتفاق لإنهاء ترتيبات أداء مناسك الحج لهذا العام بقصد افتعال موقف واستغلاله كأداة إعلامية ودعاية ضغط على السعودية لتشويه سمعتها وإقناع الجمهور المسلم بفكرة تريد إيران أن تخلقها في أذهان العالم عن الشعب السعودي وحكومته.

إن الحرب الإعلامية لا يستهان بها، فهي أشد ضراوة من الحروب العسكرية، خصوصا إذا استخدمت بها استراتيجيات وتوقيت تتلاحم بها المادة الإعلامية أو الدعاية مع عواطف الناس ومشاعرهم لتغير قناعاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم.

ولكن هذا الأسلوب لن تستطيع إيران بأن تجذب به الانتقادات من الجمهور العربي والمسلم للسعودية، فالكل يشاهد خدمة الحرمين والتسهيلات التي تقدم لوفود المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام.

وإكمالا لما سبق فتاريخ إيران العدائي لجيرانها ليس وليد اللحظة، بل خرج من رحم ايديولوجيا قومية فارسية ألبست بلباس إسلامي.! وإيران لديها حلم قومي تسعى لتحقيقه من خلال سعيها لاختراق الدول العربية ونشر الطائفية فيها وتمزيق النسيج الوطني، وخير شاهد العراق واليمن ولبنان، كل ذلك للسيطرة على المنطقة بطريقة ناعمة لا تخسر فيها إيران أكثر التكاليف.

والمشروع الإيراني لن يتوقف ولكن يجب على الدول العربية والخليجية بالتحديد وضع استراتيجيات وآلية لوقف هذا النشاط الذي يأخذ كل يوم شكلا ولونا وله أبعاد متنوعة، أتمنى أن يؤخذ هذا بالحسبان في المستقبل.