مهند بالسويدي
دبس الرمان
دبس الرمان
الأحد - 29 مايو 2016
Sun - 29 May 2016
لم يدرك الدكتور مهند الزبن وهو يسير مع صديقه إلى ساحة المستشفى الخارجية لمقابلة من استدعاه على جهازه أنه مقبل على المشاركة في مشهد دموي من فيلم (الشرف نسخة القرن 21). وها هو الدكتور مهند يصل مع صديقه إلى حديقة المستشفى مبتسما لذلك الرجل المكفهر الذي وجده أمامه ويقول وهو يمد يده ليصافح (السلام عليكم) فيرد الرجل بصوت متشنج (انتا الدكتور اللي ولدت حرمتي قبل شهر؟) ومن ثم صوت طلق ناري وجسد دكتور يهوي، وآخر جبان يجري.
لدينا حول العالم نماذج كثيرة تحصل في أكثر الدول تقدما لمعتدين ومختلين سلوكيا ونفسيا، تتم محاسبتهم ومقاضاتهم على ما ارتكبوه من تجاوزات. ولكن مصابنا في هذا الحدث لا يقتصر على فعل الاعتداء ذاته، ولكن في كيفية التعامل معه والذي يجعلنا نعود فنتساءل عن مدى تحضرنا ومدنيتنا واستحقاقنا للعيش كأناس متحضرين، وكمسلمين يعتبر قتل نفس بدون حق كمن قتل الناس جميعا. فبين من شذب الفعل مشكورا ولكنه تعذر للرجل المسكين الذي تم انتهاك عرضه، وبين تكرار ذكر جنسية الدكتور في كل تقرير وفي كل تحقيق بداع وبدون داع، نقف منكسي الرؤوس خجلا أمام العالم المتحضر من جهة، وأمام خالقنا الذي ارتدينا من دينه الهلاهل وقارعنا ببقيته جاهلية الأعراف.
عزيزي الدكتور مهند أولا حمدا لله على سلامتك، وباسم كل العالم نعتذر منك ونبرأ لك من هذا التصرف المشين ومن كل ردود الفعل التي يندى لها جبين الإنسانية التي تناقش دافعية الرجل وتناقش موضوع توليد الرجال للنساء في الوقت الذي لا يجب الانحياد عن التركيز في همجية الفعل نفسه. أعلم أنه كان درسا كاد يكون قاتلا، ولكن هكذا هي الحياة تعطينا أقسى الدروس لتنبهنا لأعظم الأمور. وعليه في المرة القادمة إن كنت لا زلت في بلاد العرب أوطاني وأتتك امرأة في حالة طبية حرجة (حتى لو التهاب في اللوز) فما عليك إلا النفاد بحياتك ورفض علاجها أو المطالبة في تلك الظروف الحالكة بموافقة خطية من الرجل ومصدقة من عمدة الحي بأن ولي الأمر لا يمانع أن ينقذ الطبيب المرأة التي تكون في أسوأ أوضاعها والتي قد يستغرق وقت الإجراء أو انتظار طبيبة حياتها أو تلف أحد أعضائها، ولكن لا يهم فأسطورة الشرف في عرف الجهال أغلى من الروح. والاقتراح الثاني هو الهجرة لبعض بقاع العالم حيث يجري خلفك الرجل شاكرا وممتنا لأنك ولّدت زوجته سالمة وربما يتهجى اسمك العربي الغريب ليسمي ابنه عليه عرفانا وتقديرا.
[email protected]
لدينا حول العالم نماذج كثيرة تحصل في أكثر الدول تقدما لمعتدين ومختلين سلوكيا ونفسيا، تتم محاسبتهم ومقاضاتهم على ما ارتكبوه من تجاوزات. ولكن مصابنا في هذا الحدث لا يقتصر على فعل الاعتداء ذاته، ولكن في كيفية التعامل معه والذي يجعلنا نعود فنتساءل عن مدى تحضرنا ومدنيتنا واستحقاقنا للعيش كأناس متحضرين، وكمسلمين يعتبر قتل نفس بدون حق كمن قتل الناس جميعا. فبين من شذب الفعل مشكورا ولكنه تعذر للرجل المسكين الذي تم انتهاك عرضه، وبين تكرار ذكر جنسية الدكتور في كل تقرير وفي كل تحقيق بداع وبدون داع، نقف منكسي الرؤوس خجلا أمام العالم المتحضر من جهة، وأمام خالقنا الذي ارتدينا من دينه الهلاهل وقارعنا ببقيته جاهلية الأعراف.
عزيزي الدكتور مهند أولا حمدا لله على سلامتك، وباسم كل العالم نعتذر منك ونبرأ لك من هذا التصرف المشين ومن كل ردود الفعل التي يندى لها جبين الإنسانية التي تناقش دافعية الرجل وتناقش موضوع توليد الرجال للنساء في الوقت الذي لا يجب الانحياد عن التركيز في همجية الفعل نفسه. أعلم أنه كان درسا كاد يكون قاتلا، ولكن هكذا هي الحياة تعطينا أقسى الدروس لتنبهنا لأعظم الأمور. وعليه في المرة القادمة إن كنت لا زلت في بلاد العرب أوطاني وأتتك امرأة في حالة طبية حرجة (حتى لو التهاب في اللوز) فما عليك إلا النفاد بحياتك ورفض علاجها أو المطالبة في تلك الظروف الحالكة بموافقة خطية من الرجل ومصدقة من عمدة الحي بأن ولي الأمر لا يمانع أن ينقذ الطبيب المرأة التي تكون في أسوأ أوضاعها والتي قد يستغرق وقت الإجراء أو انتظار طبيبة حياتها أو تلف أحد أعضائها، ولكن لا يهم فأسطورة الشرف في عرف الجهال أغلى من الروح. والاقتراح الثاني هو الهجرة لبعض بقاع العالم حيث يجري خلفك الرجل شاكرا وممتنا لأنك ولّدت زوجته سالمة وربما يتهجى اسمك العربي الغريب ليسمي ابنه عليه عرفانا وتقديرا.
[email protected]