سفه لتضحك!
الأحد - 29 مايو 2016
Sun - 29 May 2016
في مقالي السابق «من صنع المعجزة»، تحدثت عن الأبناء وعن المعلم. بالطبع أعلم أن ذلك قد لا يبدو مشوقا لفئات الشباب الذين يفضلون قراءة مقال عن أشياء مختلفة تماما أو بدلا عن القراءة، فهم يفضلون مشاهدة تلك المقاطع أو البرامج التي «تقطر» ألفاظا خارجة عن حدود اللياقة والأدب والتي يقوم بالعمل فيها شباب سعوديون لا أدري ما مستوى ثقافتهم أو احترافهم ولكنهم يلاقون رواجا بهذه البرامج التي ماذا يمكن أن نسميها. إن سميناها فنا فلن نظلمها لأن كل غث يقدم لنا إعلاميا الآن يسمى فنا فما ضير أن تسمى هذه البرامج كذلك أيضا؟!
بالطبع هناك من انتقد هذه البرامج في أكثر من وسيلة تواصل اجتماعي أو صحف وإذاعة وتليفزيون كما نفعل جميعا، ولكن الوضع أصبح يستدعي إسعافا سريعا لأدمغة شبابنا والمفاهيم وطرق الحياة. هذه الأفكار التي يحشو بها هؤلاء عقول الشباب والمراهقين على اعتبار أنها مجرد فن .. مجرد كوميديا لطيفة تروح عن النفس هي إسفاف يشوه نظرة أبنائنا إلى كثير من أمور الحياة.
قد لا يؤثر كتاب منهجي يدرسه طالب على مدار سنة كاملة بعقله مثلما تؤثر هذه البرامج المليئة بالإيحاءات غير المقبولة أخلاقيا ولا دينيا ولا يرضى أي شخص قويم أن يتعرض سمع ابنه وابنته لمثل هذا التشويه.
إذا لم نحافظ على أبنائنا ونحميهم من الداخل ليعرفوا كيف يرفضون الدنيء من الأخلاق كيفما كان شكله وهيئته في فيلم أو مقطع أو تغريدة أو موقع إلكتروني أو صفحة فيس بوك أو حديث مع زملاء أو أصدقاء، إذا لم نعلمهم في البيت والمدرسة والجامعة كيف يحمون أنفسهم وعقولهم معنا من الداخل، فلن يفيدهم أي تطور علمي أو اقتصادي أو صناعي. سنكون كمن يهوي بهم إلى هوة كبيرة جدرانها تقدم صناعي واقتصادي ولكنها هوة في كل الأحوال.
إذا لم تتحرك وزارة الإعلام والثقافة لتوقف هذا الغثاء الذي يتدفق نحو عقول أبنائنا من الداخل والخارج فلن ينفع أي تقدم مادي.
هل لو سمحت وزارة الصحة مثلا أن يستشري وباء معين ووقفت تتفرج ساكنة يمكن أن يُغفر لها أن يموت الأشخاص بسبب ذلك؟
إذن لماذا لا نلقي بالا لوقوف وزارة الإعلام والثقافة ساكنة أمام هذا الوباء الذي يستشري فيتمكن من عقول أبنائنا ومعتقداتهم وأيامهم؟
ليس دور وزارة الإعلام في بلد كل من فيه يتبع رسالة خير البشر عليه الصلاة والسلام أن تغض الطرف عن أي شيء يهدم عقول أبناء هذا البلد بدافع التحضر والانخراط في ما تتطلبه العولمة وحتى لا يقال عنا إننا متخلفون عما يحدث. وليس دور وزارة الإعلام ألا تُعلِمنا بما تخطط له لنا ولثقافتنا ولبرامجنا التي تبثها في أي وسيلة. هي وزارة وجدت لتعلم إعلاما وهي وزارة لتثقف ثقافة. فأين هذا مما يحدث اليوم؟
[email protected]
بالطبع هناك من انتقد هذه البرامج في أكثر من وسيلة تواصل اجتماعي أو صحف وإذاعة وتليفزيون كما نفعل جميعا، ولكن الوضع أصبح يستدعي إسعافا سريعا لأدمغة شبابنا والمفاهيم وطرق الحياة. هذه الأفكار التي يحشو بها هؤلاء عقول الشباب والمراهقين على اعتبار أنها مجرد فن .. مجرد كوميديا لطيفة تروح عن النفس هي إسفاف يشوه نظرة أبنائنا إلى كثير من أمور الحياة.
قد لا يؤثر كتاب منهجي يدرسه طالب على مدار سنة كاملة بعقله مثلما تؤثر هذه البرامج المليئة بالإيحاءات غير المقبولة أخلاقيا ولا دينيا ولا يرضى أي شخص قويم أن يتعرض سمع ابنه وابنته لمثل هذا التشويه.
إذا لم نحافظ على أبنائنا ونحميهم من الداخل ليعرفوا كيف يرفضون الدنيء من الأخلاق كيفما كان شكله وهيئته في فيلم أو مقطع أو تغريدة أو موقع إلكتروني أو صفحة فيس بوك أو حديث مع زملاء أو أصدقاء، إذا لم نعلمهم في البيت والمدرسة والجامعة كيف يحمون أنفسهم وعقولهم معنا من الداخل، فلن يفيدهم أي تطور علمي أو اقتصادي أو صناعي. سنكون كمن يهوي بهم إلى هوة كبيرة جدرانها تقدم صناعي واقتصادي ولكنها هوة في كل الأحوال.
إذا لم تتحرك وزارة الإعلام والثقافة لتوقف هذا الغثاء الذي يتدفق نحو عقول أبنائنا من الداخل والخارج فلن ينفع أي تقدم مادي.
هل لو سمحت وزارة الصحة مثلا أن يستشري وباء معين ووقفت تتفرج ساكنة يمكن أن يُغفر لها أن يموت الأشخاص بسبب ذلك؟
إذن لماذا لا نلقي بالا لوقوف وزارة الإعلام والثقافة ساكنة أمام هذا الوباء الذي يستشري فيتمكن من عقول أبنائنا ومعتقداتهم وأيامهم؟
ليس دور وزارة الإعلام في بلد كل من فيه يتبع رسالة خير البشر عليه الصلاة والسلام أن تغض الطرف عن أي شيء يهدم عقول أبناء هذا البلد بدافع التحضر والانخراط في ما تتطلبه العولمة وحتى لا يقال عنا إننا متخلفون عما يحدث. وليس دور وزارة الإعلام ألا تُعلِمنا بما تخطط له لنا ولثقافتنا ولبرامجنا التي تبثها في أي وسيلة. هي وزارة وجدت لتعلم إعلاما وهي وزارة لتثقف ثقافة. فأين هذا مما يحدث اليوم؟
[email protected]