معلم بلا طالب: (تعال.. وقع وتوكل)!
الأحد - 29 مايو 2016
Sun - 29 May 2016
(مدخل)
من المشاهد التعليمية غير (المبررة)، وغير (المنطقية) مشهد المعلمين بعد انقضاء الاختبارات النهائية، وهم (يثبتون حضورهم) صباحا، ثم يخرجون مباشرة للعودة من جديد إلى عالم الدعة والحلم، أو لإنجاز بعض الأعمال التي طال (تأجيلها) في الأيام الخوالي! وربما أن تلك المشاهد (قلت) إلى حد ما، بعد قرار (مواصلة) اختبار الدور الثاني (للراسبين) بعد انتهاء الاختبارات النهائية (بأسبوع) واحد.. فقط، ولكن من الممكن غالبا، ألا يكون ثمة (دور ثان) في ظل النظام التعليمي الجديد الرؤوف بحال الطلاب، للدرجة التي يستحيل معه (رسوب) طالب، إلا في حالات نادرة (جدا)، ومع (نماذج طلابية) نادرة جدا (كذلك)!
بمعنى أن المعلمين يقضون - بشكل عام - ما بين أسبوعين إلى ثلاثة، في حين يقضي معلمو الابتدائية ما يقارب (الشهر)، لا تربطهم بمدارسهم إلا دقيقة (توقيع) واحدة !!
(1) هذا المشهد التعليمي يفصح عن كثير من المظاهر (السلبية)، لعل من أبرزها الاجتراء (العنيد) على المنطق والواقع، لأن عمل المعلم يرتبط بوجود (الطالب)، فماذا يصنع (المعلم) من غير (تلامذته)؟! وهذا الاجتراء (العنيد) يفضي - من حيث لا يعلمون - إلى امتهان العمل التعليمي، باختزال منظومته السامية في (بصمة حضور)، وامتهان المعلم وهو يشعر بأن مسؤولي التعليم يقولون له: «تجي.. يعني تجي..لأن انقضاء عملك يظل معلقا، حتى لا تحرجنا إجازتك الطويلة مع الناس، ومنظومة العمل والعمالة في البلاد»!
(2) ومن المظاهر السلبية أيضا، شعور المعلمين (والمعلمات خاصة) في المناطق النائية، بأن الوزارة الحاضنة لهم، لا تعبأ بهم، ولم تحرك فيها شعرة واحدة تلك الدماء المراقة بكثافة على جوانب الطرق البعيدة المهملة، وعلى (العباءات) المطرزة بآمال النقل وتعب السبل وهن يقطعن مئات (الكيلومترات) لتنفيذ المهمة (التعليمية) الكبرى: (التوقيع) و(بس..)!
المدهش المضحك أن بعض الإدارات التعليمية قررت في لحظة (حنان) ساذجة، أن (تؤدي) معلمات القرى البعيدة مهمة (التوقيع) في أي مدرسة (بالجوار) داخل المدينة!!
تذكرت في هذه الأثناء بعض المسجونين الذين (يفرج) عنهم، بشرط أن يثبتوا حضورهم صباح كل يوم في أي مركز (شرطة) يريدون!
(3) ولذلك، فجدير بالقائمين على النظام التعليمي أن يدركوا قبل غيرهم: أن المعلم له شأن آخر و(عمل) (غير) يختلف بهما عن (موظفي الدولة)، الذين ترتبط (أعمالهم) بشؤون الواقع اليومي (الدائم) على امتداد العام، كما أن (الرسالة) العظيمة المكلف بها (المعلم)، تحتاج إلى جهد مضاعف (عدة مرات)، (مزيج) من جهود بدنية وذهنية و(تواصلية) وعاطفية، تكون العبرة بمخرجاتها لـ(الكيف) وليس (للكم) في غالب الأحوال!
(4) .. كما أنه يمكن في أسوأ الحالات إضافة أسبوع استثنائي (مثلا) في منتصف الفصل الدراسي، يمارس فيه المعلم مع طلابه أنشطة محددة محببة، أو (منفتحة) لكل الاحتمالات والممارسات التي (تتفق) عليها البيئة التعليمية باتساق تام.
(5) ..(يمكن) بالفعل (تجريب) سبل شتى، لتفادي مشهد (أثبت حضورك..وتوكل)!
[email protected]
من المشاهد التعليمية غير (المبررة)، وغير (المنطقية) مشهد المعلمين بعد انقضاء الاختبارات النهائية، وهم (يثبتون حضورهم) صباحا، ثم يخرجون مباشرة للعودة من جديد إلى عالم الدعة والحلم، أو لإنجاز بعض الأعمال التي طال (تأجيلها) في الأيام الخوالي! وربما أن تلك المشاهد (قلت) إلى حد ما، بعد قرار (مواصلة) اختبار الدور الثاني (للراسبين) بعد انتهاء الاختبارات النهائية (بأسبوع) واحد.. فقط، ولكن من الممكن غالبا، ألا يكون ثمة (دور ثان) في ظل النظام التعليمي الجديد الرؤوف بحال الطلاب، للدرجة التي يستحيل معه (رسوب) طالب، إلا في حالات نادرة (جدا)، ومع (نماذج طلابية) نادرة جدا (كذلك)!
بمعنى أن المعلمين يقضون - بشكل عام - ما بين أسبوعين إلى ثلاثة، في حين يقضي معلمو الابتدائية ما يقارب (الشهر)، لا تربطهم بمدارسهم إلا دقيقة (توقيع) واحدة !!
(1) هذا المشهد التعليمي يفصح عن كثير من المظاهر (السلبية)، لعل من أبرزها الاجتراء (العنيد) على المنطق والواقع، لأن عمل المعلم يرتبط بوجود (الطالب)، فماذا يصنع (المعلم) من غير (تلامذته)؟! وهذا الاجتراء (العنيد) يفضي - من حيث لا يعلمون - إلى امتهان العمل التعليمي، باختزال منظومته السامية في (بصمة حضور)، وامتهان المعلم وهو يشعر بأن مسؤولي التعليم يقولون له: «تجي.. يعني تجي..لأن انقضاء عملك يظل معلقا، حتى لا تحرجنا إجازتك الطويلة مع الناس، ومنظومة العمل والعمالة في البلاد»!
(2) ومن المظاهر السلبية أيضا، شعور المعلمين (والمعلمات خاصة) في المناطق النائية، بأن الوزارة الحاضنة لهم، لا تعبأ بهم، ولم تحرك فيها شعرة واحدة تلك الدماء المراقة بكثافة على جوانب الطرق البعيدة المهملة، وعلى (العباءات) المطرزة بآمال النقل وتعب السبل وهن يقطعن مئات (الكيلومترات) لتنفيذ المهمة (التعليمية) الكبرى: (التوقيع) و(بس..)!
المدهش المضحك أن بعض الإدارات التعليمية قررت في لحظة (حنان) ساذجة، أن (تؤدي) معلمات القرى البعيدة مهمة (التوقيع) في أي مدرسة (بالجوار) داخل المدينة!!
تذكرت في هذه الأثناء بعض المسجونين الذين (يفرج) عنهم، بشرط أن يثبتوا حضورهم صباح كل يوم في أي مركز (شرطة) يريدون!
(3) ولذلك، فجدير بالقائمين على النظام التعليمي أن يدركوا قبل غيرهم: أن المعلم له شأن آخر و(عمل) (غير) يختلف بهما عن (موظفي الدولة)، الذين ترتبط (أعمالهم) بشؤون الواقع اليومي (الدائم) على امتداد العام، كما أن (الرسالة) العظيمة المكلف بها (المعلم)، تحتاج إلى جهد مضاعف (عدة مرات)، (مزيج) من جهود بدنية وذهنية و(تواصلية) وعاطفية، تكون العبرة بمخرجاتها لـ(الكيف) وليس (للكم) في غالب الأحوال!
(4) .. كما أنه يمكن في أسوأ الحالات إضافة أسبوع استثنائي (مثلا) في منتصف الفصل الدراسي، يمارس فيه المعلم مع طلابه أنشطة محددة محببة، أو (منفتحة) لكل الاحتمالات والممارسات التي (تتفق) عليها البيئة التعليمية باتساق تام.
(5) ..(يمكن) بالفعل (تجريب) سبل شتى، لتفادي مشهد (أثبت حضورك..وتوكل)!
[email protected]