عبدالله المزهر

مصادفات غير طائفية!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 29 مايو 2016

Sun - 29 May 2016

حتى لا تتهم بالطائفية فإنك يجب أن تخترع مسميات جديدة لأشياء قديمة، يجب أن تبذل جهدا كبيرا في تكذيب ما تراه وما تسمعه، أن تحترف تأويل الأشياء وتبرير ما لا يبرر.

في سبيل الابتعاد عن هذه «التهمة» فإنك في مرحلة ما من مراحل الهروب ستجد أنك أصبحت مسخا ملامحه خليط من كل شيء!

ستتعود على أن تشتم الشخص الذي تراه في المرآة كلما تلقيت طعنة في ظهرك، وستلعن قدميك كلما وقعت في حفرة حفرها لك «أخوك»!

وليكن..

صحيح أن جيشا يبيد مدينة بكل ما فيها من بشر وحجر، لكنها الصدفة وحدها التي جعلت كل الجيش من طائفة واحدة، وكل القتلى نساء وأطفالا وشيوخا ورجالا من طائفة أخرى، لكنها ليست حربا طائفية بالطبع!

وصحيح أن جيشا يرفع شعارات تشتم أناسا ماتوا منذ أكثر من ألف سنة لكنها مصادفة غريبة أن يكون أولئك رموزا مقدسة لدى الطائفة التي تقتل.. لأنها ليست حربا طائفية بالطبع!

وصحيح أن الجيش الذي يقتل يفجر ويحرق مساجد وجوامع كانت كلها تخص الطائفة التي تموت، لكن الأمر كان مصادفة لأنها ليست حربا طائفية بالطبع!

وصحيح أن عشرات المقاطع المصورة تظهر من أرض القتال فيها تهديد لدول وبشر آخرين في أماكن أخرى من العالم كلهم من الطائفة التي تقتل، لكن العالم كله يعلم أن الأمر ليس أكثر من صدفة عجيبة لأنها ليست حربا طائفية كما تعلمون!

وصحيح أنه توضع على الصواريخ والقنابل التي تقتل الناس دون تمييز صور وعبارات لكنها الصدفة وحدها جعلت كل هذه الصور والعبارات تخص طائفة وتشتم طائفة أخرى، فهي حرب ليست طائفية بالطبع!

وعلى أي حال..

أنا لا أتحدث عن العراق فلا طائفية هناك، لأن الحشد يعلن أن عدوه هو «السعودية» والدواعش يعلنون أن هدفهم هو «بلاد الحرمين»، لكنها الصدفة وحدها من جعل حديثي كأنه عن العراق!



[email protected]