بائعو الوهم
تفاعل
تفاعل
السبت - 28 مايو 2016
Sat - 28 May 2016
لا تكاد تقلب ناظريك في أي مكان إلا وتجد إعلانا ورقيا أو الكترونيا لدورة تدريبية سواء كانت مهارية أو معرفية أو نفسية أو سلوكية، وهذا أمر يبشر بالخير، خصوصا عندما لا تجد لك مكانا للمشاركة، لأن المقاعد نفدت حتى مع ارتفاع أسعار أغلبها. هذا الكم الهائل من الدورات يطرح عدة تساؤلات، ولكن من يجيب عنها؟ لا يمكن أن تكون جميعها تلامس الواقع أو حتى منطقية في مفرداتها التي تقدم. ومن خلال التجربة التي خاضها أكثرنا يطرح أحدنا على نفسه سؤالا في نهاية الدورة التي قضى فيها أياما: ما الفائدة من هذه الدورة ؟ إن الدورات التدريبية في معظمها أو بعضها هي سوق رائجة في زمن الرقص على جراح البطالة والبحث عن العمل والسعي للترقي الوظيفي، ولقد أسميتهم بائعي الوهم الذين استنفدوا أوقات الشباب والشابات وأموالهم وقدموا لهم الوهم في صورة مفردات غير منطقية لا تمت للميدان وسوق العمل بصلة، ولا أريد أن أذكر لكم العديد من العناوين التي ندرك من خلالها أنها الوهم بأمه وأبيه. فضلا عن تغيير اسم الدورة وتقديمها مرة أخرى مع تغيير بعض مفرداتها، ولعل مثل هذه الدورات غير المقننة تحقق لأصحابها مكاسب معنوية ومادية، وقضوا على جزء من الوقت المهدر الذي لم يجدوا طريقة لهدره إلا بهدر أوقات غيرهم ليضاعفوا من الهدر الزمني والمادي، والذين يقولون بأن الغرب العلمي قدم العديد من الدورات التدريبية على مدى العقود الماضية ونجحت في معظمها أقول لهم: نعم صدقتم، الفارق هو سوق العمل والمصداقية فضلا عن الاعتماد الأكاديمي لها من جهة ذات علاقة وتكون مفرداتها مقننة علميا. وفي المقابل كم تعلمنا الكثير من أناس قدموا لنا دورات ذات قيمة علمية ومهارية، قدموها بكل احترافية ومهنية عالية.