مادح نفسه كذاب
الجمعة - 27 مايو 2016
Fri - 27 May 2016
نسمع بكثرة هذه المقولة (مادح نفسه كذاب) أو باللغة العامية (كداب)! وسنتناول هذه المقولة من منظورين الأول شرعي والثاني نفسي.
أولا الشرعي: فبالبحث عن أصلها لم أجد لها أصلا في السنة غير أنها تتفق مع ما ثبت في الشرع من النهي عن تزكية النفس والثناء عليها، قال تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) النجم (32)، إلا إذا كان الهدف من التزكية العظة والاقتداء. كأن يكون المتحدث ذا مكانة أو منصب عال ناله بكفاح ويسرد قصة كفاحه كخبرة يستفاد منها.
ثانيا النفسي: غالبا ما تنطبق هذه المقولة على من يسمى بالشخص (النرجسي)، والنرجسية باختصار شديد هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويرى أنه الأجمل والأكمل ويرى الناس أقل منه لذلك فهو يبيح لنفسه استغلال الناس والسخرية منهم والاستعلاء عليهم وشعور غير عادي بالعظمة، كذلك يسيطر على صاحب (النرجسية) حب الذات وأهميتها وأنه شخص نادر الوجود وغالبا ما يكون استغلاليا ووصوليا يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية وإعطاء قيمة عالية لأفعاله مهما كانت عادية .
يغلب عليه استخدام كلمة (أنا) في معظم عباراته وللأسف الشديد هذا (المرض) نعم أسميه مرضا لأنه عكس التواضع المنصوص عليه في الدين، إذا استفحل هذا المرض سينعكس سلبا على صاحبه وعلى من حوله. والتعامل مع هذه الشخصية يكون بإحدى ثلاث طرق إما مسايرته بالتمجيد والمبالغة في الثناء أو بقمعه في كل ما يقول أو كما نقول: (كسر مجاديفه) أو الابتعاد عنه أيضا كما نقول (ريح دماغك).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقةٌ من مال، ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه).
عن عابس بن ربيعة، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على المنبر: يا أيّها النّاس تواضعوا فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغيرٌ وفي أعين النّاس عظيم، ومن تكبّر وضعه الله عز وجل فهو في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير، وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير».
في ذلك يقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
فيا من تشتكي من هذه العلة روض نفسك على التواضع وإلا ستجد نفسك وحيدا ومنبوذا في المجتمع والإنسان السوي لا يستطيع أن يعيش وحيدا...
أولا الشرعي: فبالبحث عن أصلها لم أجد لها أصلا في السنة غير أنها تتفق مع ما ثبت في الشرع من النهي عن تزكية النفس والثناء عليها، قال تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) النجم (32)، إلا إذا كان الهدف من التزكية العظة والاقتداء. كأن يكون المتحدث ذا مكانة أو منصب عال ناله بكفاح ويسرد قصة كفاحه كخبرة يستفاد منها.
ثانيا النفسي: غالبا ما تنطبق هذه المقولة على من يسمى بالشخص (النرجسي)، والنرجسية باختصار شديد هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويرى أنه الأجمل والأكمل ويرى الناس أقل منه لذلك فهو يبيح لنفسه استغلال الناس والسخرية منهم والاستعلاء عليهم وشعور غير عادي بالعظمة، كذلك يسيطر على صاحب (النرجسية) حب الذات وأهميتها وأنه شخص نادر الوجود وغالبا ما يكون استغلاليا ووصوليا يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية وإعطاء قيمة عالية لأفعاله مهما كانت عادية .
يغلب عليه استخدام كلمة (أنا) في معظم عباراته وللأسف الشديد هذا (المرض) نعم أسميه مرضا لأنه عكس التواضع المنصوص عليه في الدين، إذا استفحل هذا المرض سينعكس سلبا على صاحبه وعلى من حوله. والتعامل مع هذه الشخصية يكون بإحدى ثلاث طرق إما مسايرته بالتمجيد والمبالغة في الثناء أو بقمعه في كل ما يقول أو كما نقول: (كسر مجاديفه) أو الابتعاد عنه أيضا كما نقول (ريح دماغك).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقةٌ من مال، ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه).
عن عابس بن ربيعة، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على المنبر: يا أيّها النّاس تواضعوا فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغيرٌ وفي أعين النّاس عظيم، ومن تكبّر وضعه الله عز وجل فهو في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير، وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير».
في ذلك يقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
فيا من تشتكي من هذه العلة روض نفسك على التواضع وإلا ستجد نفسك وحيدا ومنبوذا في المجتمع والإنسان السوي لا يستطيع أن يعيش وحيدا...