أهم اجتماعات أوبك في مسيرة النعيمي

الخميس - 26 مايو 2016

Thu - 26 May 2016

في مسيرة النعيمي هناك 40 اجتماعا عاديا لمنظمة أوبك حضرها، وهناك كم هائل من الاجتماعات غير العادية والطارئة، وبذلك يكون النعيمي قد حضر ما لا يقل عن 80 اجتماعا أو يزيد في السنوات العشرين التي رأس فيها وفد السعودية إلى أوبك. وفيما يلي أبرزها:



1995أول اجتماع

في نوفمبر عام 1995 حضر وزير البترول علي بن إبراهيم النعيمي أول اجتماع له في العاصمة النمساوية فيينا ليبدأ رحلته مع منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك .»

كان النعيمي قد تعين قبلها بثلاثة أشهر كوزير للبترول والثروة المعدنية خلفا للراحل هشام ناظر، ولم يكن نجما في أول اجتماع، بل كان هادئا ولم يتحدث كثيرا.

ويقول أحد الأشخاص الذين حضروا أول اجتماع للنعيمي عنه «لقد كان حذرا وكان هادئا ولم يتحدث كثيرا، بل كان هناكليستمع لما يقال من حوله .»

ولم يتحدث النعيمي كثيرا للصحفيين عقب الاجتماع، واكتفى بوصف أسعار النفط بأنها «منخفضة جدا ،»

وكانت أسعار نفط برنت حينها حول 16 دولارا، وكانت أوبك تحتفظ بسقف إنتاج قدره 24.5 مليون برميل يوميا.



1997 الاجتماع الكارثي

يرى النعيمي أن أفضل الاجتماعات التي حضرها كان الاجتماع الذي احتضنته السفارة الجزائرية في لاهاي في هولندا في الثاني عشر من مارس عام 1999، ففي ذلك الوقت كانت دول أوبك تعاني بشدة من انخفاض أسعار النفط، والتي هبطت تحت 10 دولارات في أواخر عام 1998 نظرا للأزمة المالية الآسيوية.

واتفقت أوبك بقيادة النعيمي في 1998 على خفض إنتاجها بنحو 2.6 مليون برميل يوميا، ولكن مستوى الالتزام بين دول أوبك لم يكن قويا، ولهذا لم ترتفع الأسعار.





1999 أفضل اجتماع

يرى النعيمي أن أفضل الاجتماعات التي حضرها كان الاجتماع الذي احتضنته السفارة الجزائرية في لاهاي في هولندا في الثاني عشر من مارس عام 1999 ، ففي ذلك الوقت كانت دول أوبك تعاني بشدة من انخفاض أسعار النفط، والتي هبطت تحت 10 دولارات في أواخر عام 1998 نظرا للأزمة المالية الآسيوية.

واتفقت أوبك بقيادة النعيمي في 1998 على خفض إنتاجها بنحو 2.6 مليون برميل يوميا، ولكن مستوى الالتزام بين دول أوبك لم يكن قويا، ولهذا لم ترتفع الأسعار. وبعد جولات مكوكية بين مدريد وكيب تاون وإيران والنرويج ومدن أخرى، تمكن النعيمي من إقناع الجميع في أوبك وخارجها بضرورة خفض الإنتاج مرة أخرى والالتزام بالخفض المتفق عليهبدون أي غش من أي منتج.

في يوم العاشر من مارس وخلال حفل افتتاح حقل شيبة الذي حضره الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد، أعلن النعيمي أن المنتجين في أوبك وخارجها سيتفقون على خفض جديد للإنتاج قبل الاجتماع القادم للمنظمة والذي سينعقد في 23 مارس.

والتقى النعيمي يومها في شيبة بوزراء النفط الخليجيين وأصدروا بيانا معروفا باسم «بيان شيبة »، والذي دعموا فيه تخفيض الدول في أوبك وخارجها الإنتاج لخفض المخزون النفطي ورفع الأسعار.

وبعدها انطلق النعيمي إلى لاهاي، وفي 12 مارس اتفق الوزراء على دعم تخفيض إنتاج النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا إضافية، كما عبروا عن دعمهم ل »بيان شيبة ». وصرح النعيمي للصحفيين أن مدى الالتزام بهذه الاتفاقية عال جدا من قبل الدول في أوبك وخارجها.

وبعد ذلك بسنوات طويلة تحدث النعيمي عن هذا الاتفاق قائلا: كان ذلك الاجتماع هو أهم اجتماع في نظري. وبالنسبة لدول أوبك كان الالتزام عاليا، وبنينا قاعدة متينة من الثقة .



2003 الغزو الأمريكي للعراق

لم يكن سرا أن الولايات المتحدة تخطط لضرب العراق، وكانت الأسواق العالمية متأهبة لهذا الأمر وخاصة أسواق النفط، حيث ارتفعت الأسعار مطلع 2003 وحتى مارس عندما بدأت القوات الأمريكية بدخول العراق.

وقبل دخولها بتسعة أيام اجتمعت أوبك في فيينا والأسعار حينها وصلت إلى 33 دولارا للبرميل، وهو مستوى خارج النطاق المقبول ذلك الوقت بين 22 إلى 28 دولارا. وقال النعيمي في فيينا إن طبول الحرب التي رفعت الأسعار، ولو أنها توقفت لهبطت الأسعار لمستويات معقولة.

وفي 20 مارس بعد دخول القوات الأمريكية للعراق، أصدر النعيمي بيانا على وكالة الأنباء السعودية أوضح فيه أن السعودية ستعوض أي نقص بالإمدادات. وبالفعل زادت السعودية إنتاجها في مارس ليصل لأكثر من 9 ملايين برميل وهو ما طمأن الأسواق وتمكنت المملكة من السيطرة على أزمة جديدة في السوق بفضل طاقتها الإنتاجية الاحتياطية، إلا أن النعيمي لم يلبث حتى عاد لتحذير أوبك في أبريل من أن السوق يشهد زيادة في المعروض ويجب عليهم خفض الإنتاج حتى لا تهبط الأسعار كثيرا في الربع الثالث. وأخذت السعودية المبادرة وخفضت الإنتاج قبل الجميع.



2008 أوبك على قلب رجل واحد

الاجتماعات الجيدة ليست كثيرة ومن بينها اجتماع وهران في ديسمبر 2008 كان تاريخيا اتفقت فيه أوبك على أكبر تخفيض جماعي في تاريخها بلغ 4.2 ملايين برميل يوميا من مستوى إنتاج 29 مليون برميل يوميا.

وجاء التخفيض على خلفية تحطم الأسعار التاريخي الذي حدث في ذلك العام، إذ هبطت الأسعار من 147 دولارا في يوليو إلى تحت 40 دولارا بنهاية العام، مما دفع أوبك لخفض إنتاجها لدعم الأسعار.

وظلت أوبك محتفظة بهذا السقف البالغ 24.8 مليون برميل يوميا حتى 2011 .



2011 أسوأ اجتماع

الكل لا يستطيع نسيان اجتماع صيف 2011 عندما خرج النعيمي قائلا «هذا من أسوأ الاجتماعات التي حضرناها حتى الآن».

لقد كان كارثة، فالوزير الإيراني محمد علي عبادي الذي حضر الاجتماع وترأسه بصفة إيران رئيسة المؤتمر الوزاري تلك السنة كان غير ملم بالقطاع ولا يجيد الحديث بالإنجليزية، إذ كان رئيسا للجنة الوطنية الأولمبية لإيران وتم تكليفه كوزير نفط لحضور الاجتماع.

وبحسب مصادر حضرت الاجتماع المغلق فإن الوزراء وخصوصا النعيمي تضايقوا، لأن النعيمي كان يطالب وزراء أوبك برفع سقف الإنتاج إلى 30.3 مليون برميل يوميا فيما كان الوزير الإيراني يحاول بشتى الطرق ألا يخرج الجميع بأي نتيجة ويبقى السقف كما هو.

ونظرا للفوضى التي عمت الاجتماع خرج الوزراء من الاجتماع بدون الاتفاق على بيان ختامي، وكان الاجتماع هو الوحيد الذي فشل فيه الوزراء في الخروج ببيان ختامي وكأنه حدث في فجوة من الزمن أو سقط سهوا من ذاكرة اجتماعات أوبك.

وبعد خروجه من الاجتماع أوضح النعيمي أن دول الخليج الأربع اقترحت رفع سقف بواقع 1.5 مليون برميل، لكن إيران وفنزويلا وليبيا والجزائر والإكوادور وأنجولا عارضت المقترح.



2014 أوبك تغير المسار

في الفترة من 2011-2014 ظلت أسعار النفط فوق 100 دولار، وبسبب هذا دخل السوق إنتاج من مصادر غير تقليدية مثل النفط الصخري، وأصبح العالم يغرق بالنفط حتى يومنا هذا.

وفي نوفمبر 2014 عندما كانت أسعار النفط قد بدأت في الهبوط إلى مستويات 80 دولارا اجتمعت أوبك لتجد حلا. وكان هذا الاجتماع آخر معركة كبيرة وحقيقية يخوضها النعيمي في أوبك، حيث تمكن من إقناع كل الوزراء بالتخلي عن الدفاع عن الأسعار، وبدلا من ذلك الدفاع عن سقف الإنتاج أو حصة أوبك في السوق. وبعد خمسين عاما من الدفاع عن الأسعار، تحولت أوبك جذريا للدفاع عن حصتها فقط. ولا تزال هذه الاستراتيجية قائمة حتى اليوم.



2016 الاجتماع الأخير

وفي الدوحة في 17 أبريل الماضي، خاض النعيمي آخر معاركه، حيث حاول الوصول إلى اتفاق مع باقي المنتجين في أوبك وأربعة من كبار المنتجين خارجها لتجميد الإنتاج على مستويات شهر يناير من أجل إعادة الاستقرار للسوق ودعم عملية تحسن الأسعار. إلا أن الاتفاق )الذي كان سيكون هو الأكبر في تاريخ أوبك وخارج أوبك من ناحية عدد الدول المشاركة( لم يتم بسبب عدم انضمام إيران إلى الاتفاقية.

وبذلك انطوى تاريخ النعيمي مع أوبك كوزير ولكنه لم يبتعد كثيرا، حيث أصبح الآن مستشارا في الديوان الملكي.