عبدالله المزهر

معركة تحرير الرجل الثاني!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 25 مايو 2016

Wed - 25 May 2016

في فترة مضت كان أكثر خبر يتكرر في نشرات الأخبار هو «مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة»، وفي كل مرة يظهر اسم جديد لم أسمع به من قبل يُطلق عليه الرجل الثاني.

في السنوات الأخيرة لم يعد الحديث عن القاعدة ممتعا، ولم تعد القاعدة نفسها الأكثر شرا في هذا الكوكب بعد سطوع نجم الإرهاب الجديد في الحلة الأبشع «داعش»، والتي تحب وكالات الأنباء تدليلها بإطلاق اسم «تنظيم» الدولة الإسلامية في أحيان، والدولة الإسلامية في أحيان أخرى.

بالطبع سيتم قتل الكثير من «الرجل الثاني» في هذا التنظيم فيما بعد، لكن الحدث الأكثر تكررا هو «معركة تحرير الفلوجة» التي تتكرر تقريبا بذات الطريقة التي كان يقتل بها الرجل الثاني في القاعدة.

بين الحين والآخر يكثر الحديث عن معركة تحرير الفلوجة التي ستبدأ ثم يقتل مئات من الذين لا حول لهم ولا قوة ولا هم يتدعشنون. ثم ينتهي الوضع إلى لا شيء!

أتمنى وأحلم مثل كل البشر الأسوياء أن يأتي يوم لا يوجد على ظهر الأرض داعشي أو من فيه بذرة دعشنة، ويسعدني أي عمل يؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على هذا التنظيم المجرم، لكني حين أسمع تصريحات الحكومات في العراق وسوريا حيث يعيش هذا التنظيم ويتكاثر واتهاماتها لدول بعينها أنها من يمول داعش ويرعاه أعلم أن الحلم بعيد المنال، وأن هذه الحكومات غير جادة في حروبها وكل ما تحاول فعله هو الابتعاد عن جوهر المشكلة وأسبابها والبحث عن حجج لتبرير فشلها.

وعلى أي حال..

هذه الحكومات «الصورية» الفاشلة تحقق أقصى ما يتمناه كل تنظيم مجرم، وهو إيجاد المبررات لدى أولئك الذين لم يتدعشنوا بعد، وخلق نوع من التعاطف مع هذه التنظيمات المجرمة حين تظهر وكأنها الملجأ الوحيد للهاربين من جحيم الحكومات المذهبية وسعيها لإبادة جزء من مكونات شعوبها!



[email protected]