طوارق الليل والنهار

تفاعل
تفاعل

الاثنين - 23 مايو 2016

Mon - 23 May 2016

ما بال طارقي لا يطرق بخير يا رحمن! أو ربما أنا نفسي التي أغلقت باب الريان وفتحت باب الظلام! أو ربما نحن لا نتسامر الرحمة فتنبع... أو ربما نحن لا نحصحص الحق فنفقد ترجمان الفلاح! أو ربما نحن الذين نفقر حيواتنا وننبذ سعادة الأولى طمعا بالآخرة ونتمسك بالابتلاء الخطأ.. أو ربما نحن الذين نركض خلف قطيع مالنا فنحرث غير أرضنا ولا نرتع بأعمارنا فتظلم الدنيا علينا وندرك بأن علم الله قد هجرنا وأن وزر الثقلين قد أثقلنا وأن المطففين كانوا إخواننا وأن المغالين كانوا في الحسبة آباؤنا وأن نار الأولى مصيرنا رغم أن الله وكيلنا! نعم المولى ونعم الوكيل.

فذو اللب عالم بالله يراه في النعم ويراقبه في السر والعلن..! وذو اللب يمشي الهوينى في أحسن تكوين نحو غنى النفس وفقر العدم.. نحو ملامح سعيدة وقوامة رشيدة وأعمار نشيطة.

طوارق الليل والنهار لا تطرق إلا بإذن الرحمن وعلم الإنسان بروائع التبيان... طوارق الليل والنهار لا تطرق إلا بوابات مقاودها عقل الإنسان ومفاتحها داخل المضغ الصالحة.. طوارق الليل والنهار لا تطرق بحجارة من سجيل إلا إيمانا مهترئا كالعصف المأكول... طوارق الليل والنهار هي أرزاقنا المتنزلة بالقدر المعلوم... هي أرواحنا بصفاءاتها ومخاوفها.. باطمئناننا ..بتقوقعنا.. بانفتاحنا.. بحبنا بكرهنا.. بمالنا وبنونا.. بالقلب السليم .. بالنعم الواجدة أو بالفقر والفقار... بالوحدة أو الغزارة.. بالإيناس .. بالإلهام.. بالابتهال...

طوارق الليل والنهار تحمل الأسارير والأغاوير... الطيبون فقط يدندنون بدعواتهم بين عزة الله وجلاله... ليطرقوا بخير يا رحمن...