النصف من شعبان.. موعد متجدد لدخول النار!
الأحد - 22 مايو 2016
Sun - 22 May 2016
لعل من المعلوم أن هناك جملة من الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان، البعض منها مما يحتج به وبعضها ضعيف..
ومن المعلوم كذلك أن هناك اتفاقا بين العلماء على العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال..
وبرغم ذلك فقد اعتدنا على عدد من المواسم على مدار العام يتم فيها توزيع أحكام البدع والشرك يمنة ويسرة، ونعيش هذه الأيام أحد هذه المواسم وهو موسم رمي من يتقرب إلى الله في ليلة النصف من شعبان ونهارها بالبدعة وتبشيرهم بدخول النار، وقد عشنا قبلها موسم تبديع الصيام والاعتمار في رجب الحرام، ومن قبلها موسم المولد النبوي.
فقد كان موضوع خطبة الجمعة الماضية في المسجد الذي صليت فيه حول ليلة النصف من شعبان وقد استفزني قول الخطيب بأن من يطعم الفقراء ومن يقوم الليل في ليلة النصف من شعبان هم من أهل البدعة وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
هكذا إطعام الفقراء وقيام الليل هما سبب لدخول النار!!
ووالله إنني لأعجب من جرأة هذا الخطيب - وأمثاله كثيرون - على القول بأن من يتقرب إلى الله بما شرع من صيام وقيام وإطعام هو في النار..
ويسوقون بين يدي هذه الأحكام العجيبة الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه «من أحدث في أمْرِنا هذا ما ليس منه فهو رد» ؛ وسؤالي: هل الصيام والقيام والإطعام وقراءة القرآن هي مما هو ليس من أمرنا؟ ألم نؤمر ونحث على كل هذه الأعمال بنصوص القرآن والسنة؟!
فإن أقروا بأن هذه الأعمال هي من أمرنا أشهروا حجتهم الشهيرة أيضا وهي حتى هذه الأعمال وإن كانت صحيحة وهي من أمرنا إلا أن تخصيص أوقات أو أيام محددة بها هو البدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ولا أعرف مدى حجية هذه القاعدة وأعني بها عدم جواز التخصيص للحد الذي يحكم فيه على الناس بدخول النار في حين أن غالب القربات من غير الفرائض لم تحد بزمان ولا بمكان؟!!
أناس يقبلون على الله ويتقربون إليه بأعمال هي مما شرعه لهم سبحانه وتعالى وعلمهم إياه رسوله الكريم صلى الله عليه فيأتي من يقول لهم إن تقربكم هذا هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ألا يسع هؤلاء الدعاة والوعاظ أن يتوقفوا عند التوضيح للناس بأن هذا التخصيص -مثلا - لم يثبت ويتركون الناس مقبلة على ربها ترجو رحمته وتطمع في ثوابه؟
وألا يعد هذا الترهيب من أعمال صالحة وتبشير أصحابها بدخول النار هو نوع من صد الناس عن سبيل الله؟!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين وصلى الله على البشير معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه أجمعين.
[email protected]
ومن المعلوم كذلك أن هناك اتفاقا بين العلماء على العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال..
وبرغم ذلك فقد اعتدنا على عدد من المواسم على مدار العام يتم فيها توزيع أحكام البدع والشرك يمنة ويسرة، ونعيش هذه الأيام أحد هذه المواسم وهو موسم رمي من يتقرب إلى الله في ليلة النصف من شعبان ونهارها بالبدعة وتبشيرهم بدخول النار، وقد عشنا قبلها موسم تبديع الصيام والاعتمار في رجب الحرام، ومن قبلها موسم المولد النبوي.
فقد كان موضوع خطبة الجمعة الماضية في المسجد الذي صليت فيه حول ليلة النصف من شعبان وقد استفزني قول الخطيب بأن من يطعم الفقراء ومن يقوم الليل في ليلة النصف من شعبان هم من أهل البدعة وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
هكذا إطعام الفقراء وقيام الليل هما سبب لدخول النار!!
ووالله إنني لأعجب من جرأة هذا الخطيب - وأمثاله كثيرون - على القول بأن من يتقرب إلى الله بما شرع من صيام وقيام وإطعام هو في النار..
ويسوقون بين يدي هذه الأحكام العجيبة الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه «من أحدث في أمْرِنا هذا ما ليس منه فهو رد» ؛ وسؤالي: هل الصيام والقيام والإطعام وقراءة القرآن هي مما هو ليس من أمرنا؟ ألم نؤمر ونحث على كل هذه الأعمال بنصوص القرآن والسنة؟!
فإن أقروا بأن هذه الأعمال هي من أمرنا أشهروا حجتهم الشهيرة أيضا وهي حتى هذه الأعمال وإن كانت صحيحة وهي من أمرنا إلا أن تخصيص أوقات أو أيام محددة بها هو البدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ولا أعرف مدى حجية هذه القاعدة وأعني بها عدم جواز التخصيص للحد الذي يحكم فيه على الناس بدخول النار في حين أن غالب القربات من غير الفرائض لم تحد بزمان ولا بمكان؟!!
أناس يقبلون على الله ويتقربون إليه بأعمال هي مما شرعه لهم سبحانه وتعالى وعلمهم إياه رسوله الكريم صلى الله عليه فيأتي من يقول لهم إن تقربكم هذا هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ألا يسع هؤلاء الدعاة والوعاظ أن يتوقفوا عند التوضيح للناس بأن هذا التخصيص -مثلا - لم يثبت ويتركون الناس مقبلة على ربها ترجو رحمته وتطمع في ثوابه؟
وألا يعد هذا الترهيب من أعمال صالحة وتبشير أصحابها بدخول النار هو نوع من صد الناس عن سبيل الله؟!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين وصلى الله على البشير معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه أجمعين.
[email protected]