تخصص في البحث عن المشاكل
دبس الرمان
دبس الرمان
الاثنين - 23 مايو 2016
Mon - 23 May 2016
لا زلت أتذكر الوالد وهو يقول (حققوا معدل عالي عشان تدخلوا الجامعة بجدارتكم)، ومن فضل الله حصلت على معدل يؤهلني لأي قسم أختاره. ولكن مشكلتي كانت هي أني أحب واهتم لأشياء كثيرة. وكنت أتساءل (ليه ما في قسم منوع أختار أدرس فيه المواد اللي تعجبني؟) لذا حين حانت لحظة اختيار التخصص سألت والدي عن رغبته لي، فاختار اللغة الإنجليزية، فكانت فرصة جميلة لكسب رضى الوالدين.
يقصدني كل فترة وأخرى بعض اليافعين معبرين لي عن حيرتهم تجاه ما يريدونه وعن عجزهم عن معرفة ما يناسبهم من تخصص أو عمل. وكنت أنصحهم (يجب أن تظل تجرب حتى تجد ما تريد، تطوع، اعمل بدوام جزئي، احضر دورات). فالحقيقة هي أنه لم يعد يصلح أن نسمع شابا يافعا يقول (أريد أن اختار قسما يضمن لي وظيفة في المستقبل)، فمع التغير السريع لكل شيء حولنا لم يعد من السهل التنبؤ باحتياجات سوق العمل المستقبلية كما كان سابقا. وأيضا لم يعد يصلح أن نسمع من يقول (لا أريد أن أعمل إلا في تخصصي)، فمقومات العصر الحديث تعتمد على القدرة على حل المشاكل، وتلبية الاحتياجات، وابتكار الحلول، والتي بالتالي تتطلب المعرفة العامة، والمهارات المتنوعة، والقدرة على الربط بين أكثر من مجال وأكثر من تخصص. ولم يعد يصلح أن نسمع أيا كان يقول وهو يهيم على وجهه في الفراغ (سأنتظر حتى أجد شغفي وما خلقت من أجل أن أفعله)، عزيزي أريد أن أخبرك أن الإتقان شغف، وتعلم الجديد شغف، وتحويل الشيء من عادي إلى غير عادي شغف، وأن الإبداع في أي مكان شغف، وأن اعتقادك أنك تمتلك مهارة واحدة أو سبيلا واحدا للعيش هو هدر لوقتك وطاقاتك. فاعمل فيما هو متاح لك الآن بإخلاص وسيأتيك الشغف والحماس حين تحقق الإنجاز.
نحن الآن على مشارف نهاية السنة الدراسية، وأرى حولي نماذج من العائلة والأصدقاء لهم رؤوس قد شابت وأصابها الهم من فرط التفكير والخوف. لذا أحب أن أقول لهم أعزائي ارحموا أنفسكم وأولادكم، فتسارع تغير الأمور يتطلب الكثير من المرونة والهدوء. يتطلب تقبل اتباع مهنة الأجداد كما كان في الماضي السحيق، والبحث عن ما يجلب المال كما كان في الماضي القريب لا يمت لحاضرنا ومستقبلنا من قريب أو بعيد. وأنه لا توجد شهادة الآن تستطيع تأهيل أبنائك للعمل كما تنبأ علماؤنا على كوكب المريخ.
يقصدني كل فترة وأخرى بعض اليافعين معبرين لي عن حيرتهم تجاه ما يريدونه وعن عجزهم عن معرفة ما يناسبهم من تخصص أو عمل. وكنت أنصحهم (يجب أن تظل تجرب حتى تجد ما تريد، تطوع، اعمل بدوام جزئي، احضر دورات). فالحقيقة هي أنه لم يعد يصلح أن نسمع شابا يافعا يقول (أريد أن اختار قسما يضمن لي وظيفة في المستقبل)، فمع التغير السريع لكل شيء حولنا لم يعد من السهل التنبؤ باحتياجات سوق العمل المستقبلية كما كان سابقا. وأيضا لم يعد يصلح أن نسمع من يقول (لا أريد أن أعمل إلا في تخصصي)، فمقومات العصر الحديث تعتمد على القدرة على حل المشاكل، وتلبية الاحتياجات، وابتكار الحلول، والتي بالتالي تتطلب المعرفة العامة، والمهارات المتنوعة، والقدرة على الربط بين أكثر من مجال وأكثر من تخصص. ولم يعد يصلح أن نسمع أيا كان يقول وهو يهيم على وجهه في الفراغ (سأنتظر حتى أجد شغفي وما خلقت من أجل أن أفعله)، عزيزي أريد أن أخبرك أن الإتقان شغف، وتعلم الجديد شغف، وتحويل الشيء من عادي إلى غير عادي شغف، وأن الإبداع في أي مكان شغف، وأن اعتقادك أنك تمتلك مهارة واحدة أو سبيلا واحدا للعيش هو هدر لوقتك وطاقاتك. فاعمل فيما هو متاح لك الآن بإخلاص وسيأتيك الشغف والحماس حين تحقق الإنجاز.
نحن الآن على مشارف نهاية السنة الدراسية، وأرى حولي نماذج من العائلة والأصدقاء لهم رؤوس قد شابت وأصابها الهم من فرط التفكير والخوف. لذا أحب أن أقول لهم أعزائي ارحموا أنفسكم وأولادكم، فتسارع تغير الأمور يتطلب الكثير من المرونة والهدوء. يتطلب تقبل اتباع مهنة الأجداد كما كان في الماضي السحيق، والبحث عن ما يجلب المال كما كان في الماضي القريب لا يمت لحاضرنا ومستقبلنا من قريب أو بعيد. وأنه لا توجد شهادة الآن تستطيع تأهيل أبنائك للعمل كما تنبأ علماؤنا على كوكب المريخ.