عندما أسقطنا البرتقال.. (عفوا) البرتغال!
نبض
نبض
الاثنين - 23 مايو 2016
Mon - 23 May 2016
ذهبت في رحلة سريعة لحضور مؤتمر طبي بالبرتغال، أو بلاد البرتقال كما أسماها أجدادنا العرب المسلمون في الأندلس عندما كانت تمتلئ بكافة أشجار البرتقال، ثم حرفت الكلمة حتى أصبحت البرتغال.
وأخبرنا الفندق أن الحافلة السياحية التي ستأخذنا لرؤية لشبونة أو «أشبونة» - كما أسماها العرب - ستنطلق من محطة «القنطرة» التي ما زالت تأخذ اسم الحي العربي الذي سكنه ما تبقى من العرب بعد سقوط أشبونة بيد المسيحيين عام 1147، وتذكرت قنطرة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة التي أسقطنا فيها دولة البرتغال بعد مرور أكثر من أربعمئة عام على خروجنا من هناك.
ففي بدايات عام 1578 حدث خلاف شديد داخل الأسرة المالكة المغربية وكانت من الأشراف السعديين، فهرب الأمير محمد المتوكل إلى الملك الشاب سيباستيان الذي كان قد تولى عرش مملكة البرتغال ليستعين به على عمه السلطان أبي مروان عبدالملك المعتصم بالله، واستغل سيباستيان الفرصة ليحقق حلمه بالسيطرة على كل الساحل المغربي وإبعاد أي خطر إسلامي جديد خاصة بعد تحالف العثمانيين مع الأشراف السعديين، وأيد البابا خطة سيباستيان وأسرع ملوك إسبانيا وألمانيا وإيطاليا يمدونه بآلاف الجنود ومئات السفن الحربية.
وأبحر سيباستيان في أكثر من مائة وعشرين ألفا لسواحل المغرب فاحتلها،
وزين له غروره التقدم لعمق الداخل المغربي لتحطيم أي وجود للقوة المغربية المسلمة، وتقدم ليلاقي الجيش المغربي الذي لم يتجاوز أربعين ألفا بقيادة السلطان المريض
آنذاك عبدالملك المعتصم بالله، واختار العبور على قنطرة وادي المخازن، وابتدأت المعركة وأرسل السلطان كتيبة من فرسانه فدمرت القنطرة، واستمات
المسلمون في القتال وتزعزع الجيش البرتغالي وأراد التراجع عن الوادي ففوجئوا بتدمير القنطرة
فمات أغلبهم غرقا وأبيد الجيش عن بكرة أبيه، ومات الملوك الثلاثة سيباستيان قتلا والمتوكل غرقا والسلطان عبدالملك مرضا، أما البرتغال ففقدت مليكها وقادتها وجيشها وحتى سيادتها عندما تقدمت جيوش إسبانيا لتحتلها لعدم وجود جيش يحميها، ولم تسترد البرتغال سيادتها إلا بعد مرور ثلاثة وتسعين عاما من احتلال إسبانيا لها.
الغريب أننا كالعادة لم نكمل، لم نتقدم لنسترد جزءا من أندلسنا الضائع، بل لم نسترد مدننا المغربية على الساحل التي كان البرتغال قد احتلوها..
نبدأ دائما ولا نكمل!
وأخبرنا الفندق أن الحافلة السياحية التي ستأخذنا لرؤية لشبونة أو «أشبونة» - كما أسماها العرب - ستنطلق من محطة «القنطرة» التي ما زالت تأخذ اسم الحي العربي الذي سكنه ما تبقى من العرب بعد سقوط أشبونة بيد المسيحيين عام 1147، وتذكرت قنطرة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة التي أسقطنا فيها دولة البرتغال بعد مرور أكثر من أربعمئة عام على خروجنا من هناك.
ففي بدايات عام 1578 حدث خلاف شديد داخل الأسرة المالكة المغربية وكانت من الأشراف السعديين، فهرب الأمير محمد المتوكل إلى الملك الشاب سيباستيان الذي كان قد تولى عرش مملكة البرتغال ليستعين به على عمه السلطان أبي مروان عبدالملك المعتصم بالله، واستغل سيباستيان الفرصة ليحقق حلمه بالسيطرة على كل الساحل المغربي وإبعاد أي خطر إسلامي جديد خاصة بعد تحالف العثمانيين مع الأشراف السعديين، وأيد البابا خطة سيباستيان وأسرع ملوك إسبانيا وألمانيا وإيطاليا يمدونه بآلاف الجنود ومئات السفن الحربية.
وأبحر سيباستيان في أكثر من مائة وعشرين ألفا لسواحل المغرب فاحتلها،
وزين له غروره التقدم لعمق الداخل المغربي لتحطيم أي وجود للقوة المغربية المسلمة، وتقدم ليلاقي الجيش المغربي الذي لم يتجاوز أربعين ألفا بقيادة السلطان المريض
آنذاك عبدالملك المعتصم بالله، واختار العبور على قنطرة وادي المخازن، وابتدأت المعركة وأرسل السلطان كتيبة من فرسانه فدمرت القنطرة، واستمات
المسلمون في القتال وتزعزع الجيش البرتغالي وأراد التراجع عن الوادي ففوجئوا بتدمير القنطرة
فمات أغلبهم غرقا وأبيد الجيش عن بكرة أبيه، ومات الملوك الثلاثة سيباستيان قتلا والمتوكل غرقا والسلطان عبدالملك مرضا، أما البرتغال ففقدت مليكها وقادتها وجيشها وحتى سيادتها عندما تقدمت جيوش إسبانيا لتحتلها لعدم وجود جيش يحميها، ولم تسترد البرتغال سيادتها إلا بعد مرور ثلاثة وتسعين عاما من احتلال إسبانيا لها.
الغريب أننا كالعادة لم نكمل، لم نتقدم لنسترد جزءا من أندلسنا الضائع، بل لم نسترد مدننا المغربية على الساحل التي كان البرتغال قد احتلوها..
نبدأ دائما ولا نكمل!