مانع اليامي

مع الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد

السبت - 21 مايو 2016

Sat - 21 May 2016

ظهيرة يوم عمل، أبواب الإمارة مفتوحة، المكان خال من التوتر، والتفاصيل غاية في الأناقة والدقة. اللقاء خاص، والأجواء أخوية بامتياز، وكأن الأمير أراد تهيئة الفرصة لتأخذ البساطة مكانها.. بدأ الحديث بمعزل عن التكلف، غير أن «عذروبه» الوحيد أنه يسير مع عقارب الساعة والوقت يمر بسرعة. في كل الأحوال لغة الحوار مهنية، تتكئ على مخزون معرفي لا تنقصه بلاغة من طرف الأمير وهذا للإنصاف، الوقت يمر، والصراحة تطوي مسافات المجاملة كلما أتى الحديث عن الوطن.

يقول: نحن في زمن لا تطربه المزايدات، والتغني بها لا يغني ولا يسمن في أي منحى، قوة الوطن في اللحمة الوطنية، والجبهة الداخلية ذخيرتنا في وجه التحديات، وهذه الأخيرة لا تتحقق دون مساهمة المثقفين ووجهاء المجتمع في تذويب صغائر الأمور التي يحاول المغرضون تسمينها وتحويلها إلى مشاريع إزعاج أو تفرقة.

كلنا واحد، والتكاتف مثله مثل التسامح مصدر قوة، وفي السياق تبقى التطلعات التنموية مثالية دون المشاركة المجتمعية، وتمام قناعة الفرد بوجوب الإخلاص وأهمية إتقان العمل، ومن المهم جدا دخول أبناء وبنات الوطن في علاقة تكاملية على خط حماية النزاهة بجراءة تراعي الأصول.

الأكثر إثارة في حديث الأمير هو تأكيده على أن «المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات، والناس سواسية، والمواطن يملك حق مراقبة الأداء وصوته مسموع»، وأيضا قناعاته بأن النقد البناء يحسن الأداء، يقول سموه: ورقة صغيرة فيها فكرة قابلة للبحث تسعدني وتلقى جل اهتمامي، وأخرى مثلها عليها خارطة طريق إلى موطن فساد مالي أو إداري أحب إلى نفسي من شكوى طويلة مثقلة بالاتهامات المطلقة على ورقة فاخرة.

يقول وقد تعمق الحديث «من أبواب السعادة أن أوقات العمل تنتهي من يوم إلى يوم بفرح مرده في الغالب تقديم مساعدة أو أكثر لمن يستحقها، والأكيد أن كل انطلاقة مشروع وطني جديد تشكل مشروع سعادة شخصية، الشاهد أن العمل ليس كله جهدا ومتاعب، فيه مناسبات سعيدة.. وهل يسر الخاطر مثل الاحتفال بالإنجازات ورؤية الشباب في ميادين العمل؟ هل يريح الضمير مثل تحقيق الإنصاف ورؤية تباشير الاطمئنان على وجوه الناس؟ بيئة العمل مفتوحة على كل خير لمن أراد، والناس هنا أهل لكل خير».

الأكثر مما تقدم هو أن اهتمامات سمو أمير منطقة نجران لا تستثني هوية المنطقة، وثمة خطة عمل لتهذيب وادي نجران – الرمز الجغرافي الشهير- . للحديث بقية وبكم يتجدد اللقاء.