لا تكن مزاجيا!

الخميس - 19 مايو 2016

Thu - 19 May 2016

بينما أنا أتسوق في أحد محلات المواد الغذائية، إذ بأحد العمالة الوافدة يقلب إحدى الفواكه بيديه يمنة ويسرة، ويقربها من أنفه ليشمها، ولا أعلم بهذه الطريقة هل سيستطيع معرفة الجيد من السيئ! ولكن ما أعرفه أن هذه الحركة جعلتني أعيد النظر في شراء الخضار والفواكه المعروضة!

لم أكن أنا فقط من انتبه لهذا التصرف، بل هناك شخص آخر رأى ذات الفعل، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي، بل تقدم للشخص وأخذ يوبخه على فعله بطريقة لم تعجبني أنا، رغم خطأ الوافد إلا أن ابن البلد لم يحسن التصرف في اعتراضه على ما شاهده، بل إنه عندما هم بالخروج، استوقف أحد المشرفين وأخذ يحدثه بغضب عما رآه، وسط استغراب المشرف عن سبب مضايقة هذا الرجل، ثم ذهب ابن البلد في حال سبيله.

أنا لست هنا بصدد الوقوف بجانب أحد دون الآخر، ولا مجال للنقاش في أن فعل الوافد كان خطأ يجب أن ينبه عليه.

ولكن! هل بهذه الطريقة توجه النصائح، وهل عندما نصرخ ونعاتب بقوة، نريد أن نبين قوتنا على هؤلاء العمالة الوافدة!

لتكسب قلوب الناس حتى وإن لم يعرفوك، عليك أن تتجنب مخاطبتهم بهذه الطريقة المستفزة، وإن رأيت ما يسوؤك، كل ما عليك فعله تغييره بأسلوب لطيف.

ما المانع من أن تتقدم للشخص المخطئ وتتحدث معه بانفراد وبلهجة مبسطة ولطيفة، لتخبره أن فعله هذا غير محبب وأنه قد يتسبب في مشاكل كثيرة، وإن كانت دون قصد؟ وما ضرك إن لم تفلح في هذه أن تتوجه على الأقل لإدارة المحل، وتقدم شكوى بلطف دون تضجر؟ الناس لا علاقة لهم بمزاجك السيئ، هم كذلك لديهم ما يكفيهم ليعبسوا طوال اليوم، ولكن لا حاجة لترك أثر سيئ في كل مكان يذهبون إليه. كم من الأشخاص نقابلهم لأول مرة نتقبل بعضهم رغم أننا لا نعرفهم، بسبب ابتسامة عابرة، أسلوب لطيف، كلمة طيبة، أو حتى السلام عند المصادفة؟

وعلى عكس ذلك فإننا لمجرد أن نرى عابس الوجه نصد عنه ولا نريد أن يكون مزاجه السيئ سببا في تعكير مزاجنا. جميعنا في هذه الحياة عابرون، قد نمر في مكان لا نعود له مجددا، من باب أولى أن نكون لطفاء مع الجميع ونترك أثرا.