عبدالله المزهر

العقل السقيم في الجسم السليم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الجمعة - 20 مايو 2016

Fri - 20 May 2016

فاجأني أن اليوم هو الجمعة، لأني مقتنع أن الجمعة الماضية كانت قبل 24 ساعة فقط. الأيام تسير بسرعة غريبة لم أعهدها منها قبل أن أنتهي من تسديد قرضي البنكي حيث كان الأسبوع يستمر شهرا كاملا ويزيد!

أفكر في الاقتراض مجددا حتى تهدأ وتيرة الأيام بطريقة يمكن معها فهم ما يجري في هذا العالم!

مع أن الفهم ليس أمرا محببا كثيرا، وهو سلاح له أكثر من حد، فقد يكون فهم الحياة سببا في السعادة وراحة البال، ولكنه أيضا قد يكون سببا في الشقاء، ولذلك فإني لا أنصح أحدا بمحاولة الفهم إذا لم يكن لديه القدرة على التكيف مع ما سيفهمه!

ولم يكن المتنبي «يطقطق» وهو يقول:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشّقاوة ينعم

لكنه كان يتكلم عن أوضح تقسيمة للأحياء وللحياة.

والذين كانوا سعداء لأنهم فهموا الحياة كان مصدر سعادتهم هو إيمانهم ـ بعد فهمهم ـ أنه لا شيء يستحق كل هذا العناء، وأنه لا توجد مشكلة تستحق تبديد الحياة من أجلها، ولكن السعداء بهذه الطريقة قليلون. أما أغلب الخلق فإنهم بين فسطاطين، إما السعداء بجهلهم أو الأشقياء بفهمهم.

الاكتئاب وكافة الأمراض النفسية لا يصاب بها الحمقى ولا الأغبياء، وهذا أمر يبدو أنه يفسر كل شيء. ولذلك فإن عبارة مثل «العقل السليم في الجسم السليم» تبدو غير منطقية، الأصح هو أن الجسم السليم نتيجة العقل العاطل عن العمل!

وعلى أي حال..

سأعترف لكم أني حين بدأت كتابة المقال كنت أنوي الحديث عن شيء آخر، ولكني عندما انتهيت من المقدمة وجدت أنه لم تعد هناك مساحة كافية للحديث عن الموضوع الأساسي، ثم اقتنعت أنه لا مبرر أساسا للحديث عنه فالحياة أقصر من أن نقضيها في الحديث عن موضوع يحتاج كل هذه المقدمة!