أوراق وأوطان.. وبشر!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 19 مايو 2016
Thu - 19 May 2016
أحاول أحيانا تخيل وضع "إنسان" ولد ونشأ وعاش في أرض ما لا يعرف وطنا غيرها، لا هو ولا أبوه ولا جده، ثم يقال له بكل بساطة: اذهب إلى جزر القمر لتحصل على جنسيتها، لأن هذا الوطن الذي يعيش فيك يضيق بك، لأن هذا الوطن عجز عن منحك "ورقة" لتحيا كإنسان له حق الانتماء إلى المكان الذي لا يعرف إلا إياه!
والحقيقة أني أفشل في تخيل هذا الأمر، أجده أصعب من أن يحتمل، والذين يكتبون عن الوطن والوطنية كثيرا وعن عشق الوطن وتراب الوطن ربما يعتقدون أن الوطن "أوراق ثبوتية"، من لا يحملها لأي سبب كان فهو لا يشعر بتلك المحبة ولا ذلك العشق ولا ذلك الانتماء.
هذه المشكلة ربما تكون واحدة من أوضح صور التشابه بين دول الخليج. لا أعرف لماذا تستطيع هذه الدول استيعاب كافة أجناس أهل الأرض، ويدب على أرضها البشر من كل جنس ولون، منهم من لا يحسن حتى اللغة العربية ولا يريد أن يتعلمها، ثم تضق هذه الدول ببشر لم يعرفوا لا هم ولا أباؤهم غيرها. الأمر غير مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ لكن ما أفهمه تماما أن هذا لا يليق بأوطاننا.
دول الخليج عموما من أكثر دول العالم مدا ليد العون وتقديم المساعدات لكافة شعوب الأرض، ولو كان الطريق سالكا إلى مخلوقات تعيش في كواكب أخرى لوصلت يد الخليج البيضاء إلى هناك، لكن هذه الدول عاجزة من عشرات السنين عن استيعاب "أهلها" البدون.
ثم أما بعد:
الوطن انتماء وحياة وأهل وناس، الوطن ملامح الناس، الذين نحبهم والذين لم نستطع محبتهم، جيراننا الصالحون والمؤذون، أصدقاء المدرسة، أصدقاء الشارع، صوت الإمام وصوت المؤذن، ذنوبنا الصغيرة والكبيرة، أغنياتنا، صراخنا في المدرجات، لهجتنا وكلماتنا الغريبة التي لا يعرفها سوانا، الوطن أكبر بكثير من "ورقة" تُشترى من جزر القمر!
[email protected]
والحقيقة أني أفشل في تخيل هذا الأمر، أجده أصعب من أن يحتمل، والذين يكتبون عن الوطن والوطنية كثيرا وعن عشق الوطن وتراب الوطن ربما يعتقدون أن الوطن "أوراق ثبوتية"، من لا يحملها لأي سبب كان فهو لا يشعر بتلك المحبة ولا ذلك العشق ولا ذلك الانتماء.
هذه المشكلة ربما تكون واحدة من أوضح صور التشابه بين دول الخليج. لا أعرف لماذا تستطيع هذه الدول استيعاب كافة أجناس أهل الأرض، ويدب على أرضها البشر من كل جنس ولون، منهم من لا يحسن حتى اللغة العربية ولا يريد أن يتعلمها، ثم تضق هذه الدول ببشر لم يعرفوا لا هم ولا أباؤهم غيرها. الأمر غير مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ لكن ما أفهمه تماما أن هذا لا يليق بأوطاننا.
دول الخليج عموما من أكثر دول العالم مدا ليد العون وتقديم المساعدات لكافة شعوب الأرض، ولو كان الطريق سالكا إلى مخلوقات تعيش في كواكب أخرى لوصلت يد الخليج البيضاء إلى هناك، لكن هذه الدول عاجزة من عشرات السنين عن استيعاب "أهلها" البدون.
ثم أما بعد:
الوطن انتماء وحياة وأهل وناس، الوطن ملامح الناس، الذين نحبهم والذين لم نستطع محبتهم، جيراننا الصالحون والمؤذون، أصدقاء المدرسة، أصدقاء الشارع، صوت الإمام وصوت المؤذن، ذنوبنا الصغيرة والكبيرة، أغنياتنا، صراخنا في المدرجات، لهجتنا وكلماتنا الغريبة التي لا يعرفها سوانا، الوطن أكبر بكثير من "ورقة" تُشترى من جزر القمر!
[email protected]