عندما وصل وزير البترول والثروة المعدنية السابق المهندس علي النعيمي إلى العاصمة النمساوية فيينا في نوفمبر 1995 ليحضر أول اجتماع له بعد تعيينه مكان الوزير الأسبق المرحوم هشام ناظر، كان هناك العديد من الأسماء اللامعة بين وزراء منظمة أوبك من بينهم وزير ليبيا عبدالله البدري، وحمد العطية وزير الطاقة والصناعة في قطر. ورغم أن العطية المعروف بلقب «بوحمد» كان قد سبق النعيمي المعروف بلقب «أبورامي» إلى الوزارة ببضع سنوات، إلا أن الاثنين لم يلبثا حتى أصبحا صديقين ولا عجب في ذلك فكلاهما عصامي وكلاهما بدأ طريقه إلى الوزارة من بدايات متواضعة جدا.
ويعبر العطية عن ذلك في إحدى المرات التي كانت «مكة» حاضرة فيها في الدوحة قائلا «عندما كنت أذهب إلى أوبك منذ السبعينات كنت موظفا صغيرا وكنت أجلس في الصفوف الخلفية للوزراء وما زلت أتذكر عندما مر أمامي الشيخ أحمد زكي يماني للمرة الأولى.
لم أصدق وقتها أني رأيته فلقد كان بالنسبة لي عملاق من العملاقة الذين عرفهم القطاع. ومرت الأيام وأصبحت وزيرا وأصبحت أنا في الصف الأمامي». وجمعت النعيمي والعطية صداقة حميمة جدا وكانا جبهة واحدة في أوبك وكانا داعمين لنفس المواقف تقريبا، إذ كان «بوحمد» رجلا شعبيا جدا ومحبوبا من قبل الوزراء وحتى الصحفيين. ورغم خروج العطية من الوزارة قبل خمس سنوات وخروج النعيمي هذا الشهر إلا أن الصداقة بين الرجلين لا تزال قائمة وستتعزز الأسبوع المقبل عندما يذهب النعيمي إلى الدوحة لتسلم جائزة حمد بن عبدالله العطية للتميز في قطاع الطاقة والتي تمنح لشخصية واحدة سنويا. وتم اختيار النعيمي لجائزة هذا العام من قبل لجنة دولية تجمع كلا من الأمين العام لأوبك عبدالله البدري ومدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول ووزير النفط العراقي السابق رمزي سليمان وغيرهم. وتعليقا على اختيار النعيمي للجائزة يقول العطية في تصريحات صحفية «لن يكون هناك أبدا نعيمي آخر. ففي خلال سبعين عاما تمكن النعيمي من النهوض من أرض الصحراء ليصبح أقوى تنفيذي في قطاع البترول لمدة قاربت ثلاثة عقود».
مواقف عفوية
ويكن النعيمي كثيرا من الاحترام للعطية، إذ سبق وقال في إحدى المرات «أبوحمد من الشخصيات المحبوبة في أوبك. لقد كان موسوعة في الأدب والتاريخ بفضل دراسته للتاريخ. فهو يعرف كل الأحداث العظيمة للخليج وكل التفاصيل التاريخية». ويتذكر النعيمي أنه في إحدى المرات وتحديدا في يناير 2003، جمعته والعطية جلسة واحدة في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس وكان الكل يظن أن الاثنين كان بينهم تنسيق حول مواقفهم التي أعلنوها خلال الجلسة بينما في الواقع كانت المواقف عفوية.
ففي تلك الجلسة قال النعيمي إن أسعار النفط مرتفعة ليس بسبب قلة الإمدادات ولكن بسبب «قرع طبول الحرب» إذ إن الحرب الأمريكية على العراق كانت على الأبواب وكان الجميع متخوفا من اندلاعها في أي لحظة. وكانت أسعار النفط في ذلك الوقت قاربت 33 دولارا لتخرج خارج النطاق السعري الذي كانت تتبناه أوبك في ذلك الحين والذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا. وقال النعيمي للحضور في دافوس «سنحاول في اجتماع أوبك القادم في مارس أن نرجع السعر إلى 25 دولارا».
وكان العطية في تلك السنة هو رئيس المؤتمر الوزاري لمنظمة أوبك وانضم هو بدوره إلى النعيمي في الدفاع عن المنظمة وسياساتها قائلا إن الحرب على العراق سوف تؤدي إلى تقلص في الإمدادات ولكن أوبك ستعوض أي نقص بالرغم من أن «الزبائن لا يريدون أي نفط كل ما سألناهم».
اختصار الاجتماع
ويرى العديد من المراقبين أن تأثير النعيمي على المنظمة شمل إبعادها عن التأثر بالسياسة الخارجية للدول الأعضاء بشكل كبير وتمكن بعد مجاهدة طويلة من جعل القرار اقتصاديا في الغالب ومبنيا على معطيات السوق وليس على الأمور السياسية، إذ إنه تكنوقراطي بالمعنى الحقيقي. وكانت الاختلافات السياسية هي ما جعلت الاجتماعات مطولة في السابق، إذ إن بعض الوزراء كانوا يذهبون ليعرضوا وجهات نظر حكوماتهم ولا يملكون أي رد على المقترحات فيضطروا حينها للعودة إلى فنادقهم والاتصال بحكوماتهم والتشاور معها وهذه العملية كانت تستنزف كثيرا من الوقت. ولا يزال النعيمي يذكر كيف كانت الاجتماعات طويلة في بداية عهده بالوزارة، حيث قال في إحدى المرات «عندما جئت وجدت الوزراء معتادين على اجتماعات مطولة بالأيام، ولهذا قلت لهم إن هذا الأمر لا يستقيم. نحن وزراء ويجب أن نجتمع مثلنا مثل أي رجال أعمال، ولا يوجد اجتماع يجب أن يستمر أكثر من يوم.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نجتمع في نفس اليوم ونغادر». ويذكر وزير الطاقة والصناعة القطري السابق العطية هذا الأمر جيدا ويقول في إحدى المرات «من الأشياء المهمة التي غيرها الوزير النعيمي في المنظمة هي الاجتماعات. لقد كنا نجتمع كثيرا ونضيع كثيرا من الوقت، واختصار الاجتماع إلى يوم واحد من حسناته التي لا ننساها».
ويعبر العطية عن ذلك في إحدى المرات التي كانت «مكة» حاضرة فيها في الدوحة قائلا «عندما كنت أذهب إلى أوبك منذ السبعينات كنت موظفا صغيرا وكنت أجلس في الصفوف الخلفية للوزراء وما زلت أتذكر عندما مر أمامي الشيخ أحمد زكي يماني للمرة الأولى.
لم أصدق وقتها أني رأيته فلقد كان بالنسبة لي عملاق من العملاقة الذين عرفهم القطاع. ومرت الأيام وأصبحت وزيرا وأصبحت أنا في الصف الأمامي». وجمعت النعيمي والعطية صداقة حميمة جدا وكانا جبهة واحدة في أوبك وكانا داعمين لنفس المواقف تقريبا، إذ كان «بوحمد» رجلا شعبيا جدا ومحبوبا من قبل الوزراء وحتى الصحفيين. ورغم خروج العطية من الوزارة قبل خمس سنوات وخروج النعيمي هذا الشهر إلا أن الصداقة بين الرجلين لا تزال قائمة وستتعزز الأسبوع المقبل عندما يذهب النعيمي إلى الدوحة لتسلم جائزة حمد بن عبدالله العطية للتميز في قطاع الطاقة والتي تمنح لشخصية واحدة سنويا. وتم اختيار النعيمي لجائزة هذا العام من قبل لجنة دولية تجمع كلا من الأمين العام لأوبك عبدالله البدري ومدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول ووزير النفط العراقي السابق رمزي سليمان وغيرهم. وتعليقا على اختيار النعيمي للجائزة يقول العطية في تصريحات صحفية «لن يكون هناك أبدا نعيمي آخر. ففي خلال سبعين عاما تمكن النعيمي من النهوض من أرض الصحراء ليصبح أقوى تنفيذي في قطاع البترول لمدة قاربت ثلاثة عقود».
مواقف عفوية
ويكن النعيمي كثيرا من الاحترام للعطية، إذ سبق وقال في إحدى المرات «أبوحمد من الشخصيات المحبوبة في أوبك. لقد كان موسوعة في الأدب والتاريخ بفضل دراسته للتاريخ. فهو يعرف كل الأحداث العظيمة للخليج وكل التفاصيل التاريخية». ويتذكر النعيمي أنه في إحدى المرات وتحديدا في يناير 2003، جمعته والعطية جلسة واحدة في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس وكان الكل يظن أن الاثنين كان بينهم تنسيق حول مواقفهم التي أعلنوها خلال الجلسة بينما في الواقع كانت المواقف عفوية.
ففي تلك الجلسة قال النعيمي إن أسعار النفط مرتفعة ليس بسبب قلة الإمدادات ولكن بسبب «قرع طبول الحرب» إذ إن الحرب الأمريكية على العراق كانت على الأبواب وكان الجميع متخوفا من اندلاعها في أي لحظة. وكانت أسعار النفط في ذلك الوقت قاربت 33 دولارا لتخرج خارج النطاق السعري الذي كانت تتبناه أوبك في ذلك الحين والذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا. وقال النعيمي للحضور في دافوس «سنحاول في اجتماع أوبك القادم في مارس أن نرجع السعر إلى 25 دولارا».
وكان العطية في تلك السنة هو رئيس المؤتمر الوزاري لمنظمة أوبك وانضم هو بدوره إلى النعيمي في الدفاع عن المنظمة وسياساتها قائلا إن الحرب على العراق سوف تؤدي إلى تقلص في الإمدادات ولكن أوبك ستعوض أي نقص بالرغم من أن «الزبائن لا يريدون أي نفط كل ما سألناهم».
اختصار الاجتماع
ويرى العديد من المراقبين أن تأثير النعيمي على المنظمة شمل إبعادها عن التأثر بالسياسة الخارجية للدول الأعضاء بشكل كبير وتمكن بعد مجاهدة طويلة من جعل القرار اقتصاديا في الغالب ومبنيا على معطيات السوق وليس على الأمور السياسية، إذ إنه تكنوقراطي بالمعنى الحقيقي. وكانت الاختلافات السياسية هي ما جعلت الاجتماعات مطولة في السابق، إذ إن بعض الوزراء كانوا يذهبون ليعرضوا وجهات نظر حكوماتهم ولا يملكون أي رد على المقترحات فيضطروا حينها للعودة إلى فنادقهم والاتصال بحكوماتهم والتشاور معها وهذه العملية كانت تستنزف كثيرا من الوقت. ولا يزال النعيمي يذكر كيف كانت الاجتماعات طويلة في بداية عهده بالوزارة، حيث قال في إحدى المرات «عندما جئت وجدت الوزراء معتادين على اجتماعات مطولة بالأيام، ولهذا قلت لهم إن هذا الأمر لا يستقيم. نحن وزراء ويجب أن نجتمع مثلنا مثل أي رجال أعمال، ولا يوجد اجتماع يجب أن يستمر أكثر من يوم.
ومنذ ذلك الوقت ونحن نجتمع في نفس اليوم ونغادر». ويذكر وزير الطاقة والصناعة القطري السابق العطية هذا الأمر جيدا ويقول في إحدى المرات «من الأشياء المهمة التي غيرها الوزير النعيمي في المنظمة هي الاجتماعات. لقد كنا نجتمع كثيرا ونضيع كثيرا من الوقت، واختصار الاجتماع إلى يوم واحد من حسناته التي لا ننساها».
الأكثر قراءة
الساحة الاستثمارية المشتركة.. تشهد افتتاح مصنع سعودي للحديد في مصر بطاقة إنتاجية 36 ألف طن سنويًا
"سدايا" تطلق أداة التقييم الذاتي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي عبر منصة حوكمة البيانات الوطنية
بإشراف من وزارة الطاقة الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29
انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت" في جدة
الشركة السعودية للكهرباء وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) تدعمان المملكة لتحقيق أهدافها في خفض الانبعاثات الكربونية عبر تقنية جديدة في رابغ
جامعة الأعمال تطلق أيام كلية ادارة الأعمال بأكثر من ٥٠ خبير ومؤثر ينقلون تجاربهم في التقنية والابتكار والاستدامة