أمجاد العرب

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 17 مايو 2016

Tue - 17 May 2016

بروفيسور ورئيس مركز البحوث بكلية الهندسة التي أدرس بها ألقى علينا مطلع الأسبوع الماضي محاضرة عن بؤر الزلازل الكبرى ومن بينها أتى على ذكر أمريكا الوسطى وجزر الكاريبي ليقتطع الدرس ويقول إن مكتشف هذه المنطقة من العالم وأمريكا بشكل عام هم «عرب» وإن أصل كلمة «كاريب» هو عربي أيضا اشتق من كلمة «قوارب» وتعني السفن الصغيرة.

كلام أيقظ الفضول لدي وفتح المجال لرحلة بحث وراء اكتشافات ومكتشفين عرب ومسلمين سادوا ثم بادوا أو الأصح أنهم أضمروا بل ودفنت أسماؤهم لتكتب في الأخير إنجازاتهم بأسماء غير أسمائهم.

ما أسفر عنه البحث كان ثمينا وصادما لأن عددا من الثوابت قد تغيرت وصححت بفضل الأطروحات العديدة التي اجتهد علماء التاريخ العرب أمثال الدكتور أحمد داوود في تقديمها بعد التدقيق والتمحيص والتصحيح لركام التزوير الذي لحق بتاريخنا العربي.

ليس وحدهم العرب من عملوا على هذا التصحيح، إذ نجد أيضا الأجانب ممن حملوا على عاتقهم مهمة تصحيح التاريخ أمثال الباحثة «هاينكهزودهوف» التي ألفت كتاب «معذرة كولومبس، لست أول من اكتشف أمريكا». كتاب وضع سيرورة من القرائن في شكل لا يفسح مجالا لأسطورة اكتشاف أمريكا عن طريق كولومبس. من الفقرات الجميلة في الكتاب «معذرة يا كولومبس السوريون هم الذين اكتشفوا أمريكا قبلك».

مفاجأة سارة تذكرنا أن للعرب أمجادا أسست لعوالم خارقة لكنها في نفس الوقت مؤلمة لقاء ما يحدث اليوم لعالم تخلى عن أمجاده ليروج لثقافة الدم والشتات.

وعودة إلى مطلع حديثنا عن الكاريبي لو فتحنا قاموس أقدم لغة على هذا الكوكب العربية، السريانية، لوجدنا أن كاريب تعني حرفيا «الدوامة»، تسمية ذكية لبحر اشتهر بدواماته التي لا تتوقف على مدار العام.

قد لا يكون كلام أستاذي صحيحا حول معنى الكلمة لكنه فتح بابا لنقرأ ونقرأ عن درر خلفها العرب ليظفر بها الغرب.