عثمان أبوزيد

الإنفوجرافيك: نوع تحريري جديد في الصحافة

تفاعل
تفاعل

الثلاثاء - 17 مايو 2016

Tue - 17 May 2016

بثت قناة إم بي سي قبل أيام تقريرا عن فن الإنفوجراف الذي تتميز به صحيفة مكة. نشرنا لقطة من التقرير في مجموعة تواصلية تضم عددا من أساتذة الإعلام، وتساءلنا: هل يعد هذا النوع الصحفي توجها جديدا من أجل التكيف مع عالم متغير في الإعلام والتواصل؟ وهل نحن أمام طور من صحافة بصرية تبسط المعلومات المعقدة وتعرضها في شكل بيانات وأرقام وخرائط وصور ورسوم وجداول؟

معروف أن التقنية منذ اختراع المطبعة إلى يومنا الحاضر، لها تأثيرها في الكتابة وتحرير النصوص، والمثال لذلك ما أسهم به التلجراف في تركيب الجملة العربية، وإيثار الاختصار والإيجاز، ودخول أشهر علامات الترقيم في الكتابة الصحفية، وهي علامة النقطتين على السطر (..)، وذلك لأن المبرقة لم تشتمل على علامة التنصيص (:).

كنا نقول مع السنوات الأولى للعولمة إن وسيلة الإعلام التي لا تواكب ثورة الاتصال، مصيرها الانقراض. وتابعنا كيف حصل الاندماج بين وسائل الاتصال حتى انتهى الأمر إلى التواصل «صوت وصورة و ...» عبر جهاز نحمله على راحة اليد.

ولكن ماذا يقول زملاؤنا في مجموعتنا الواتسابية «باحثون»؟

دكتور عبدالنبي عبدالله من جامعة الملك خالد يقول نقلا عن رئيس تحرير صحيفة سعودية يومية إنهم استخدموا هذا الأسلوب لمواجهة التحدي الذي يواجه الصحافة الآن، باعتبار أن الإنفوجرافيك يوصل المعلومة بأقل قدر من الرسوم التوضيحية.

دكتورة أم هانئ أبو صباح من جامعة الملك فيصل قالت إن الإنفوجرافيك أصلا موجود في الصحافة من قديم، غير أنها بدأت تتوسع فيه من أجل المواكبة وحل مشكلة النصوص الطويلة المملة وكسر رتابة الأشكال الصحفية المعتادة من خبر وتحقيق وتقرير ومقابلة، ولفت انتباه القارئ بقالب جاذب.

ويقول الأستاذ شرف محمد حسن رئيس قسم الجرافيك بتلفزيون السودان: الجديد هو انتباه الناس وقبولهم لهذه الطريقة من الإيضاح، بعد انتشار التطبيقات عبر الشبكة العنكبوتية لتيسير استخدام التصميمات التوضيحية. ويشير إلى أن الإنفوجرافيك قلل من الدهشة التي يرسمها الجرافيك المتحرك ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى أن فن الإنفوجرافيك أتاح الفرصة لممارسة الفن لمن كانوا يتهيبون ذلك من قبل.

ومهما يكن فإن أقسام الصحافة والإعلام في بعض الجامعات بدأت تدرّس إعداد التقارير الإيضاحية Graphic Reporting وصار لزاما وجود محرر يجمع بين التصميم الإيضاحي والتحرير الإعلامي يسمونه Design Editor بعد أن أصبح الجرافيك جزءا لا يتجزأ من العمل الصحفي والتلفزيوني.

وفي النهاية نشعر نحن الذين التحقنا بدراسة الصحافة والإعلام قبل أربعين عاما أن القطار يفوتنا، على الرغم من أن أبناءنا من الجيل الإعلامي الجديد يحاولون مجاملتنا بقولهم: «بل أنتم الخير والبركة».