مدرسة ماجد الشبل الإعلامية
تفاعل
تفاعل
الثلاثاء - 17 مايو 2016
Tue - 17 May 2016
لم يكن بمقدوري ليلة حمل إلي نبأ وفاة ماجد الشبل رحمه الله إخفاء حزني على رحيله، فكان حالي:
إلى الله أشكو لا إلى الناس فقده ولوعة حزن أوجع القلب داخله
فمنذ طرقت باب الثقافة وتحول الراديو إلى عشق ثقافي يرافقني وأنا أرتبط بجيل الرواد من المذيعين اللامعين ومنهم «ماجد الشبل» الذي عرفناه من خلال الميكرفون، كان محاورا فذا وصوتا فخما وأداء رائعا وثقافة قل مثيلها. من يريد معرفة عظم الفقد في ماجد فقد لمس نبرة الحزن وهي تلامس تعازي زملائه ومجايليه من الإعلاميين وهم يعبرون عن حزنهم لموته، ولكن سيبقى ماجد في الذاكرة فكما يقال:
«الراحلون هم الباقون في الذاكرة». وحينما أكتب اليوم عن ماجد فإنما أكتب عن كونه أحد رواد العمل الإذاعي الذي ارتبطت به كمستمع وجداني مثل غيري، فلا يمكن لعاشق للإذاعة أن ينسى برنامج «طلابنا في الخارج» ومقدمته الرائعة بصوته المخملي وهو يقرأ قصيدة «العين بعد فراقها الوطن ..»، وبرنامج «حروف» فقد كنا نقيم منافسات بيننا ونحن صغار نشاهد منافسات المتسابقين بالبرنامج، وكذلك برنامج «همس النسيم» الشعري في كل ليلة، أما برنامج «شاعر وقصيدة» فقد مدنا بمتعة الاستماع لقصائد من عرائس الشعر العربي عرفنا من خلاله «ابن زيدون، صفي الدين الحلي، خير الدين الزركلي، ابن الرومي» حتى حفظنا:
«قالت كحلت الجفون بالوسن...» وترنمنا بـ»من أجل عينيك عشقت الهوى...»،
وتغنينا كلما تباعدت المسافات بـ»أضحى التنائي بديلا من تدانينا...»، وأنشدنا «يا خليلي تيمتني وحيدا..». ولا ننسى براعته في وصف الاحتفالات والمناسبات وقراءته لنشرات الأخبار وجمال الإحساس وهو يؤدي الابتهالات الدينية والأدعية.
أحببنا في ماجد سلامة اللغة وجمال الأداء على مدى رحلته الإعلامية بين الشاشة والميكرفون التي وعيناها، فسكن في وجدان مستمعيه، كنا نراه أديبا قبل أن يكون مذيعا، جذبنا بمهاراته في حواراته مع الشيخ علي الطنطاوي وسعة ثقافته، وما فاتنا منها عدنا إليها في «اليوتيوب» وأتأمل أن أقرأ ديوانا شعريا له فهو شاعر ولربما أنه لم يرد أن يظهر نفسه كشاعر تاركا هذا للمتلقين لاحقا.
رحم الله ماجدا فلقد كان رائدا إعلاميا إلى جانب كوكبة من الإعلاميين الرواد، ما زال بعضهم مخلدا ذكره بما قدم رغم الغياب، أمثال «بدر كريم، محمد الشعلان، محمد الرشيد، إبراهيم الذهبي، مطلق مخلد الذيابي، زهير الأيوبي، حسين النجار، غالب كامل وهو رفيق درب ماجد».
(ليت مذيعي بعض القنوات الفضائية يدرسون مدرسة ماجد، فيتعلمون فيها سلامة اللغة، وجودة العمل، وترك استفزاز المجتمع في قيمه وثوابته وتحويل برامجهم كمنصات لفرض آرائهم وشخصنة قضاياهم). أما ماجد المتفرد فلن يتكرر، وكما قيل «تولى وأبقى بيننا طيب ذكره». رحمه الله.
إلى الله أشكو لا إلى الناس فقده ولوعة حزن أوجع القلب داخله
فمنذ طرقت باب الثقافة وتحول الراديو إلى عشق ثقافي يرافقني وأنا أرتبط بجيل الرواد من المذيعين اللامعين ومنهم «ماجد الشبل» الذي عرفناه من خلال الميكرفون، كان محاورا فذا وصوتا فخما وأداء رائعا وثقافة قل مثيلها. من يريد معرفة عظم الفقد في ماجد فقد لمس نبرة الحزن وهي تلامس تعازي زملائه ومجايليه من الإعلاميين وهم يعبرون عن حزنهم لموته، ولكن سيبقى ماجد في الذاكرة فكما يقال:
«الراحلون هم الباقون في الذاكرة». وحينما أكتب اليوم عن ماجد فإنما أكتب عن كونه أحد رواد العمل الإذاعي الذي ارتبطت به كمستمع وجداني مثل غيري، فلا يمكن لعاشق للإذاعة أن ينسى برنامج «طلابنا في الخارج» ومقدمته الرائعة بصوته المخملي وهو يقرأ قصيدة «العين بعد فراقها الوطن ..»، وبرنامج «حروف» فقد كنا نقيم منافسات بيننا ونحن صغار نشاهد منافسات المتسابقين بالبرنامج، وكذلك برنامج «همس النسيم» الشعري في كل ليلة، أما برنامج «شاعر وقصيدة» فقد مدنا بمتعة الاستماع لقصائد من عرائس الشعر العربي عرفنا من خلاله «ابن زيدون، صفي الدين الحلي، خير الدين الزركلي، ابن الرومي» حتى حفظنا:
«قالت كحلت الجفون بالوسن...» وترنمنا بـ»من أجل عينيك عشقت الهوى...»،
وتغنينا كلما تباعدت المسافات بـ»أضحى التنائي بديلا من تدانينا...»، وأنشدنا «يا خليلي تيمتني وحيدا..». ولا ننسى براعته في وصف الاحتفالات والمناسبات وقراءته لنشرات الأخبار وجمال الإحساس وهو يؤدي الابتهالات الدينية والأدعية.
أحببنا في ماجد سلامة اللغة وجمال الأداء على مدى رحلته الإعلامية بين الشاشة والميكرفون التي وعيناها، فسكن في وجدان مستمعيه، كنا نراه أديبا قبل أن يكون مذيعا، جذبنا بمهاراته في حواراته مع الشيخ علي الطنطاوي وسعة ثقافته، وما فاتنا منها عدنا إليها في «اليوتيوب» وأتأمل أن أقرأ ديوانا شعريا له فهو شاعر ولربما أنه لم يرد أن يظهر نفسه كشاعر تاركا هذا للمتلقين لاحقا.
رحم الله ماجدا فلقد كان رائدا إعلاميا إلى جانب كوكبة من الإعلاميين الرواد، ما زال بعضهم مخلدا ذكره بما قدم رغم الغياب، أمثال «بدر كريم، محمد الشعلان، محمد الرشيد، إبراهيم الذهبي، مطلق مخلد الذيابي، زهير الأيوبي، حسين النجار، غالب كامل وهو رفيق درب ماجد».
(ليت مذيعي بعض القنوات الفضائية يدرسون مدرسة ماجد، فيتعلمون فيها سلامة اللغة، وجودة العمل، وترك استفزاز المجتمع في قيمه وثوابته وتحويل برامجهم كمنصات لفرض آرائهم وشخصنة قضاياهم). أما ماجد المتفرد فلن يتكرر، وكما قيل «تولى وأبقى بيننا طيب ذكره». رحمه الله.