المدح بعد كتاب الله منقصةٌ!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الأربعاء - 18 مايو 2016
Wed - 18 May 2016
معظم الأعمال الفنية الخالدة ولدت بسبب تافه؛ كالانتقام من صاحب العقار المؤجَّر؛ كما يقال في أحد أعمال شكسبير! وقد يكون دافعها مادياً بخساً؛ كالسمفونية التاسعة لبيتهوفن، وهي أروع أعماله على الإطلاق، وقد أبدعها مقابل (50) فرنكاً كان (مزنوقاً) فيها! بِحِلٍّ يا (قمعية) المتقشِّفين العربية السعودية للثقافة والفنون!!
ولهذا نشدد دائماً على أهمية الفصل بين (الشخص) و(المبدع)، فصلاً قطعياً لا هوادة فيه، ولا لقاء بعده ولو للحظة!! ونؤكد على الزملاء المبدعين أن يلتزموا الصمت مطلقاً، مهما واجهوا من النقد؛ فإن أسوأ من يتحدث عن العمل بعد تقديمه للناس هو صاحبه!!
وقد ظللنا سنين طويلة نقرأ مسرحية (الحمير) للعم (توفيق الحكيم)، ونكرر القراءة بالدهشة نفسها؛ لفكرتها المجنونة، وللفضاءات اللا محدودة التي تتيحها للخيال العبقري في الفهم والتأويل! ويزيد من الانبهار بها كل مرة أن (الحكيم) لم يكتب لها مقدمةً نقدية كما هي عادته في كل عمل، وقدمها للقارئ بلا (إحم ولا دستور)! لكنه في حوار صحفي بعد أكثر من (30) عاماً، فضح لغزها وصرَّح بأنه أراد أن يرمز بالحمير لقادة ثورة العسكر، الذين اقتحموا السياسة كما اقتحمت الحمير مدارس القرية البشرية! فأفسد علينا لذَّة الغموض، وأصبح في ذمته اعتذار أبدي للحمير وليس للعسكر!
وقبل فترة كشف مولانا السيد الحبيب (علي الجفري) سر الرائعتين الكلثوميتين الوهّابيتين: (أمل حياتي) و(إنتَ عمري)، وروى عن شاعرهما العظيم (أحمد شفيق كامل): أنه كتبهما في الروضة النبوية الشريفة؛ مدحاً لسيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وسلم، وفداه كل من خان رسالته، وشوَّه تعاليمها السمحة!
وأضاف السيد الجفري أنه لا يعرف هذا السر إلا الهرمان الخالدان: كوكب الشرق، والوهابي الأصلع!!
إذن: لماذا يا مولانا الحبيب الجفري تفشي سراً استودعك إياه صاحبه؛ لأنك فاجأته بحدسك السماوي؛ حين سمعت (أمل حياتي) في الباص لأول مرة وبكيت صادقاً؛ إذ لم يخطر ببالك إلا الرحمة المهداة؟ وهل تظن أنك أحسنت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بذلك؟ على العكس يا مولانا فقد قال (الأخخخخ/ أنا) مخاطباً إياه:
المدحُ بعد كتابِ الله منقصةٌ * والشعرُ في مدحكم سُخْفُ السخافاتِ!!
وغداً ألقاك... وما أدرانا أنها في المديح النبوي (السوداني) أيضاً؟؟؟
ولهذا نشدد دائماً على أهمية الفصل بين (الشخص) و(المبدع)، فصلاً قطعياً لا هوادة فيه، ولا لقاء بعده ولو للحظة!! ونؤكد على الزملاء المبدعين أن يلتزموا الصمت مطلقاً، مهما واجهوا من النقد؛ فإن أسوأ من يتحدث عن العمل بعد تقديمه للناس هو صاحبه!!
وقد ظللنا سنين طويلة نقرأ مسرحية (الحمير) للعم (توفيق الحكيم)، ونكرر القراءة بالدهشة نفسها؛ لفكرتها المجنونة، وللفضاءات اللا محدودة التي تتيحها للخيال العبقري في الفهم والتأويل! ويزيد من الانبهار بها كل مرة أن (الحكيم) لم يكتب لها مقدمةً نقدية كما هي عادته في كل عمل، وقدمها للقارئ بلا (إحم ولا دستور)! لكنه في حوار صحفي بعد أكثر من (30) عاماً، فضح لغزها وصرَّح بأنه أراد أن يرمز بالحمير لقادة ثورة العسكر، الذين اقتحموا السياسة كما اقتحمت الحمير مدارس القرية البشرية! فأفسد علينا لذَّة الغموض، وأصبح في ذمته اعتذار أبدي للحمير وليس للعسكر!
وقبل فترة كشف مولانا السيد الحبيب (علي الجفري) سر الرائعتين الكلثوميتين الوهّابيتين: (أمل حياتي) و(إنتَ عمري)، وروى عن شاعرهما العظيم (أحمد شفيق كامل): أنه كتبهما في الروضة النبوية الشريفة؛ مدحاً لسيد الخلق أجمعين، صلى الله عليه وسلم، وفداه كل من خان رسالته، وشوَّه تعاليمها السمحة!
وأضاف السيد الجفري أنه لا يعرف هذا السر إلا الهرمان الخالدان: كوكب الشرق، والوهابي الأصلع!!
إذن: لماذا يا مولانا الحبيب الجفري تفشي سراً استودعك إياه صاحبه؛ لأنك فاجأته بحدسك السماوي؛ حين سمعت (أمل حياتي) في الباص لأول مرة وبكيت صادقاً؛ إذ لم يخطر ببالك إلا الرحمة المهداة؟ وهل تظن أنك أحسنت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بذلك؟ على العكس يا مولانا فقد قال (الأخخخخ/ أنا) مخاطباً إياه:
المدحُ بعد كتابِ الله منقصةٌ * والشعرُ في مدحكم سُخْفُ السخافاتِ!!
وغداً ألقاك... وما أدرانا أنها في المديح النبوي (السوداني) أيضاً؟؟؟