3 أسباب لتلحق بالجامعة و3 أسباب لتتركها
الاثنين - 16 مايو 2016
Mon - 16 May 2016
هذا الأسبوع حصلت على أغلى قطعة ورق في حياتي: شهادة ماجستير تبلغ تكلفة رسومها 350 ألف ريال، حصالة لتعليم يمكن للكثير منكم الحصول عليه مجانا عبر منصات التعليم المفتوح مثل EduX
وCoursera. ما يعزّي في الجهد والتعب الذي تكلفه الجامعة ربما يتمثل في جودة التعليم في القاعات الدراسية التي تفوق التعليم عن بعد.. باستثناء أن هذه المعلومة مجردة من أي دليل حقيقي يدعمها. فقد وجدت دراسة قام بها باحثون من جامعة إم آي تي أن مستوى تحصيل الدراسين عن بعد بشكل حرّ كان مساويا لمستوى تحصيل الذين يذهبون إلى الجامعة لدراسة ذات المادة. فما هي قيمة التعليم في عصر أصبح تخزين المعرفة فيه وظيفة الآلات وليس البشر وأصبحت مهارة البحث تفوق مهارة الحفظ؟
هنا ثلاثة أسباب إذا كنت تبحث عن تبرير لإكمال شهادتك الجامعية أو الاستقالة من عملك والعودة إلى مقاعد الدراسة:
1 المعلومة لا تساوي التعليم:
التعليم ليس فقرة «هل تعلم؟» مطوّلة ينصت فيها الطالب إلى مئات المعلومات الجديدة. لم يجن أحد منّا أي فائدة من معرفة صادرات نيجيريا في حصة الجغرافيا. ما يجنيه المتعلّم حقا هو معرفة العلاقة بين الأشياء بشكل يمكنه من تفسير العالم من حوله وفهم «لماذا» و«كيف» وليس مجرد «ماذا». وهذا هو الفارق بين التلقين والتفكير.
يصف الفيلسوف البريطاني آلفريد وايتهيد التعليم بأنه نشاط وتطبيق في حضرة المعرفة. لذا من الخطأ تصور أن حصد جملة من التعاريف والمعلومات والنظريات وانتظار أن تتحول بقدرة قادر إلى مهارة يمكن استخدامها مباشرة. التعليم يكمن في المحاولة والتطبيق والاستفادة من المعرفة التي تحفل بها الكتب أو مواقع الانترنت كمرجع فقط لتحسين هذه المحاولة واكتشاف أفضل طريقة ممكنة للتطبيق. وكما يقول وايتهيد فإن المعرفة التي لا يتم تطبيقها هي معرفة خالية من المعنى. والجامعة التي تجمع بين المكتبة والمختبر في ذات المكان ما تزال المكان الأفضل للجمع بين التطبيق والمعرفة.
2 الأقران قبل الأساتذة:
حصالة ما نتعلمه من أقراننا تفوق ما يلقيه علينا أساتذتنا. والفائدة التي تقدمها الجامعات الرائدة لطلابها لا تتمثل في نوع سري من المعرفة لا يدرّس إلا في هذه الجامعات وإنما تجلى في نوعية الأقران الذين تجمعهم في قاعاتها. وما يعرف بـ«ضغط الأقران» يعدّ واحدة من أهم الأدوات الاجتماعية التي تحفزنا نحو التفوق والنجاح. فبدون إطار خارجي يمكنك من مقارنة نفسك بالآخرين، سيصعب عليك اكتشاف موقعك في السلم المعرفي والمهاري.
وكلما كان الأشخاص الذين تحاول منافستهم حاضرين في محيطك، زادت سرعة تعلمك منهم ودقة محاكاتك لهم. الجامعة ما تزال مؤسسة اجتماعية ذات قيمة لأن ضغط الأقران أكثر حضورا في قاعات الدراسة من مواقع الانترنت.
3 الشهادة أسرع طريقة لإثبات القدرة
لعل السبب الذي يجعل معظم الشركات تقصد معارض المهنة في الجامعات هو السرعة التي توفرها الشهادة والمعدل المرتبط بها لمسؤولي التوظيف للحكم على أهلية المتقدم. وهذه الفكرة راسخة في أذهاننا التي تبحث عن الاختصار في كل شيء للوصول إلى قرار سريع وصائب. وبدلا من أن تبحث عمّن لديه الوقت ليبحث ويدقق في كلّ ما تعرفه وتتقنه، يمكنك أن تلوّح باسم تخصصك وجامعتك ليفترض من أمامك بأنك مجرد نسخة طبق الأصل من كل شخص يحمل ذات الاسم. ولكن هنا ثلاثة أسباب أخرى إذا كنت تبحث عن عذر لتترك جامعتك أو تتخلى عن التفكير في الالتحاق بها.
1 الشهادة ليست مقياساً للجميع
تقول العبارة المتداولة «كل شخص عبقري، لكنك إذا حكمت على السمكة بقدرتها على تسلق الشجرة، ستعيش كامل حياتها تعتقد بأنها غبية».
لا مكان أفضل من تطبيق هذه العبارة على بيئة الجامعات التي تتباهى بأنها محضن يجمع مختلف الاهتمامات والأطياف ثم تعرّف النجاح كرقم يتمثل في المعدل الأكاديمي يميّز فئة تجد متعتها في إتقان حلّ الاختبارات ويهمش بقية الناجحين الذين ما زالوا يبحثون عن مقياس يعترف بقدراتهم وإنجازاتهم. للنجاح ثلاثة عناصر: القدرة والفرصة والجهد. ولكن الوصف الذي يرافق كل «ناجح» حسب مقاييس الجامعات هو الاجتهاد دون تقدير لاختلاف القدرات أو محدودية الفرص التي توفرها. وإذا رضيت بأن تكون السمكة في سباق تسلق الأشجار.. فلا جهد سيعوض غياب قدرتك.
2 المعرفة تنمو بإيقاع أسرع
المعرفة التي تقدمها مناهج كثير من الجامعات ما تزال محصورة على جملة من العلوم التقليدية. ولكن في العصر الذي تقود فيه الشركات ثورة المعلومات، فإن الجامعة تعدّ قطاراً بطيء السير في سباق التقنية والتصميم. هذه الفكرة يمثلها المستثمر الأمريكي بيتر ثيل الذي أنشأ صندوقا لإغراء طلاب أرقى الجامعات الأمريكية بالانسحاب منها مقابل الحصول على دعم بمقدار 100 ألف دولار لإنشاء شركاتهم الخاصة إيماناً منه بأن قضاء أربع سنوات في الجامعة يعدّ هدراً للوقت مقارنة بما يمكن تعلمه وإنجازه في وادي السيلكون في ذات الفترة.
3 الجامعة خيار آمن
العبء الخفي الذي يعوق تقدّم خريجي الجامعات أن شهاداتهم تتحول إلى خيار يضمن وظيفة توفر دخلا مستمرا ومعقولا مما يجعل فكرة بناء أعمالهم الخاصة مخاطرة تستوجب التضحية بعصفور في اليد بحثا عن 80 مليار دولار وهو مقدار ثروة بيل جيتس الذي ترك هارفارد ليؤسس شركة مايكروسوفت. وهذه الملاحظة تدعمها الدراسات التي وجدت أن كلما ارتفع معدل الطالب الأكاديمي قل إقدامه على التصرفات التي توصف بأنها مخاطرة.
وCoursera. ما يعزّي في الجهد والتعب الذي تكلفه الجامعة ربما يتمثل في جودة التعليم في القاعات الدراسية التي تفوق التعليم عن بعد.. باستثناء أن هذه المعلومة مجردة من أي دليل حقيقي يدعمها. فقد وجدت دراسة قام بها باحثون من جامعة إم آي تي أن مستوى تحصيل الدراسين عن بعد بشكل حرّ كان مساويا لمستوى تحصيل الذين يذهبون إلى الجامعة لدراسة ذات المادة. فما هي قيمة التعليم في عصر أصبح تخزين المعرفة فيه وظيفة الآلات وليس البشر وأصبحت مهارة البحث تفوق مهارة الحفظ؟
هنا ثلاثة أسباب إذا كنت تبحث عن تبرير لإكمال شهادتك الجامعية أو الاستقالة من عملك والعودة إلى مقاعد الدراسة:
1 المعلومة لا تساوي التعليم:
التعليم ليس فقرة «هل تعلم؟» مطوّلة ينصت فيها الطالب إلى مئات المعلومات الجديدة. لم يجن أحد منّا أي فائدة من معرفة صادرات نيجيريا في حصة الجغرافيا. ما يجنيه المتعلّم حقا هو معرفة العلاقة بين الأشياء بشكل يمكنه من تفسير العالم من حوله وفهم «لماذا» و«كيف» وليس مجرد «ماذا». وهذا هو الفارق بين التلقين والتفكير.
يصف الفيلسوف البريطاني آلفريد وايتهيد التعليم بأنه نشاط وتطبيق في حضرة المعرفة. لذا من الخطأ تصور أن حصد جملة من التعاريف والمعلومات والنظريات وانتظار أن تتحول بقدرة قادر إلى مهارة يمكن استخدامها مباشرة. التعليم يكمن في المحاولة والتطبيق والاستفادة من المعرفة التي تحفل بها الكتب أو مواقع الانترنت كمرجع فقط لتحسين هذه المحاولة واكتشاف أفضل طريقة ممكنة للتطبيق. وكما يقول وايتهيد فإن المعرفة التي لا يتم تطبيقها هي معرفة خالية من المعنى. والجامعة التي تجمع بين المكتبة والمختبر في ذات المكان ما تزال المكان الأفضل للجمع بين التطبيق والمعرفة.
2 الأقران قبل الأساتذة:
حصالة ما نتعلمه من أقراننا تفوق ما يلقيه علينا أساتذتنا. والفائدة التي تقدمها الجامعات الرائدة لطلابها لا تتمثل في نوع سري من المعرفة لا يدرّس إلا في هذه الجامعات وإنما تجلى في نوعية الأقران الذين تجمعهم في قاعاتها. وما يعرف بـ«ضغط الأقران» يعدّ واحدة من أهم الأدوات الاجتماعية التي تحفزنا نحو التفوق والنجاح. فبدون إطار خارجي يمكنك من مقارنة نفسك بالآخرين، سيصعب عليك اكتشاف موقعك في السلم المعرفي والمهاري.
وكلما كان الأشخاص الذين تحاول منافستهم حاضرين في محيطك، زادت سرعة تعلمك منهم ودقة محاكاتك لهم. الجامعة ما تزال مؤسسة اجتماعية ذات قيمة لأن ضغط الأقران أكثر حضورا في قاعات الدراسة من مواقع الانترنت.
3 الشهادة أسرع طريقة لإثبات القدرة
لعل السبب الذي يجعل معظم الشركات تقصد معارض المهنة في الجامعات هو السرعة التي توفرها الشهادة والمعدل المرتبط بها لمسؤولي التوظيف للحكم على أهلية المتقدم. وهذه الفكرة راسخة في أذهاننا التي تبحث عن الاختصار في كل شيء للوصول إلى قرار سريع وصائب. وبدلا من أن تبحث عمّن لديه الوقت ليبحث ويدقق في كلّ ما تعرفه وتتقنه، يمكنك أن تلوّح باسم تخصصك وجامعتك ليفترض من أمامك بأنك مجرد نسخة طبق الأصل من كل شخص يحمل ذات الاسم. ولكن هنا ثلاثة أسباب أخرى إذا كنت تبحث عن عذر لتترك جامعتك أو تتخلى عن التفكير في الالتحاق بها.
1 الشهادة ليست مقياساً للجميع
تقول العبارة المتداولة «كل شخص عبقري، لكنك إذا حكمت على السمكة بقدرتها على تسلق الشجرة، ستعيش كامل حياتها تعتقد بأنها غبية».
لا مكان أفضل من تطبيق هذه العبارة على بيئة الجامعات التي تتباهى بأنها محضن يجمع مختلف الاهتمامات والأطياف ثم تعرّف النجاح كرقم يتمثل في المعدل الأكاديمي يميّز فئة تجد متعتها في إتقان حلّ الاختبارات ويهمش بقية الناجحين الذين ما زالوا يبحثون عن مقياس يعترف بقدراتهم وإنجازاتهم. للنجاح ثلاثة عناصر: القدرة والفرصة والجهد. ولكن الوصف الذي يرافق كل «ناجح» حسب مقاييس الجامعات هو الاجتهاد دون تقدير لاختلاف القدرات أو محدودية الفرص التي توفرها. وإذا رضيت بأن تكون السمكة في سباق تسلق الأشجار.. فلا جهد سيعوض غياب قدرتك.
2 المعرفة تنمو بإيقاع أسرع
المعرفة التي تقدمها مناهج كثير من الجامعات ما تزال محصورة على جملة من العلوم التقليدية. ولكن في العصر الذي تقود فيه الشركات ثورة المعلومات، فإن الجامعة تعدّ قطاراً بطيء السير في سباق التقنية والتصميم. هذه الفكرة يمثلها المستثمر الأمريكي بيتر ثيل الذي أنشأ صندوقا لإغراء طلاب أرقى الجامعات الأمريكية بالانسحاب منها مقابل الحصول على دعم بمقدار 100 ألف دولار لإنشاء شركاتهم الخاصة إيماناً منه بأن قضاء أربع سنوات في الجامعة يعدّ هدراً للوقت مقارنة بما يمكن تعلمه وإنجازه في وادي السيلكون في ذات الفترة.
3 الجامعة خيار آمن
العبء الخفي الذي يعوق تقدّم خريجي الجامعات أن شهاداتهم تتحول إلى خيار يضمن وظيفة توفر دخلا مستمرا ومعقولا مما يجعل فكرة بناء أعمالهم الخاصة مخاطرة تستوجب التضحية بعصفور في اليد بحثا عن 80 مليار دولار وهو مقدار ثروة بيل جيتس الذي ترك هارفارد ليؤسس شركة مايكروسوفت. وهذه الملاحظة تدعمها الدراسات التي وجدت أن كلما ارتفع معدل الطالب الأكاديمي قل إقدامه على التصرفات التي توصف بأنها مخاطرة.