عبدالحليم البراك

حلوى باكستانية بطعم المبيد الحشري!

يمين الماء
يمين الماء

الثلاثاء - 17 مايو 2016

Tue - 17 May 2016

قذفت وكالات الأنباء بخبر عن موت أكثر من ثلاثين باكستانيا بعد تناولهم حلوى مسمومة بمبيد حشري. أعلنت الشرطة أنها تتوقع أن المبيد وصل للحلوى بطريق الخطأ وليس التعمد، ثم اكتشفت الشرطة لاحقا أن أحد أصدقاء صاحب المحل غضب عليه، ووضع المبيد في موائد صنع الحلوى، فتسمم الناس وماتوا، وهنا تأتي أسئلة مهمة!

- ألهذه الدرجة لم يشعر أشقاؤنا الباكستانيون بالمبيد الحشري في طعم الحلوى؟ ألهذه الدرجة اختفت حاسة التذوق الباكستانية في الحلاوة، لدرجة أن لذعة مبيد حشري ورائحته تختفي لدرجة أن يلتهم الناس الحلوى حتى الموت؟

- وفي الخبر أن البائع يظن أن المبيد من مكسبات الطعم للحلوى، ومنذ متى سمعنا أو رأينا أن هناك تشابها بين كيماويات المبيدات الحشرية وطعم الحلوى اللذيذ؟ إلا إذا كان للباكستانيين رأي آخر.

- ثم باعتبار الكمية قليلة في علبة حلوى لدرجة أنه لم يظهر لها طعم ولا رائحة ولا لون، هل تؤكل الحلوى في الباكستان كما يؤكل «المفطح» بالسعودية، التهاما وليس تذوقا لدرجة التسمم؟ لأني أعرف من يجلس على «ذبيحة المفطح» حتى «يفرمها فرم» كما لو كانت لحما مفروما «الوطنية»، أو كما لو كانت معدته «مفرمة حلواني»، لكن أن تؤكل الحلوى بهذا الشكل فنحتاج تفسيرا باكستانيا لهذا الأمر.

- ثم هل الغضب يصل بالأخ إلى الانتقام من أخيه بدس السم للناس، ليقتل ثلاثين شخصا؟ ويمكنني أن أقول له «عندك أخوك، اقتله وتخلص من شخص واحد، بدلا من قتل ثلاثين شخصا انتقاما من أخيك».

- بقي أن نقول إن من معايير السلامة الصحية في الأكلات والمطاعم عالميا معيار التسمم، فكلما زاد التسمم انخفض مؤشر سلامة المراقبة الصحية، وبناء عليه فإن هذه الحادثة وحدها قد تجعل باكستان في أدنى سلم مجال السلامة الصحية عالميا، وربما تهددهم بالهبوط لدوري الدرجة الثانية!

وكشهادة لله، وللتاريخ فإن الشعب الباكستاني شعب عظيم، وقوي. وبرغم أن ملايين الباكستانيين عملوا في السعودية، لم نسمع بجرائم أو أخطاء فادحة لهم، فهم أكثر الناس حفظا لجوار الإسلام وآداب العمل، بل هنا العشرات من أصدقائنا السعوديين الذين هم من أصول باكستانية نفتخر بهم، وهذا هو التنوع العرقي الذي تنعم به المملكة وبتناغم كبير، ولكن هذه الحادثة فريدة وجب الوقوف عندها قليلا!