هل تعرف بيلفيلد؟
الاحد - 15 مايو 2016
Sun - 15 May 2016
هذا السؤال شبيه بسؤال انتشر في المجتمع يأتي على صيغة ساخرة: (تعرف عايض؟)، وهذا السؤال لا يطلب إجابة بقدر ما هو سؤال استنكاري ساخر، وآخر مرة واجهت السؤال قبل فترة عندما سألت أحدهم عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فأجابني: تعرف عايض؟، لم أُجب على سؤاله ولم يكن هو ينتظر إجابة!
قريبا أو بعيدا عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ما حكاية بيلفلد؟
بيلفلد مدينة ألمانية ارتبط اسمها بنظرية المؤامرة، النظرية تقول إن المدينة التي يتجاوز عدد سكانها ربع مليون نسمة ليست موجودة أصلا!، وإن هناك مؤامرة تحاول إقناع الناس بأن هذه المدينة موجودة، هذه النظرية أو أصحابها لديهم حجة قوية أو حجج تأتي على هيئة ثلاثة أسئلة: هل تعرف أحدا من بيلفلد؟ وهل سافرت من قبل إلى بيلفلد؟ وهل تعرف شخصا سافر إلى هناك؟
أي شخص يُجيب بنعم يُتهم بأنه جزء من المؤامرة التي تحاول إقناع الناس بوجود هذه المدينة، وتفاصيل هذه الحكاية تعود لعام 1993 عندما قال أحدهم لطالب ألماني إنه قابل قبل قليل شخصا من بيلفلد .. وقبل أن يكمل الحكاية قاطعه هذا الطالب الشقي بردّة فعل مندهشة «لا توجد مدينة اسمها بيلفلد» – قالها على سبيل الدعابة – بعد ذلك نشر الطالب هذه الدعابة على الانترنت، وبدأ الأمر في اللحظات الأولى كدعابة، لكنه بعد ذلك أخذ منحى آخر وبدأ الناس يعتقدون أنها ليست دعابة بل مؤامرة حقيقية، الأمر أخذ منحى أكثر جدية عند مجلس المدينة وقرروا أن يعلنوا أنهم موجودون فعلا، ولكن لسوء حظهم (جو يكحلوها فأعموها) فالإعلان صادف يوم 1 أبريل مما زاد الأمر سوءا، واعتقد الناس أنها كذبة أبريل، وفي عام 2012 تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن موقف حدث لها عندما كانت تحضر مؤتمرا في مدينة بيلفيلد ثم أضافت ساخرة «إن كانت موجودة»!
وللأمانة أعجبتني جدا التقاطة المستشارة ميركل «إن كانت موجودة»، وأتمنى أن نستخدم هذه الجملة في حديثنا بدءا من الإنسان «إن كان موجودا» وليس انتهاء بالبنية التحتية «إن كانت موجودة»، والأجمل أن نستخدمها عندما نوجه خطابنا للقارئ أو المسؤول «إن كانوا موجودين»، وقد سألت عددا من الزملاء الكتاب: هل رأيت قارئا من قبل؟ هل تعرف أحدا يعرف قارئا؟ فلم أجد جوابا سوى من قلّة من (البيلفيدين) الشركاء في المؤامرة.. ولو – لا قدر الله – وجدنا قارئا فطنا مغرما (بالتحجير) و(تطيير الجبهة) وسأل: ما الرابط بين مؤامرة بيلفلد ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في بداية مقالك؟
وقتها سأعانقه طويلا، وأتأكد من حقيقته، وإن أصرّ على سؤاله سأجيب عليه بعد أن ألتفت إلى أكثر من اتجاه لأشعره بأهمية ما أقول ثم أهمس له: تعرف عايض؟!
[email protected]
قريبا أو بعيدا عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ما حكاية بيلفلد؟
بيلفلد مدينة ألمانية ارتبط اسمها بنظرية المؤامرة، النظرية تقول إن المدينة التي يتجاوز عدد سكانها ربع مليون نسمة ليست موجودة أصلا!، وإن هناك مؤامرة تحاول إقناع الناس بأن هذه المدينة موجودة، هذه النظرية أو أصحابها لديهم حجة قوية أو حجج تأتي على هيئة ثلاثة أسئلة: هل تعرف أحدا من بيلفلد؟ وهل سافرت من قبل إلى بيلفلد؟ وهل تعرف شخصا سافر إلى هناك؟
أي شخص يُجيب بنعم يُتهم بأنه جزء من المؤامرة التي تحاول إقناع الناس بوجود هذه المدينة، وتفاصيل هذه الحكاية تعود لعام 1993 عندما قال أحدهم لطالب ألماني إنه قابل قبل قليل شخصا من بيلفلد .. وقبل أن يكمل الحكاية قاطعه هذا الطالب الشقي بردّة فعل مندهشة «لا توجد مدينة اسمها بيلفلد» – قالها على سبيل الدعابة – بعد ذلك نشر الطالب هذه الدعابة على الانترنت، وبدأ الأمر في اللحظات الأولى كدعابة، لكنه بعد ذلك أخذ منحى آخر وبدأ الناس يعتقدون أنها ليست دعابة بل مؤامرة حقيقية، الأمر أخذ منحى أكثر جدية عند مجلس المدينة وقرروا أن يعلنوا أنهم موجودون فعلا، ولكن لسوء حظهم (جو يكحلوها فأعموها) فالإعلان صادف يوم 1 أبريل مما زاد الأمر سوءا، واعتقد الناس أنها كذبة أبريل، وفي عام 2012 تحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن موقف حدث لها عندما كانت تحضر مؤتمرا في مدينة بيلفيلد ثم أضافت ساخرة «إن كانت موجودة»!
وللأمانة أعجبتني جدا التقاطة المستشارة ميركل «إن كانت موجودة»، وأتمنى أن نستخدم هذه الجملة في حديثنا بدءا من الإنسان «إن كان موجودا» وليس انتهاء بالبنية التحتية «إن كانت موجودة»، والأجمل أن نستخدمها عندما نوجه خطابنا للقارئ أو المسؤول «إن كانوا موجودين»، وقد سألت عددا من الزملاء الكتاب: هل رأيت قارئا من قبل؟ هل تعرف أحدا يعرف قارئا؟ فلم أجد جوابا سوى من قلّة من (البيلفيدين) الشركاء في المؤامرة.. ولو – لا قدر الله – وجدنا قارئا فطنا مغرما (بالتحجير) و(تطيير الجبهة) وسأل: ما الرابط بين مؤامرة بيلفلد ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في بداية مقالك؟
وقتها سأعانقه طويلا، وأتأكد من حقيقته، وإن أصرّ على سؤاله سأجيب عليه بعد أن ألتفت إلى أكثر من اتجاه لأشعره بأهمية ما أقول ثم أهمس له: تعرف عايض؟!
[email protected]
