بلال ما بين جينيس وكان
دبس الرمان
دبس الرمان
الأحد - 15 مايو 2016
Sun - 15 May 2016
(هل تريدون رؤية الصحابة؟) سؤال جريء، أطلقه للجمهور الشاب السعودي أيمن جمال على مسرح تيدكس جدة عام 2011، عارضا بكل جرأة حقيقة هيمنة الفكر الغربي بشخصياته وإبداعاته علينا وعلى أطفالنا، وكاشفا تقصيرنا المروع نحو ثوابتنا التاريخية المتمثلة في رسولنا الكريم وصحابته التي بدأ معين تأثيرها في الجفاف والتلبس في رداء القديم والممل والقسري. ومتحديا بطرحه المعتقد السائد بحرمانية تصوير الشخصيات الإسلامية، وأخيرا عارضا بشجاعة لفكرة فيلم رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد (animation) يصور حياة الصحابي (بلال بن رباح).
حقيقة الوضع ليس مشجعا، فقبل عامين تمت محاربة مسلسل عمر بن الخطاب بسبب عدم الوعي بالقوة التأثيرية لصناعة المحتوى والدراما والأفلام، والذي أعمانا عن حقيقة أن عمر بن الخطاب تم تمثيله من قبل في أبشع الصور، وأن أحدا الآن أو في المستقبل إذا ما أراد أن يستطلع عنه فلن يجد إلا ما تم توثيقه كفيلم بصري أو رواية أدبية. لذا نوصيكم بتقوى الله وبأن لا تصدروا فتوى بتحريم الفيلم أو منع عرضه لدينا بكل سذاجة، دافعين إيانا عن الاستمتاع بفحواه، إلى الجدل حول حرامه أو حلاله. نوصيكم بتقوى الله وبأن تدركوا أنكم في حال حرمتم الفيلم فإن من سيستمعون إليكم سيتركونه ويعودون لمشاهدة الحرام غير الإسلامي. نوصيكم بتقوى الله وأن تستفيقوا لحقيقة أن أولادنا بأمس الحاجة في تكوين هويتهم وتشكيل ثقافتهم إلى شخصيات زاهية بالألوان، حية بالمغامرات، والأهم حقيقية بالصوت والصورة، وليست فقط مجرد أسماء عليهم حفظها لامتحان التاريخ. نوصيكم بتقوى الله وبأن تدركوا أننا نحن أنفسنا بأمس الحاجة لما يعزز فينا أننا أمة ذات هوية وإرث ضارب الجذور، وأغصان تمتد أفرعها بكل عنفوان وشجاعة نحو فضاءات المستقبل. نوصيكم بتقوى الله وبأن تستفيقوا من سبات الماضي وتدركوا أن زمن الجهاد بالسيف والموعظة المباشرة انتهى، وأننا في زمن الجهاد بالتنوير وصنع القيم والجميل. وأن جهادنا الأعظم هو جهادنا ضد اعتياد القتامة في نفوسنا، جهادنا ضد عقدة الخوف من الجديد في عقولنا، والأهم جهادنا ضد وهم ارتباط المتعة بالحرام في معتقداتنا.
كانت رحلة طويلة لصانعي فيلم (بلال)، امتدت لسنوات مليئة بالتحدي، والعمل الجاد، والأهم الإصرار على الجودة والتنافسية. وها هو فيلم (بلال) يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية Guinness World Records عن أطول مشهد قتالي في فيلم رسوم متحركة. وها هو اليوم يتهادى على البساط الأحمر بعد أن ترشح للعرض في مهرجان كــان السينمائي cannes film festival الذي يعتبر أكبر محفل وأعرق تجمع لصناع الأفلام في العالم. فاتحا أمامه الآفاق لصناعة القيم والمبدع في عالمنا الثالث، وزارعا الأمل في بعث جديد لفكر مستنير.
[email protected]
حقيقة الوضع ليس مشجعا، فقبل عامين تمت محاربة مسلسل عمر بن الخطاب بسبب عدم الوعي بالقوة التأثيرية لصناعة المحتوى والدراما والأفلام، والذي أعمانا عن حقيقة أن عمر بن الخطاب تم تمثيله من قبل في أبشع الصور، وأن أحدا الآن أو في المستقبل إذا ما أراد أن يستطلع عنه فلن يجد إلا ما تم توثيقه كفيلم بصري أو رواية أدبية. لذا نوصيكم بتقوى الله وبأن لا تصدروا فتوى بتحريم الفيلم أو منع عرضه لدينا بكل سذاجة، دافعين إيانا عن الاستمتاع بفحواه، إلى الجدل حول حرامه أو حلاله. نوصيكم بتقوى الله وبأن تدركوا أنكم في حال حرمتم الفيلم فإن من سيستمعون إليكم سيتركونه ويعودون لمشاهدة الحرام غير الإسلامي. نوصيكم بتقوى الله وأن تستفيقوا لحقيقة أن أولادنا بأمس الحاجة في تكوين هويتهم وتشكيل ثقافتهم إلى شخصيات زاهية بالألوان، حية بالمغامرات، والأهم حقيقية بالصوت والصورة، وليست فقط مجرد أسماء عليهم حفظها لامتحان التاريخ. نوصيكم بتقوى الله وبأن تدركوا أننا نحن أنفسنا بأمس الحاجة لما يعزز فينا أننا أمة ذات هوية وإرث ضارب الجذور، وأغصان تمتد أفرعها بكل عنفوان وشجاعة نحو فضاءات المستقبل. نوصيكم بتقوى الله وبأن تستفيقوا من سبات الماضي وتدركوا أن زمن الجهاد بالسيف والموعظة المباشرة انتهى، وأننا في زمن الجهاد بالتنوير وصنع القيم والجميل. وأن جهادنا الأعظم هو جهادنا ضد اعتياد القتامة في نفوسنا، جهادنا ضد عقدة الخوف من الجديد في عقولنا، والأهم جهادنا ضد وهم ارتباط المتعة بالحرام في معتقداتنا.
كانت رحلة طويلة لصانعي فيلم (بلال)، امتدت لسنوات مليئة بالتحدي، والعمل الجاد، والأهم الإصرار على الجودة والتنافسية. وها هو فيلم (بلال) يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية Guinness World Records عن أطول مشهد قتالي في فيلم رسوم متحركة. وها هو اليوم يتهادى على البساط الأحمر بعد أن ترشح للعرض في مهرجان كــان السينمائي cannes film festival الذي يعتبر أكبر محفل وأعرق تجمع لصناع الأفلام في العالم. فاتحا أمامه الآفاق لصناعة القيم والمبدع في عالمنا الثالث، وزارعا الأمل في بعث جديد لفكر مستنير.
[email protected]