اليوم (أمر) وغداً (خمر)!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الأحد - 15 مايو 2016
Sun - 15 May 2016
ليس قليلاً أن تتقاطع لدينا مناسبتان لا يمكن الجمع بينهما، كالموت والزفاف! فلماذا نبادر دائماً إلى تأجيل الفرح بكل ما قرَّب إليه من قولٍ أو عمل، وننصب سرادق العزاء ونملؤه غمَّاً وهمَّاً وعويلاً ولطماً؟
أما مقولة الزميل ـ الملك الضلِّيل ـ (امرئ القيس): «اليوم خمر وغداً أمر»؛ حين بلغه مقتل أبيه أثناء جلسة (ترفيه محلي) في أحد طعوس (منفوحة)؛ فليست إلا دليلاً دامغاً على صحة نظرية الدكتور (طه حسين)، في زيف ما يسمى بالشعر (الجاهلي)، وعدم وجود شخصياته الوهمية من لغاليغ رواتها!! وصدق سيدنا (نزار قباني) في أن عمنا (طه) هو المبصر الوحيد في الشرق كله منذ (1914) حيث يخاطبه (النزاري) لا فُضَّ فوهُ قائلاً:
اِرمِ نظَّارتيك ما أنتَ أعمى * إنما نحن جُوقة العميانِ!!
في التحفة الخالدة (حوار ثوري مع طه حسين) ومطلعها:
ضوءُ عينيك أم هما نجمتانِ؟! كلُّهم لا يرى وأنت تراني!!
ولكن قد يثبت الدكتور (عيد اليحيى) في برنامجه (كشتة قصيمية على خطى العرب) أن العبارة الصحيحة هي: (اليوم أمر وغداً خمر)؛ انسجاماً مع العادة العربية ـ وربما الإنسانية ـ في تقديم الحزن على الفرح، مع الإيمان العميق بقول الزميل (أبي العلاء المعرِّي):
غيرُ مُجدٍ في ملَّتي واعتقادي * نوحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شادي!
وهذا البيت كان سيجعله المبصر العربي الأول قبل (طه حسين)؛ لولا إعجاب المعرِّي بالزميل (أبي الطيب الكذاذيبي) إعجاباً (أعمى) جعله يزعم أنه هو المقصود بقوله: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي!!
ويوم الأربعاء، ليلة الخميس الماضي، تصادف وتصادم اختيار الرمز الإعلامي الضخم (عبدالرحمن الراشد) شخصية العام الإعلامية في (دانة الدنيا)، بوفاة الإعلامي الكبير (ماجد الشبل)؛ فبأيِّهما فاجأتنا القنوات العربية تحت عنوان: (خبر عاجل)؟! وبأيهما ظلت نشرات الأخبار تستهل تقاريرها المرتبكة؟! وبأيهما كان يجب أن يبدأ الكتاب ـ والأخخخ/ أنا على الأقل ـ تسجيل مواقفهِمْهُنَّ الجاهزة؟!
ولكن قد يكون العذر الوحيد في تأجيل الفرح هو المقولة الشعبية الشهيرة: (الحي أبقى من الميت)!! و(عبدالرحمن الراشد) أبقى من كل الأحياء والأموات، وشخصية العام وكل عام!
ولا غرابة أن تكون هذه الجائزة هي الوحيدة في مسيرته الممتدة (40) عاماً؛ فكان لا بد أن ننتظر كل هذه السنين جائزة تليق بصلعته البهية!!
أما مقولة الزميل ـ الملك الضلِّيل ـ (امرئ القيس): «اليوم خمر وغداً أمر»؛ حين بلغه مقتل أبيه أثناء جلسة (ترفيه محلي) في أحد طعوس (منفوحة)؛ فليست إلا دليلاً دامغاً على صحة نظرية الدكتور (طه حسين)، في زيف ما يسمى بالشعر (الجاهلي)، وعدم وجود شخصياته الوهمية من لغاليغ رواتها!! وصدق سيدنا (نزار قباني) في أن عمنا (طه) هو المبصر الوحيد في الشرق كله منذ (1914) حيث يخاطبه (النزاري) لا فُضَّ فوهُ قائلاً:
اِرمِ نظَّارتيك ما أنتَ أعمى * إنما نحن جُوقة العميانِ!!
في التحفة الخالدة (حوار ثوري مع طه حسين) ومطلعها:
ضوءُ عينيك أم هما نجمتانِ؟! كلُّهم لا يرى وأنت تراني!!
ولكن قد يثبت الدكتور (عيد اليحيى) في برنامجه (كشتة قصيمية على خطى العرب) أن العبارة الصحيحة هي: (اليوم أمر وغداً خمر)؛ انسجاماً مع العادة العربية ـ وربما الإنسانية ـ في تقديم الحزن على الفرح، مع الإيمان العميق بقول الزميل (أبي العلاء المعرِّي):
غيرُ مُجدٍ في ملَّتي واعتقادي * نوحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شادي!
وهذا البيت كان سيجعله المبصر العربي الأول قبل (طه حسين)؛ لولا إعجاب المعرِّي بالزميل (أبي الطيب الكذاذيبي) إعجاباً (أعمى) جعله يزعم أنه هو المقصود بقوله: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي!!
ويوم الأربعاء، ليلة الخميس الماضي، تصادف وتصادم اختيار الرمز الإعلامي الضخم (عبدالرحمن الراشد) شخصية العام الإعلامية في (دانة الدنيا)، بوفاة الإعلامي الكبير (ماجد الشبل)؛ فبأيِّهما فاجأتنا القنوات العربية تحت عنوان: (خبر عاجل)؟! وبأيهما ظلت نشرات الأخبار تستهل تقاريرها المرتبكة؟! وبأيهما كان يجب أن يبدأ الكتاب ـ والأخخخ/ أنا على الأقل ـ تسجيل مواقفهِمْهُنَّ الجاهزة؟!
ولكن قد يكون العذر الوحيد في تأجيل الفرح هو المقولة الشعبية الشهيرة: (الحي أبقى من الميت)!! و(عبدالرحمن الراشد) أبقى من كل الأحياء والأموات، وشخصية العام وكل عام!
ولا غرابة أن تكون هذه الجائزة هي الوحيدة في مسيرته الممتدة (40) عاماً؛ فكان لا بد أن ننتظر كل هذه السنين جائزة تليق بصلعته البهية!!