كيف وصل صادق خان لمنصب عمدة لندن؟
تفاعل
تفاعل
السبت - 14 مايو 2016
Sat - 14 May 2016
برزت مؤخرا أمثلة مشجعة لنجاح العلمانية وتأكدت جدواها، فشملت، مثلا، انتخاب فرد مسلم من عائلة باكستانية تعيش في أهم وأكبر عاصمة أوروبية، عاصمة بريطانيا العظمى، مهد الديمقراطية والحرية، والتي تهفو إليها أفئدة مئات الألوف من المهاجرين العرب والمسلمين وغيرهم جوا وبرا.. وأيضا بحرا؛ وكذلك المعارضين من الصين لقسنطين، مرورا ببقية بلدان الشرق الأوسط.
السيد صادق خان، عمدة لندن المنتخب الآن، هو إنسان، وهو «مسلم» كما نرى ونشاهد؛ ولكن في النطاق السياسي، هو مسؤول محايد على النمط التنويري المساوي بين كافة الفئات؛ يحمي ويخدم الكل، ويرعى شؤونهم، ويصون حقوقهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم البيئية والخدمية وأنواع الرفاء والرفاهية ومتطلبات الحياة المعيشية.
والعلمانية ليست عقيدة/ديانة؛ بل هي نمط تفكير وأسلوب في الحياة للتعامل مع الآخر، بأسلوب «عش ودعني أعيش»، وهات ونافس بأحسن ما عندك؛ وحيث بالجودة يتنافس المتنافسون؛ وبنوعية «عملهم» يتميزون، ثم للمناصب يعتلون وفي الذروات يتسنمون.
وهي مبدأ وأداة لسيرورة معاش الناس، تقر الحياد العام والتام أمام الجميع، مع حمايتهم وضمان حقهم في عبادتهم.. دونما سيطرة فئة واحدة على عموم الناس.. في فسيفساء الأمة. وبالتالي، فللمسلم مسجده، وللمسيحي كنيسته، ولليهودي صومعته، ولبقية الناس مشاربهم، ومذاهبهم، وتوجهاتهم وما ترتضيه ضمائرهم.
بينما السلطات الإدارية، المحلية والإقليمية والقومية، تخدم الجميع، بلا تحيز لفئة ولا تسلط على أخرى. فالمواطنون إخوة، وهم شركاء أسوياء، كأنهم أعضاء مشاركون في شركة تساهمية؛ ولكل فرد صوت، فتجده متراصا مع بقية المواطنين والمواطنات، وكل منهم كأمّة. ولكل ما له.. وعليه ما عليه، ضمن فكرة سمو المواطنية والمواطنة الموحّدة، فالكلُ سواء، والكل مواطن ومواطنة؛ وله ما يختاره كنمط للتفكير، وأسلوب في الحياة، وله ما يفضله من نمط روحاني أو فكري يرتاح له ومعه.
فلا يصح -ولا يلزم- أن يقال بأن السيد خان «علماني» بقصد الديانة. بل نلاحظ أن له ديانته، في هذه الحالة هو مسلم كما نعرف ونرى؛ ولكن، نعم، السيد خان يتبع نظاما (سياسيا) علمانيا يخدم الجميع ويعامل الناس ويتعامل معهم على أنهم سواسية، لا يفرّق بين أحد منهم، حيث المواطنون أسوياء بنظر القانون، وهم جميعا في ظله سواسية.
فلقد تم نجاح السيد خان وتحقق انتخابه (بفضل) العلمانية التي تغمض عينيها إزاء خصوصية المرء، وتتعامل معه فقط بعقله ومنطوقه المكتوب والمسموع، ومع أدائه المشاهد؛ ولا تشق عن قلبه.. إنما تراقب وتتابع أداءه، فتجزيه أو تحاسبه، بناء عليه.
وما كان للسيد خان أن يُنتخب ولا كان حتى ترشيحه متخيلا، لولا هذ النظام العقلاني المعتمد والسائد في الغرب بعامة، وفي موطن الديمقراطية الأوضح، بريطانيا؛ وهو النظام الذي قام بالفرز بين الأمور الكنسية/التعبدية والأمور السياسية/العملية. ثم قام أمام الجميع فحمى الطرفين.
ولقد تمكن السيد خان من تنمية قدراته، وترعرعت مواهبه، ولقي فرصته -بل والعديد من الفرص- لتنمية قدراته؛ فاخضوضرت مواهبه، وتعالت مراتبه، وتعددت مناصبه، في مهد الديمقراطية، في بريطانيا.. بعد أن كان قد أتى والده (وعائلته) مهاجرا من الباكستان، وعمل والده كسائق-حافلة في شوارع لندن الكبرى.
وربما ما كان لهذا السيد خان أن يحلم بتقلد حتى منصب رئيس البوابين في عمارة، أو كبير الجناينيّة في حديقة، في مسقط رأسه في كراتشي أو مثلها.
السيد صادق خان، عمدة لندن المنتخب الآن، هو إنسان، وهو «مسلم» كما نرى ونشاهد؛ ولكن في النطاق السياسي، هو مسؤول محايد على النمط التنويري المساوي بين كافة الفئات؛ يحمي ويخدم الكل، ويرعى شؤونهم، ويصون حقوقهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم البيئية والخدمية وأنواع الرفاء والرفاهية ومتطلبات الحياة المعيشية.
والعلمانية ليست عقيدة/ديانة؛ بل هي نمط تفكير وأسلوب في الحياة للتعامل مع الآخر، بأسلوب «عش ودعني أعيش»، وهات ونافس بأحسن ما عندك؛ وحيث بالجودة يتنافس المتنافسون؛ وبنوعية «عملهم» يتميزون، ثم للمناصب يعتلون وفي الذروات يتسنمون.
وهي مبدأ وأداة لسيرورة معاش الناس، تقر الحياد العام والتام أمام الجميع، مع حمايتهم وضمان حقهم في عبادتهم.. دونما سيطرة فئة واحدة على عموم الناس.. في فسيفساء الأمة. وبالتالي، فللمسلم مسجده، وللمسيحي كنيسته، ولليهودي صومعته، ولبقية الناس مشاربهم، ومذاهبهم، وتوجهاتهم وما ترتضيه ضمائرهم.
بينما السلطات الإدارية، المحلية والإقليمية والقومية، تخدم الجميع، بلا تحيز لفئة ولا تسلط على أخرى. فالمواطنون إخوة، وهم شركاء أسوياء، كأنهم أعضاء مشاركون في شركة تساهمية؛ ولكل فرد صوت، فتجده متراصا مع بقية المواطنين والمواطنات، وكل منهم كأمّة. ولكل ما له.. وعليه ما عليه، ضمن فكرة سمو المواطنية والمواطنة الموحّدة، فالكلُ سواء، والكل مواطن ومواطنة؛ وله ما يختاره كنمط للتفكير، وأسلوب في الحياة، وله ما يفضله من نمط روحاني أو فكري يرتاح له ومعه.
فلا يصح -ولا يلزم- أن يقال بأن السيد خان «علماني» بقصد الديانة. بل نلاحظ أن له ديانته، في هذه الحالة هو مسلم كما نعرف ونرى؛ ولكن، نعم، السيد خان يتبع نظاما (سياسيا) علمانيا يخدم الجميع ويعامل الناس ويتعامل معهم على أنهم سواسية، لا يفرّق بين أحد منهم، حيث المواطنون أسوياء بنظر القانون، وهم جميعا في ظله سواسية.
فلقد تم نجاح السيد خان وتحقق انتخابه (بفضل) العلمانية التي تغمض عينيها إزاء خصوصية المرء، وتتعامل معه فقط بعقله ومنطوقه المكتوب والمسموع، ومع أدائه المشاهد؛ ولا تشق عن قلبه.. إنما تراقب وتتابع أداءه، فتجزيه أو تحاسبه، بناء عليه.
وما كان للسيد خان أن يُنتخب ولا كان حتى ترشيحه متخيلا، لولا هذ النظام العقلاني المعتمد والسائد في الغرب بعامة، وفي موطن الديمقراطية الأوضح، بريطانيا؛ وهو النظام الذي قام بالفرز بين الأمور الكنسية/التعبدية والأمور السياسية/العملية. ثم قام أمام الجميع فحمى الطرفين.
ولقد تمكن السيد خان من تنمية قدراته، وترعرعت مواهبه، ولقي فرصته -بل والعديد من الفرص- لتنمية قدراته؛ فاخضوضرت مواهبه، وتعالت مراتبه، وتعددت مناصبه، في مهد الديمقراطية، في بريطانيا.. بعد أن كان قد أتى والده (وعائلته) مهاجرا من الباكستان، وعمل والده كسائق-حافلة في شوارع لندن الكبرى.
وربما ما كان لهذا السيد خان أن يحلم بتقلد حتى منصب رئيس البوابين في عمارة، أو كبير الجناينيّة في حديقة، في مسقط رأسه في كراتشي أو مثلها.