الشلل الفكرية

من المشاهد المضحكة في الساحة الثقافية، عندما ترى التيارات الثقافية والشلل الفكرية وهي تستعدي السلطة كل طرف بطريقته المبتكرة في استغلال مواضيع الساحة بالشكل الذي يناسبه، فالساحة بالنسبة لهم عبارة عن سوق مفتوح يختارون منها مواضيعهم على حسب المزاج والشهية، فلكل قضية نكهة ولكل فترة عنوانها، فالمهم هو استغلال الموجة وتوجيهها لضرب الطرف الآخر وطمسه، حيث لا صوت يعلو على صوت «المكارثية».

عندما تفلس التيارات الفكرية تصل إلى هذه الحد، حيث تتحول إلى فرق (مكارثية) ترمي التهم جزافا دون دليل أو برهان محتمية بالوطنية تارة وبالدين تارة أخرى، فهذا يشكك بوطنية هذا وذاك يشكك بدين هذا، وقد يتم الخلط بين الملفين إذا دعت الحاجة. المضحك في هذه المسرحية أنه عندما تميل كفة أحدهم تجد الآخر يتباكى على غياب ثقافة تقبل الآخر! (يا راقل!)