فايع آل مشيرة عسيري

ليلة الريش الحزينة

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 13 مايو 2016

Fri - 13 May 2016

تصرخ فينا اللحظة القابعة خلف أسوار الحسرة.. تكبلنا بقيود الفقد واليتم توجمنا ساعات الفجيعة فلا نتذكر إلا بقلوب الأمهات وانكسارات الآباء.. يسافر بنا هذا الصباح نحو الإذاعات المدرسية الراحلة.. وصوت الوطن يخنق عبارتهن.. هكذا يردَدن للقدر.. ونحن في صرحٍ من صروح التعليم.. هذه الأصوات التي ناوشت احتضارات الطموح، والمجد الخالد نحو نهايات الحلم المستفيق في شهادات العام الأخير من الثانوية العامة.. وعلى مسافة شهر الختام الدراسي.. فسحة متثائبة متوارية عن شمس الضحى كي لا تشاهد مظلة الظلم وهي تسقط دفعة على رؤوس طالبات ثانوية الريش ظلما وجورا وتعديا.. وأوراق اختبارهن تكتب الفصل الأخير من المشاهد العالقة في ذاكرة قرية الريش الحسناء.

صرخاتهن الأخيرة تسافر للسماء وداعا، أو بقاء بذكرى إصاباتٍ لحادثة سيطول الحديث عنها.. ينازعن شريط حياتهن في طريقهن لمستشفى محايل العام.. وما زالت بقايا خطوات، وحكايات كفاح ونجاح.. وطاولات، وذكريات ودرجات الامتياز.. وخفوت الأقلام.. ثمة أسئلة تولد من رحم الأزمة «مظلة الظلم» وسقوطها الأليم، وثمة مدارس تعاني الكثير من الأزمات الإنشائية ولن أتحدث عن الأزمات التعليمية، فالموقف أعظم من استراتيجيات وخطط وورش عمل تنظيرية واهية.. ومناهج تعاني من عطوب التأسيس الهش.. أزمات كبرى تصل معها الحقيقة للمدارس الآيلة للسقوط ، وربما تعاني من التماس الكهرباء، والكثير التي كانت لمأساة حادثة ثانوية الريش قصب السبق وإن كان ثمنها أرواحا غيبها الموت، وأجسادا نهشها الألم، ولكنها علقت أجراس الخطر والإنذار.. ومعها سأذهب لصوت العقل والمنطق الذي فرضه واقع يعاني من إهمال مقاول مماطل نجح في كسب رضا المناقصة وبدأ الإنشاء دون ذمة أو ضمير مسؤول.. تاركا لنا دماء بناتنا ومرايلهن، وأحذيتهن، ورحيلهن كضحايا التعليم التي تطول قضاياهن وربما لا تجد الموافقة لإخلاء طبي لتعثر وجود حل ينهي معاناتهن.. يستطيل السؤال بطول تلك المظلة اللعينة.. هل نحتاج لكارثة كي يتحرك المسؤول وينفض غبار الركاكة والتسويف؟

ثانوية الريش للبنات هي صورة للكثير من مدارسنا من الجنسين والتي تحتاج إلى صيانة دورية دائمة وإشراف هندسي يمنح الحقيقة كاملة للمسؤول وحتى لا تتكرر المأساة؟