فهد المرسال

ثقافة اللاءات

الخميس - 12 مايو 2016

Thu - 12 May 2016

من الزاوية الأكثر وعيا في مجلس قضايا الرأي العام «تويتر» أجلس متابعا لأمواج السجالات العاصفة أمام شواطئ القضايا، أتفحص الكلمات والمواضيع المطروحة والآراء كطبيب يمعن النظر في تشخيص حالة أمامه، مذهلة تلك الحالة الحالمة بالرغم من عذابات صمتها إلا أنها تأخذك إلى نشوة الوصول لحقائق لن يقودك إليها الضجيج. كم أدرك بأن بعض القضايا لو ملكت أرجلا لولت هاربة وتركت مكانها شاغرا حتى إشعار آخر خجلا من بعض أطروحات من ينافحون عنها ويساندوها حتى أحرقوها.

السجالات ظاهرة صحية بحدودها الطبيعية وتجاوز ذلك سيقودنا لفوضى التصنيفات المجانية ونشاز تقاذف الاتهامات، ولأن الفرد جزء من دولة لا ضرورة لتوافق وانسجام تام لثنائية الفرد والدولة معا، فالرؤية الشمولية للدولة لن تكون مطابقة لرؤية الفرد المحدودة وإن توافقت في بعض الأحيان، ولنا في الآية الكريمة وقفة بقوله تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).

وكل نوبة شك بصواب قرارات الدولة حول قضية ما مزايدة مبتذلة، دورة الزمن العادلة وحدها القادرة على إثبات صحة نجاح قرار ما من عدمه، ولا أجمل من الاستشهاد بمن عارضوا تعليم البنات قبل عقود طويلة ولكم أن تتخيلوا حجم المأساة لو تم الإذعان لمطالبهم. ارتفاع الأصوات المتسلحة باللاءات أمام عبور الوطن لنهضته سيكتسحها الزمن كما تكتسح مياه الأودية الحجر والأغصان.

«القرارات العظيمة تحتاج لإرادة تفوقها شجاعة» هكذا أرى عنوان وطني العظيم، فبالآفاق سنابل حبلى بالخيرات والأمل مباركة انطلاقة بدايتنا نحو خارطة المستقبل المشرق بعد أن ربط الشعب السعودي حزام الأمان مؤمنا بقيادته الحكيمة.