كن..
الخميس - 12 مايو 2016
Thu - 12 May 2016
يغيب ذو حظوة فتظلم الأرض وتنقبض المهجة وتنمحي كل لذة، وقد يطول الجزع عقودا فيقتل في صاحبه الإحساس والتصرف والعيشة السوية! والمطلع على أحوال أممنا السالفة وأمم معاصرة، على إيمان أولئك وثقافات هؤلاء، يجد أن الحياة استقامت فيهم لأجيال أبدعت وعلمت ولأجيال تلتها، واصلت وزادت، ويجد أن السر هو: ثبات اللبنة، ثبات كيان الفرد مهما غاب أفراد.
يحتاج كل منا لذي حظوة عنده، في مشورة واحتكام وتعلم، في قرض وشفاعة واستضافة، في عطف وسلوى ورفق، ولكن بقدر وباكتساب وبتبصر.
مهما استقبلت دعم غيري، يظل أبلغ وأطيب وأبقى دعم لي مني أنا، وإلا ذهبت كنوز الخبرة وقوى المشورة سدى لأنها صبت في قربة مثقوبة! من يذوب كيانه بانحسار ظل غيره، يفقد قدرته على تقديم بر أو رد شر، حسبه أن يسرد بفرح ساذج ويعدد بخلط غافل أيادي وآراء ومواقف مرجعه الغائب ذاك، يجتر ما ألقي في جوفه وفي غير مناسبة. وقد يسمعه من حوله فلا يراجعون ولا يناقشون، ألفوه مذياعا لحكايات وأصوات وإشارات لا فضل له فيها ولا أثر، ولى كيانه مع من غاب، فليستمده ممن حضر، وليظن بنفسه علما وحظوة!
قال أبوالعلاء المعري «أنا مستطيع بغيري»، لأنه عاش أعمى، لكنها معان بليغة ومؤلمة إن عاشها مبصر! الغلو في الآخرين أيما كانوا، حتى تمسي الشخصية كمقبض الباب يدور في كل يد، أمر لا ينهض بالعقل والسلامة والسعادة، والإمعية منهي عنها.
السر هو: لا تكن غيرك، كن أنت. كن متزنا، كن واعيا، كن موقنا، كن مستغنيا، إلا عن القوي الدائم. جعلت «كن» في قلبي وأسرتي، فاجعلها أنت في قلبك وعلمها من حولك إن كنت تحبهم وتخلص النصيحة لهم وترجو كرامتهم صدقا، وإلا أبدلت فائدتهم بأنانيتك ضررا.
يحتاج كل منا لذي حظوة عنده، في مشورة واحتكام وتعلم، في قرض وشفاعة واستضافة، في عطف وسلوى ورفق، ولكن بقدر وباكتساب وبتبصر.
مهما استقبلت دعم غيري، يظل أبلغ وأطيب وأبقى دعم لي مني أنا، وإلا ذهبت كنوز الخبرة وقوى المشورة سدى لأنها صبت في قربة مثقوبة! من يذوب كيانه بانحسار ظل غيره، يفقد قدرته على تقديم بر أو رد شر، حسبه أن يسرد بفرح ساذج ويعدد بخلط غافل أيادي وآراء ومواقف مرجعه الغائب ذاك، يجتر ما ألقي في جوفه وفي غير مناسبة. وقد يسمعه من حوله فلا يراجعون ولا يناقشون، ألفوه مذياعا لحكايات وأصوات وإشارات لا فضل له فيها ولا أثر، ولى كيانه مع من غاب، فليستمده ممن حضر، وليظن بنفسه علما وحظوة!
قال أبوالعلاء المعري «أنا مستطيع بغيري»، لأنه عاش أعمى، لكنها معان بليغة ومؤلمة إن عاشها مبصر! الغلو في الآخرين أيما كانوا، حتى تمسي الشخصية كمقبض الباب يدور في كل يد، أمر لا ينهض بالعقل والسلامة والسعادة، والإمعية منهي عنها.
السر هو: لا تكن غيرك، كن أنت. كن متزنا، كن واعيا، كن موقنا، كن مستغنيا، إلا عن القوي الدائم. جعلت «كن» في قلبي وأسرتي، فاجعلها أنت في قلبك وعلمها من حولك إن كنت تحبهم وتخلص النصيحة لهم وترجو كرامتهم صدقا، وإلا أبدلت فائدتهم بأنانيتك ضررا.