فايا يونان.. استثناء في زمن الحرب
الأربعاء - 11 مايو 2016
Wed - 11 May 2016
أدهشتني في ذلك الفيديو «لبلادي» مع شقيقتها الإعلامية ريحان يونان في توليفة غنائية ونثرية، عندما غنت لأكثر العواصم الموجوعة على خارطة الألم العربي، وكانت صرختها صادقة ومدوية. الشابة الموهوبة فايا يونان تمتلك صوتا سوريا خالصا بعروبته وثقافته، وأوجاعه وآهاته.
صوت سوري آسر، يمتد من البحر إلى البحر في شرقنا. فايا التي اختارت تقديم نفسها للجمهور العربي بالأغنيات التراثية والوطنية والفيروزية أرادت وهي التي عاشت نصف حياتها في السويد أن تملأ الفراغ العميق في الموسيقى والأغنية العربية من خلال تقديم الأغاني العصرية الراقية والهادفة.
وقد كانت لي فرصة حضور أمسية فايا على مسرح الجامعة الأمريكية في دبي في فبراير الفائت، فأدهشتني أكثر. هذه الشابة المتعلمة والعصرية والمثقفة لا تخفي انحيازها للأرض والحق والطفولة والأوطان الموجوعة. ولذا غنت للإنسان وقضاياه، في استثناء لم يحدث في تاريخنا الموسيقي العربي منذ أن حلت علينا أزمات السنوات الخمس الأخيرة. فايا التي تتميز بجمعها بين الأصالة والمعاصرة، الجمال والرقي، التجديد والالتزام، تذكرنا بعذوبة صوتها وإطلالتها البسيطة الراقية بقضايانا التي أريد لنا الانشغال عنها، وتوقظ فينا أحاسيس غائبة أو مغيبة في زمن الضياع والتخبط. هذه الشابة العشرينية التي التزمت الابتعاد عن الابتذال والخفة والاستهلاك السائد والتوجه إلى النخبوية، بدأت حفلاتها العامة في دار الأوبرا الدمشقية، وعلى مسارح الجامعات العربية.
لا بد أن فايا يونان تدرك حاجتنا إلى صوتها وتوقنا للخلاص من الإسفاف والأغاني السخيفة التي زرعت فينا الملل والكآبة، بسبب رتابتها وتدني مستوى كلماتها، ولذا فإنها غنت لشعراء من تونس وسوريا ولبنان قصائد جميلة وملتزمة تعكس آلام المتعبين والمقهورين والمحبطين.
وبما أنها تصر بكبرياء على عدم تقديم التنازلات، وغناء ما تؤمن به حصرا، فقد رفضت جميع العروض التجارية المغرية التي انهالت عليها، وفضلت إطلاق حملة تبرعات جماعية لتمويل تكلفة إنتاج أغنيتها الأولى عن طريق حملة جماعية كي تبقى مستقلة فنيا، وليكون لها ولنا فن هادف وملتزم يشبهنا. في محاولة لتكون فنانة تنتمي إلى هذا الشعب العربي، تركب المواصلات العامة وتظهر في كليب بسيط دون التظاهر بالغنى الفاحش والأبهة والمجوهرات.
صوت سوري آسر، يمتد من البحر إلى البحر في شرقنا. فايا التي اختارت تقديم نفسها للجمهور العربي بالأغنيات التراثية والوطنية والفيروزية أرادت وهي التي عاشت نصف حياتها في السويد أن تملأ الفراغ العميق في الموسيقى والأغنية العربية من خلال تقديم الأغاني العصرية الراقية والهادفة.
وقد كانت لي فرصة حضور أمسية فايا على مسرح الجامعة الأمريكية في دبي في فبراير الفائت، فأدهشتني أكثر. هذه الشابة المتعلمة والعصرية والمثقفة لا تخفي انحيازها للأرض والحق والطفولة والأوطان الموجوعة. ولذا غنت للإنسان وقضاياه، في استثناء لم يحدث في تاريخنا الموسيقي العربي منذ أن حلت علينا أزمات السنوات الخمس الأخيرة. فايا التي تتميز بجمعها بين الأصالة والمعاصرة، الجمال والرقي، التجديد والالتزام، تذكرنا بعذوبة صوتها وإطلالتها البسيطة الراقية بقضايانا التي أريد لنا الانشغال عنها، وتوقظ فينا أحاسيس غائبة أو مغيبة في زمن الضياع والتخبط. هذه الشابة العشرينية التي التزمت الابتعاد عن الابتذال والخفة والاستهلاك السائد والتوجه إلى النخبوية، بدأت حفلاتها العامة في دار الأوبرا الدمشقية، وعلى مسارح الجامعات العربية.
لا بد أن فايا يونان تدرك حاجتنا إلى صوتها وتوقنا للخلاص من الإسفاف والأغاني السخيفة التي زرعت فينا الملل والكآبة، بسبب رتابتها وتدني مستوى كلماتها، ولذا فإنها غنت لشعراء من تونس وسوريا ولبنان قصائد جميلة وملتزمة تعكس آلام المتعبين والمقهورين والمحبطين.
وبما أنها تصر بكبرياء على عدم تقديم التنازلات، وغناء ما تؤمن به حصرا، فقد رفضت جميع العروض التجارية المغرية التي انهالت عليها، وفضلت إطلاق حملة تبرعات جماعية لتمويل تكلفة إنتاج أغنيتها الأولى عن طريق حملة جماعية كي تبقى مستقلة فنيا، وليكون لها ولنا فن هادف وملتزم يشبهنا. في محاولة لتكون فنانة تنتمي إلى هذا الشعب العربي، تركب المواصلات العامة وتظهر في كليب بسيط دون التظاهر بالغنى الفاحش والأبهة والمجوهرات.