التنبؤ بالمخاطر
الأربعاء - 11 مايو 2016
Wed - 11 May 2016
شهدت منطقة جازان حادثة هزت وجدان الشعب السعودي، وذلك عندما أقدم أحد الآباء على قتل ابنه نحرا، وهذا ما جاء في تصريح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان والذي ذكر فيه أنه عند الساعة الرابعة عصر الثلاثاء الموافق 7/5/1437 حضر إلى مركز الضبط الأمني بالدغارير بجازان أحد المواطنين ويبلغ من العمر 40 سنة مبلغا أنه قام باصطحاب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات من مدرسته عند الساعة التاسعة صباحا وتوجه به إلى أحد الأحواش القريبة من الإسكان هناك، ومن ثم قام بنحره بسكين.
هذه الحادثة البشعة وغير المتوقعة والتي يصعب تخيل حدوثها تقودنا إلى البحث عن إجابة التساؤل الآتي: ما دور التنبؤ بالمخاطر في السيطرة عليها؟
بداية يجب التنبه إلى أن التنبؤ بالمخاطر هو أحد الأركان الأساسية للسيطرة عليها، والمخاطر تنقسم إلى نوعين مخاطر متوقعة وهي في الغالب تكون حاضرة في الذهن ويمكن التعامل معها بصورة صحيحة، والنوع الثاني مخاطر غير متوقعة وهي غالبا ما تكون صادمة وشديدة الأثر ومنها حادثة الطفل السابقة. إن على إدارة المنشأة أن تعمل على التنبؤ بالمخاطر المحيطة بها والمحتمل حدوثها وخاصة تلك المخاطر التي يصعب التفكير فيها وتوقعها، وذلك من خلال الاستعانة بالأدوات الحديثة التي يمكن من خلالها التنبؤ بالمستقبل والقدرة على قراءته، ويعد العصف الذهني (الذي يقوم على توليد الأفكار) أحد أهم هذه الأدوات، حيث تؤدي الإدارة الفعالة لجلسات العصف الذهني، التي تقوم على منع نقد الأفكار المطروحة أثناء فترة العصف (التوليد)، أو السؤال عن معناها أو تقييمها، وأن يتم تدوين جميع ما يتم طرحه من أفكار مهما كانت غريبة أو شاذة أو غير مفهومه، وبعد ذلك تتم مناقشة هذه الأفكار والسؤال عنها وتوضيح المقصود فيها من أجل الوصول إلى مجموعة من الأفكار المميزة والتي لم يكن الوصول إليها ممكنا دون استخدام العصف الذهني، ومن الأشياء التي تساعد على نجاح جلسات العصف الذهني الخاصة بالتنبؤ بالمخاطر وتحفيز أعضاء الفريق على طرح ما لديهم دون حرج أو خشية انتقاد هو قيام قائد الفريق بنفسه في بداية الجلسة بطرح بعض المخاطر والتي تتصف بأنها خارج نطاق العقل أو يمكن وصفها بالسخيفة أو المضحكة.
ولك أن تتساءل هل كانت بعض المنشآت التي تعرضت لمخاطر غير متوقعة ستعاني منها بهذه الصورة وهل كان التأثير والضرر سيصل إلى هذا الحد لو أنها قامت قبل ذلك بعقد جلسات عصف ذهني للتنبؤ بها من خلال فريق منوع يمتلك الخبرة والمهارة والإخلاص.
خلاصة:
التنبؤ بالمخاطر غير المتوقعة بوابة للوقاية منها والحد من تأثيراتها.
[email protected]
هذه الحادثة البشعة وغير المتوقعة والتي يصعب تخيل حدوثها تقودنا إلى البحث عن إجابة التساؤل الآتي: ما دور التنبؤ بالمخاطر في السيطرة عليها؟
بداية يجب التنبه إلى أن التنبؤ بالمخاطر هو أحد الأركان الأساسية للسيطرة عليها، والمخاطر تنقسم إلى نوعين مخاطر متوقعة وهي في الغالب تكون حاضرة في الذهن ويمكن التعامل معها بصورة صحيحة، والنوع الثاني مخاطر غير متوقعة وهي غالبا ما تكون صادمة وشديدة الأثر ومنها حادثة الطفل السابقة. إن على إدارة المنشأة أن تعمل على التنبؤ بالمخاطر المحيطة بها والمحتمل حدوثها وخاصة تلك المخاطر التي يصعب التفكير فيها وتوقعها، وذلك من خلال الاستعانة بالأدوات الحديثة التي يمكن من خلالها التنبؤ بالمستقبل والقدرة على قراءته، ويعد العصف الذهني (الذي يقوم على توليد الأفكار) أحد أهم هذه الأدوات، حيث تؤدي الإدارة الفعالة لجلسات العصف الذهني، التي تقوم على منع نقد الأفكار المطروحة أثناء فترة العصف (التوليد)، أو السؤال عن معناها أو تقييمها، وأن يتم تدوين جميع ما يتم طرحه من أفكار مهما كانت غريبة أو شاذة أو غير مفهومه، وبعد ذلك تتم مناقشة هذه الأفكار والسؤال عنها وتوضيح المقصود فيها من أجل الوصول إلى مجموعة من الأفكار المميزة والتي لم يكن الوصول إليها ممكنا دون استخدام العصف الذهني، ومن الأشياء التي تساعد على نجاح جلسات العصف الذهني الخاصة بالتنبؤ بالمخاطر وتحفيز أعضاء الفريق على طرح ما لديهم دون حرج أو خشية انتقاد هو قيام قائد الفريق بنفسه في بداية الجلسة بطرح بعض المخاطر والتي تتصف بأنها خارج نطاق العقل أو يمكن وصفها بالسخيفة أو المضحكة.
ولك أن تتساءل هل كانت بعض المنشآت التي تعرضت لمخاطر غير متوقعة ستعاني منها بهذه الصورة وهل كان التأثير والضرر سيصل إلى هذا الحد لو أنها قامت قبل ذلك بعقد جلسات عصف ذهني للتنبؤ بها من خلال فريق منوع يمتلك الخبرة والمهارة والإخلاص.
خلاصة:
التنبؤ بالمخاطر غير المتوقعة بوابة للوقاية منها والحد من تأثيراتها.
[email protected]