محمد حدادي

«دعوة للحب» أم استثمار خاص؟!

يصير خير
يصير خير

الخميس - 12 مايو 2016

Thu - 12 May 2016

ماذا إن تحولت داعية للحب؟! وفي ظل مشروعية الهدف وتوافر الوسيلة عبر فضاء تواصلي مفتوح فما المانع؟!

إنما سأقول لنفسي ما الدافع للقيام بهذه المهمة؟! هل لأنني سئمت مشاعر الكراهية وقد غرقت فيها زمنا طويلا؟! وهل هو هدف شخصي لأحظى بمميزات كثيرة من المستمعين لي المبهورين بما أقول أم لهدف إنساني أسمى؟ أم لهما معا؟!

وما هي اللغة التي سأخاطب بها الناس؟ هل بالضرورة أن تكون شاعرية لها همس النسيم ووقع قطرات المطر؟! أم بنبرة قاصفة كالرعود وهادرة كالعواصف لأستطيع إيصال رسائل المحبة «ساخنة» لأولئك الغارقين والسادرين في دروب الكراهية؟! المتلذذين بها؛ والذين لا يرون سببا مقنعا في مواصلة الحياة إلا بالعيش في ردائها السوداوي الكئيب؟!

هل أراوغ في دعوتي تلك وأرضخ لما يطلبه «الجمهور المحب» حتى وإن كان يتقاطع مع ما أؤمن به وأسعى إليه؟! إن كثيرا ممن سبقوني وقعوا في هذا «المطب»! بل إن أغلبيتهم انساقوا لهذه الحيلة التي ليست جميلة بالطبع ولا تخدم الهدف الأسمى!

ماذا ستكون نظرتي لرفاقي السابقين ممن سايرتهم في طريق «التيه»؟! هل أنفض يدي منهم وأتخلى عنهم هربا من ذكريات ماضٍ جمعني بهم؟ وهل كشف أسرارهم والخوض «في سيرتهم» حقّ تكفله لي دعوتي للمحبة؟! أم أكون منساقا إلى «حيلة الانتخابات» فأسعى لمسايرتهم وكسب ودّهم لأحظى بصوتهم أو على الأقل إدخالهم في خانة «المحايدين» وبهذا أضمن عدم «مكرهم» وأجعلهم في منطقة «القرب» للاستعانة بهم متى ما احتجت لذلك؟! وهل سأترك «التابعين» يكفونني شرور هؤلاء «الكارهين»؟!

لنفترض نجاح دعوتي تلك؛ هل سأستقبل «العوائد» بوجه باسم وأعيش بقية حياتي على «فوائدها»؟! هل هو حق مكتسب؟!

في حال كانت دعوتي صادقة ومن القلب ولا أرجو بها نفعا خاصا لي؛ فمن يضمن لي ألا يقف «الأتباع» على الخطوط التي رسمتها أنا فقط ويعتبرونها مسلّمات لا تقبل الخطأ؟! من يضمن لي بعد خروجي من الدنيا «تقديسهم» لما رسمته لهم وتعصبهم له حتى على حساب «المحبة نفسها» والإتيان بالنقيض؟!

إنني أتساءل فقط؟!!!