في البدء قيل «اقرأ»..
الثلاثاء - 10 مايو 2016
Tue - 10 May 2016
لا شيء يمكن أن يسير بشكل صحيح.. لا شيء.. إذا لم يكن هناك اتصال صحيح.. تخاطب صحيح.. فهم صحيح لما يقال.. بين الرجل وزوجته.. بين الأم وابنها.. بين الموظف ورئيسه.. بين الجار وجاره.. بين الصديق وصديقه.. بين أي اثنين على وجه الأرض.. فالاتصال أو التخاطب بأي شكل من أشكاله هو الأساس الذي تبنى عليه العلاقات وتستمر.. وهو الأساس الذي تتم به الأعمال وتنجز.. وهو الأساس الذي يكون به التوافق والتواؤم والانسجام.. يسوء التخاطب أو يساء فهم الخطاب فتضطرب العلاقات وتتدهور وقد تنتهي.. وتسوء صياغة توجيه أو فهم تعليمات فيسوء العمل ويختل الأداء ويكون العجز عن تقديم المطلوب بالشكل الصحيح الفعال.. ويعجز طرف عن فهم ما يقول آخر بالضبط فيبني على فهم قاصر مبتسر غير صحيح ولا دقيق عما قيل وقُصد وأُريد تماما ويأتي الرد أو التجاوب خطأ كونه قد بني على خطأ.. وبالتالي تتأثر العلاقات ويتأثر العمل ويتضرر الجميع بسبب سوء فهم وخطأ اتصالي تخاطبي كان من السهولة بمكان تجنبه وتفاديه وتجنب تبعاته التي قد تكون كارثية لو نحن بذلنا قليلا من الجهد وركزنا أكثر وأعطينا عملية التخاطب والاتصال قدرها من الأهمية وحاولنا بادئ ذي بدء وفي كل أمور حياتنا أن نعي أولا ما يقال.. أن نفهم ما يقوله الآخر.. أن نعرف بالضبط الرسالة التخاطبية والنص الاتصالي.. لا أن نقفز فوق النص أو أن نعتسفه ليعني ما نريد أن يعني وليس ما يريد قائله..
قلت في تغريدة لي على تويتر إن «بعض الشباب مستهتر وغير منضبط» وأعقبتها بتغريدة بأن «بعض رجال الأعمال انتهازيون».. فجاءني سيل من العتب والتهكم ناهيك عن البذاءة والساقط المقذع من القول.. قالوا إنني أذم الشباب (هكذا بالمطلق) وفيهم المتميزون.. وأنا أعرف أن فيهم متميزون ولم أنفه بتغريدتي.. وقالوا إنني أحابي وأدافع عن رجال الأعمال.. ولم أفعل.. وقالوا إنني متناقض فيما أقول ولا أدري أي تناقض يكون من قولي إن بعض الشباب سيئ وبعض رجال الأعمال سيئ.. هم في الحقيقة يعتسفون قولي كونهم لا يريدون أي انتقاد للشباب ويريدون صب جام الغضب على رجال الأعمال جميعا.. نقطة
إن الانفعال والاندفاع ومجرد الرغبة في الرد بدون فهم ما يقال وعدم التركيز في كامل القول وجزيئياته منطوقا أو مكتوبا هي سبب النزاعات وسبب التحامل وسبب العداء وسبب الكراهية.. فقول إن البعض سيئ لا تعني أن الكل سيئ.. ولا تعني أن ليس هناك جيد ومتميز وربما مبهر.. بعض تعني بعض ولا تعني غير ذلك.. إلا أن (البعض) لا يريد أن يفهم وإنما يريد أن يذم ويتطاول وينتقد ويتهكم كيفما اتفق..
أفيقوا يا هؤلاء.. وافهموا.. اقرؤوا واسمعوا جيدا قبل أن تردوا وتتفاعلوا وتنفعلوا.. اسمعوا جيدا لما يقول الآخر.. واقرؤوا جيدا ما يكتبه الآخر.. وافهموا تماما ما يعنيه الآخر.. حينها فقط ستقل خلافاتك وتتحسن علاقاتك ويتطور أداؤك ويحسن عملك وتصبح إنسانا أفضل كزوج وأب وموظف وأخ وجار وصديق.. فلقد قيل في البدء «اقرأ» ولم يقل «اكتب».. والسمع مقدم على الكلام فطرة ونشأة واكتسابا.. اقرأ واسمع جيدا وافهم ما كتب وما قيل.. ثم.. ثم اكتب وتكلم.
[email protected]
قلت في تغريدة لي على تويتر إن «بعض الشباب مستهتر وغير منضبط» وأعقبتها بتغريدة بأن «بعض رجال الأعمال انتهازيون».. فجاءني سيل من العتب والتهكم ناهيك عن البذاءة والساقط المقذع من القول.. قالوا إنني أذم الشباب (هكذا بالمطلق) وفيهم المتميزون.. وأنا أعرف أن فيهم متميزون ولم أنفه بتغريدتي.. وقالوا إنني أحابي وأدافع عن رجال الأعمال.. ولم أفعل.. وقالوا إنني متناقض فيما أقول ولا أدري أي تناقض يكون من قولي إن بعض الشباب سيئ وبعض رجال الأعمال سيئ.. هم في الحقيقة يعتسفون قولي كونهم لا يريدون أي انتقاد للشباب ويريدون صب جام الغضب على رجال الأعمال جميعا.. نقطة
إن الانفعال والاندفاع ومجرد الرغبة في الرد بدون فهم ما يقال وعدم التركيز في كامل القول وجزيئياته منطوقا أو مكتوبا هي سبب النزاعات وسبب التحامل وسبب العداء وسبب الكراهية.. فقول إن البعض سيئ لا تعني أن الكل سيئ.. ولا تعني أن ليس هناك جيد ومتميز وربما مبهر.. بعض تعني بعض ولا تعني غير ذلك.. إلا أن (البعض) لا يريد أن يفهم وإنما يريد أن يذم ويتطاول وينتقد ويتهكم كيفما اتفق..
أفيقوا يا هؤلاء.. وافهموا.. اقرؤوا واسمعوا جيدا قبل أن تردوا وتتفاعلوا وتنفعلوا.. اسمعوا جيدا لما يقول الآخر.. واقرؤوا جيدا ما يكتبه الآخر.. وافهموا تماما ما يعنيه الآخر.. حينها فقط ستقل خلافاتك وتتحسن علاقاتك ويتطور أداؤك ويحسن عملك وتصبح إنسانا أفضل كزوج وأب وموظف وأخ وجار وصديق.. فلقد قيل في البدء «اقرأ» ولم يقل «اكتب».. والسمع مقدم على الكلام فطرة ونشأة واكتسابا.. اقرأ واسمع جيدا وافهم ما كتب وما قيل.. ثم.. ثم اكتب وتكلم.
[email protected]