محمد  رمضان

مشي السحاب لا ريث ولا عجل

الرأي الرياضي
الرأي الرياضي

الثلاثاء - 10 مايو 2016

Tue - 10 May 2016

فرحت كثيرا وتنططت كثيرا للحدث التأريخي الذي عشت بدايته واندمجت مع أحداثه طوال تاريخه الذي ربطته بتاريخي مع الرياضة، وبالذات المستديرة الساحرة المجنونة معشوقة الملايين.

أتذكر عندما كنت في أوائل شبابي أزور عمارة المرحوم الشيخ بن سليمان في جرول لألتقي بأصدقائي محمد الطرابلسي ومساعد وعبدالله كعكي أول حكم دولي سعودي في كرة القدم، والثنائي عبدالرحيم كنتاب وحسن دوش اللاعب الذي لم يتكرر في ملاعبنا.

هذا الرباعي هو من كان يشكل رعاية الشباب أو الإدارة الرياضية في وزارة الداخلية التي كان وزيرها الأمير المرحوم عبدالله الفيصل العاشق الذي لم يتكرر للكرة، والذي يعود إليه الفضل بعد الله في وجود شيء اسمه كرة القدم في بلادنا.

لا أكذب على الشارع الرياضي عندما أدون أن الشاعر المرحوم والأديب المبدع الأمير عبدالله الفيصل هو الأب الشرعي لكرة القدم في مملكتنا، ولولاه لما عرفنا كرة القدم.

استقدم سموه يرحمه الله خبراء للإدارة الرياضية وللتحكيم من أم الدنيا قاهرة المعز، وأولئك الأفذاذ عملوا بنفس إخلاص وتضحية المواطنين الطرابلسي ورفاقه الذين ذكرتهم.

وكانت كرة القدم ممنوعة بأمر بعض المشايخ، ولكن الأمير عبدالله أقر بأن الكرة ليست سحرا ولا دجلا ولا منكرا، وليس في مزاولتها حرمة دينية.

بدأت الكرة في مكة من خلال الوحدة والشبيبة السعودية والنصر والعلمين والمريخ، وفي جدة من خلال الثغر والاتحاد وغيرهما.

وأذكر للتاريخ أن عبدالله الفيصل شكل أول منتخب سعودي لكرة القدم في عهد الملك سعود، يرحمه الله، وشارك ذلك المنتخب في بطولة عربية في لبنان في عهد رئيس جمهوريتها كميل شمعون.

وحتى عندما كان المنطق يقول علينا أن نشارك في أول دورة رياضية عربية في كرة القدم لدول مجلس التعاون الخليجي، كان الشاعر المرحوم عبدالله الفيصل هو من أحضر المدربين اللازمين، وهو من أنفق من حر ماله على ذلك المنتخب.

ومضت كرة القدم في بلادي تسير الهوينا أحيانا، وتسير بسرعة الصاروخ أحيانا أخرى، وتسير مسير سفينة الصحراء، وهو الجمل.

ووصلنا إلى العالم، وجاء إلى بلادنا نجوم من الدول المتقدمة كالبرازيل والأرجنتين وسواهما، وتقدمت الكرة التي كان سيرها في البداية كمشي السحاب لا ريث ولا عجل، والحمد لله.