عبدالحليم البراك

كيف نقنعهم بإيقاف إبادة الضب؟!

يمين الماء
يمين الماء

الثلاثاء - 10 مايو 2016

Tue - 10 May 2016

من أصعب الأشياء؛ إقناع فئة من الناس بضرورة خلق توازن في الحياة من خلال الكائنات، والضب أبرز مثال، فهو يتعرض لحرب إبادة في الصحراء، والضب حيوان لطيف وبشع، أما لطفه فيأتي من كونه كائنا لا يهاجم أحدا، وهو يأكل الحشائش الخضراء، ولا يأكل اللحوم مطلقا، أما بشاعته فجاءت من شكله الذي يشبه بدرجة كبيرة التمساح، ولذلك تكرهه السيدات في الساحل الشرقي والغربي في المملكة (أما سيدات نجد فبعضهن تحبه وتربيه، وتربط عليه (فيونكة)، بل وتدلعه بسلسال ذهب على رقبته القصيرة وتتمشى معه في الحديقة).

عموما، هذه بعض الوسائل التي يمكن استخدامها لإقناع السيد المبيد البشري للضب، لعله يتوقف عن فعلته الشنيعة:

- تخيل عزيزي مهاجم الضب بضراوة أن تصحو من النوم فيقال لك: اختفى الدجاج من الحياة، أو أن لا لحم حاشي بعد اليوم فقد انقرض الجمل واختفت الناقة، بل تخيل أن تستيقظ من نومك ولا تجد أهلك! لأن الجنس البشري انقرض بسبب هجوم جائر عليهم بحجة أن طعم الإنسان لذيذ لفئة معينة من المخلوقات آكلة لحوم البشر أو الوحوش!

إن لم تجد هذه الحجة في الإقناع لعلنا نجرب هذه:

- تخيل أن ديناصورا كبيرا بحجمك عشرات المرات يجري وراءك ليقتلك، فتهرب إلى بيتك، فيضع لك الماء (وايت أو وايتين) حتى يغرقك فتهرب من الغرق وتقع بيد الديناصور الذي يعطيك لأبنائه ليعبثوا بك، ثم يأكلونك باربيكو أو مقلي!

حسنا، هذه صورة فنتازية غارقة في التخيل والأحلام، لكن إن رأيت ضرورة لقتل الضب فدعني أقل لك:

- لماذا تأكل الحيوانات اللطيفة المسالمة، لماذا لا تأكل الحيوانات الضارة المفسدة في الأرض القاتلة للإنسان، فمثلا الصحراء ممتلئة بالثعابين والعقارب، وفي الصين يأكلونها زي الحلاوة، فلماذا لا تساهم في مقاومة تلك الهوام وتترك هذا الحيوان الغلبان، فإن قلت لا أطيق أن آكل ثعبانا أو عقربا لأنك نشأت وأنت تضربها بالجزمة ولا يمكن لك أن تتقبلها طعاما بعد هذا العمر، فعلى الأقل ابتعث أبناءك للصين ودعهم يتقبلون أكلها شويا وقليا، لعل الجيل الجديد يأكلها ويضع (حيلة) في هذه الثعابين ويترك الضب المسالم الغلبان.

إن لم تقنعك هذه الوسائل، سأطالب بإحاطة البر كله بشبك ليصبح محمية كبيرة، فهذا أفضل حل وحماية له، ألم تر الربيع يختال ضاحكا والحيوانات والقوارض تعيث فيه ذهابا ومجيئا لأنها ضمنت عدم مساسك بها؟!