عقاب الطالب بتحقيق رغبته المراهقة!
الاثنين - 09 مايو 2016
Mon - 09 May 2016
أصدرت وزارة التعليم قرارا بحرمان طلاب ظهروا في مقطع فيديو جرى تداوله مؤخرا وهم يسيئون إلى معلمهم داخل قاعة الدراسة في إحدى مدارس العاصمة من الدراسة لهذا العام.
هذا الخبر الذي نشرته (عكاظ) أصابني بحالة من القلق وخيبة الأمل في نفس الوقت، نعم خطأ الطلاب واضح جدا، لكن هل العقاب مناسب؟
هذا العقاب قد يكون مقبولا لو كان لطالب في مرحلة جامعية حيث يعرف الطالب مصلحة نفسه ويعرف معنى أن يحرم من الدراسة عاما كاملا، أما مَن هم في سن المراهقة فإن الحالة الوحيدة التي تجعلك تتفق مع هذا العقاب هو لو كانت البيئة المدرسية جاذبة، وحرمان الطالب من الدراسة (يضيّق صدره)، أما أن يفتعل الطالب الأعذار كي يغيب عن المدرسة، وعند الذهاب إليها يتحين الفرص كي يتسلق أسوار المدرسة هاربا إلى الحرية، ويفتعل المشاكل مع المعلمين ثم يأتي العقاب على هيئة تحقيق رغبات الطالب فإن الأمر يحتاج وقفات كثيرة!
هذا العقاب أشبه بأن يزعجك طفلك الصغير الذي يتحين الفرصة كي يلعب في الشارع، وعندما تيأس من محاولة السيطرة عليه تقوم بعقابه بأن يلعب في الشارع لمدة شهر!، وماذا لو تهجّم – مثلا- مريض على طبيبه هل سنقوم بحرمان المريض من العلاج سنة كاملة؟، وكي لا نبتعد عن قضية حرمان الطلاب من الدراسة لأنهم يسيئون إلى معلمهم، وبصدق أنا لا أعرف العقاب المناسب في مثل هذه الحالة، فأنا لستُ تربويا، وكثيرا ما أقنعني الأطفال أنني على خطأ، ولا أريد أن أسأل هل للوزارة الحق في حرمان الطالب «المواطن» من «حق» كفله له النظام؟، الأهم بالنسبة لي هذا العقاب والذي – أعترف بأنني – لا أعرف حيثياته، لكنني أجزم أنه مؤلم لأولياء أمور الطلبة وليس للطلبة المراهقين السعيدين بهذا العقاب بلا شك، ولأنني كاتبٌ لا أجيد سوى طرح الأسئلة فأعتقد أنه من حقي أن أسأل سؤالا أراه منطقيا: لماذا لم تحدث الإساءة إلا لمعلم واحد في المدرسة، نفس الطلبة (المشاغبين) لماذا لم يسيئوا ويسخروا من بقية المعلمين؟
في المقطع المتداول يظهر المعلم هادئا على كرسيه، والطلبة يكررون الاستفزاز والسخرية منه، وكأنه يشرح لهم عمليا معنى الحلم والصبر على المكاره، وهذا يعني أمرين (لا أمرّ منهما)، إما أن المعلم ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يضبط الفصل، أو أنه يعلم أنه لا خيار لديه غير الصبر، وأن إدارة المدرسة وإدارات التعليم وصولا إلى الوزارة لا تستطيع حمايته من أذى الطلاب، وفي الحالتين ينبغي على وزارة التعليم أن تعالج الخلل كي لا تحدث المشكلة مستقبلا، وليس معاقبة الطلبة المراهقين والتعامل مع الطلبة كحالة فردية، فإن كان الحل لدى الوزارة هو أن تترك الأسباب التي تؤدي إلى ضياع هيبة المعلم وتنتظر حتى يعتدي الطلاب على المعلم لتحرمهم من الدراسة فهذا يعني أننا خلال سنوات سنكون أمام جيل كامل محروم من الدراسة، وقتها ستكشف الوزارة أنها عاقبت المجتمع من حيث أرادت إصلاحه!
[email protected]
هذا الخبر الذي نشرته (عكاظ) أصابني بحالة من القلق وخيبة الأمل في نفس الوقت، نعم خطأ الطلاب واضح جدا، لكن هل العقاب مناسب؟
هذا العقاب قد يكون مقبولا لو كان لطالب في مرحلة جامعية حيث يعرف الطالب مصلحة نفسه ويعرف معنى أن يحرم من الدراسة عاما كاملا، أما مَن هم في سن المراهقة فإن الحالة الوحيدة التي تجعلك تتفق مع هذا العقاب هو لو كانت البيئة المدرسية جاذبة، وحرمان الطالب من الدراسة (يضيّق صدره)، أما أن يفتعل الطالب الأعذار كي يغيب عن المدرسة، وعند الذهاب إليها يتحين الفرص كي يتسلق أسوار المدرسة هاربا إلى الحرية، ويفتعل المشاكل مع المعلمين ثم يأتي العقاب على هيئة تحقيق رغبات الطالب فإن الأمر يحتاج وقفات كثيرة!
هذا العقاب أشبه بأن يزعجك طفلك الصغير الذي يتحين الفرصة كي يلعب في الشارع، وعندما تيأس من محاولة السيطرة عليه تقوم بعقابه بأن يلعب في الشارع لمدة شهر!، وماذا لو تهجّم – مثلا- مريض على طبيبه هل سنقوم بحرمان المريض من العلاج سنة كاملة؟، وكي لا نبتعد عن قضية حرمان الطلاب من الدراسة لأنهم يسيئون إلى معلمهم، وبصدق أنا لا أعرف العقاب المناسب في مثل هذه الحالة، فأنا لستُ تربويا، وكثيرا ما أقنعني الأطفال أنني على خطأ، ولا أريد أن أسأل هل للوزارة الحق في حرمان الطالب «المواطن» من «حق» كفله له النظام؟، الأهم بالنسبة لي هذا العقاب والذي – أعترف بأنني – لا أعرف حيثياته، لكنني أجزم أنه مؤلم لأولياء أمور الطلبة وليس للطلبة المراهقين السعيدين بهذا العقاب بلا شك، ولأنني كاتبٌ لا أجيد سوى طرح الأسئلة فأعتقد أنه من حقي أن أسأل سؤالا أراه منطقيا: لماذا لم تحدث الإساءة إلا لمعلم واحد في المدرسة، نفس الطلبة (المشاغبين) لماذا لم يسيئوا ويسخروا من بقية المعلمين؟
في المقطع المتداول يظهر المعلم هادئا على كرسيه، والطلبة يكررون الاستفزاز والسخرية منه، وكأنه يشرح لهم عمليا معنى الحلم والصبر على المكاره، وهذا يعني أمرين (لا أمرّ منهما)، إما أن المعلم ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يضبط الفصل، أو أنه يعلم أنه لا خيار لديه غير الصبر، وأن إدارة المدرسة وإدارات التعليم وصولا إلى الوزارة لا تستطيع حمايته من أذى الطلاب، وفي الحالتين ينبغي على وزارة التعليم أن تعالج الخلل كي لا تحدث المشكلة مستقبلا، وليس معاقبة الطلبة المراهقين والتعامل مع الطلبة كحالة فردية، فإن كان الحل لدى الوزارة هو أن تترك الأسباب التي تؤدي إلى ضياع هيبة المعلم وتنتظر حتى يعتدي الطلاب على المعلم لتحرمهم من الدراسة فهذا يعني أننا خلال سنوات سنكون أمام جيل كامل محروم من الدراسة، وقتها ستكشف الوزارة أنها عاقبت المجتمع من حيث أرادت إصلاحه!
[email protected]