لكيلا ننسى الطفلة التي خدعت السعوديين في تويتر
السبت - 07 مايو 2016
Sat - 07 May 2016
أحمد المحمود - أحد العراقيين الناشطين في تويتر - كان يشعر بالملل. فالأخبار عن آخر معارك تنظيم الدولة والحشد الشعبي باتت قليلة. فكتب في حسابه بتويتر - الذي يتابعه عشرات الآلاف من داخل العراق وخارجها - عن معركة كبيرة بين تنظيم الدولة والحشد الشعبي في مدينة الشجوة، والتي تقع بمقربة من كربلاء.
بعد نشر الخبر بساعات قامت قيامة تويتر، حيث كتب أحدهم عن احتفالات عارمة في كربلاء عقب تحرير الشجوة، وكتب آخر عن نزوح عشرة آلاف لاجئ من الشجوة نحو كربلاء.
بل وصل الأمر إلى مواقع الأخبار التي تنقل أحداث الشجوة مع تصريحات منقولة من حسابات إخبارية كحساب الـCNN وحساب العربية عن انسحاب داعش ودخول الحشد الشعبي.
توالت الأخبار وخطط سير المعركة بالخرائط في تويتر وسط جنون يعم المشهد. بعد 48 ساعة من هذه البلبلة أعلن أحمد المحمود أن الأمر مختلق بالكامل وأن «الشجوة» مدينة لا وجود لها داخل العراق من الأساس.
أما في السعودية، فلدينا قصة سارة إبراهيم، طفلة مصابة بسرطان الدم وتتلقى العلاج في أحد المستشفيات بأمريكا.
عرفها السعوديون وتعاطفوا معها كثيرا عبر تويتر من خلال نشر صورها وطلباتها بالدعاء من أجل الشفاء من المرض.
شخصيات مشهورة سياسية وأكاديمية وفنية تعاطفت معها كذلك وأنشؤوا لها هاشتاق ذائع الصيت باسم «أصدقاء سارة» ليوثقوا فيه لحظات تضامنهم مع سارة بنشر صورهم حالقي الرؤوس أو القيام بالأعمال الخيرية باسم سارة كحفر الآبار في المناطق الفقيرة أو العمرة بنية شفائها مرورا بالأعمال الفنية المهداة لها، وليس انتهاء بالتبرع ماليا لسارة لتستطيع تغطية تكاليف علاجها.
لكن حبل الكذب قصير وسرعان ما انكشفت الخدعة، فالصور التي يستخدمها حساب «سارة» ليست سوى صور مسروقة لطفلة أمريكية مصابة بالسرطان تتلقى العلاج.
الكذب والتضليل في الشبكات الاجتماعية ليست ظاهرة محلية فحسب بل ستجد العشرات مثل هذه القصص في كل مكان في العالم.
سر نجاح قصص الكذب يعود لأسباب عدة، أولها وأهمها هو سهولة التلاعب بالهوية في الوسائل الكتابية.
ففي تويتر الباب مفتوح تماما لأشعث أغبر عليه وعثاء السفر وكآبة المنظر أن يكتب تحت اسم «حنان» الفتاة مرهفة المشاعر والإحساس المعتدة بنفسها وبذكائها، لا يكلفه ذلك سوى عناء تغيير الصورة الشخصية والاسم والنبذة - هل تتساءل مثلي الآن كم مرة انخدعت ولم تكتشف الأمر بعد؟ في غيره من الوسائل كسناب شات أو اليوتيوب لا يجري الأمر بهذا الشكل بل يتطلب الأمر مهارة أكبر وأعقد لتحقيق ذات الهدف.
السبب الثاني يعود إلى قلة التجارب.
قصص «معركة الشجوة» أو «سارة إبراهيم» ليس لها سوابق، بما يدفعنا لتقديم حسن الظن والنية الطيبة في التعامل معها، أو بعبارة أدق نوكل مهمة التحقق هذه للآخرين.
السبب الثالث المتعلق بالتفاعل يعود إلى التأثر بالجماعة والانصياع لها.
لو قابلك أحدهم بمفردك وحكى لك أيا من هذه القصص فربما تصدقها لكن تفاعلك معها سيكون ضئيلا جدا.
لكن في الشبكات الاجتماعية تجد صعوبة كبيرة في عدم مجاراة التيار ولو كنت لا تعرف أي شيء. خيارات الجماعة التي تحيط بنا تحسم وتحد من خياراتنا بشكل كبير جدا، لهذا الانخداع مع الجماعة أخف وطئا على النفس.
الإنسان - السعودي وغيره - كائن محدود القدرات والوقت والإمكانات.
لا يمكننا التحقق من صحة كل معلومة أو صدق كل خبر أو هوية كل شخص نصادفه في الانترنت. هذا بالمقابل يفتح فرصا كبيرة لمن يريد أن يلعب فينا أو يتلاعب بنا.
لذلك أوجه التحية لأولئك الذين يتكلفون عناء البحث لكشف الإشاعات وفضح المتلاعبين.
سر نجاح "سارة إبراهيم" في التلاعب بالسعوديين:
بعد نشر الخبر بساعات قامت قيامة تويتر، حيث كتب أحدهم عن احتفالات عارمة في كربلاء عقب تحرير الشجوة، وكتب آخر عن نزوح عشرة آلاف لاجئ من الشجوة نحو كربلاء.
بل وصل الأمر إلى مواقع الأخبار التي تنقل أحداث الشجوة مع تصريحات منقولة من حسابات إخبارية كحساب الـCNN وحساب العربية عن انسحاب داعش ودخول الحشد الشعبي.
توالت الأخبار وخطط سير المعركة بالخرائط في تويتر وسط جنون يعم المشهد. بعد 48 ساعة من هذه البلبلة أعلن أحمد المحمود أن الأمر مختلق بالكامل وأن «الشجوة» مدينة لا وجود لها داخل العراق من الأساس.
أما في السعودية، فلدينا قصة سارة إبراهيم، طفلة مصابة بسرطان الدم وتتلقى العلاج في أحد المستشفيات بأمريكا.
عرفها السعوديون وتعاطفوا معها كثيرا عبر تويتر من خلال نشر صورها وطلباتها بالدعاء من أجل الشفاء من المرض.
شخصيات مشهورة سياسية وأكاديمية وفنية تعاطفت معها كذلك وأنشؤوا لها هاشتاق ذائع الصيت باسم «أصدقاء سارة» ليوثقوا فيه لحظات تضامنهم مع سارة بنشر صورهم حالقي الرؤوس أو القيام بالأعمال الخيرية باسم سارة كحفر الآبار في المناطق الفقيرة أو العمرة بنية شفائها مرورا بالأعمال الفنية المهداة لها، وليس انتهاء بالتبرع ماليا لسارة لتستطيع تغطية تكاليف علاجها.
لكن حبل الكذب قصير وسرعان ما انكشفت الخدعة، فالصور التي يستخدمها حساب «سارة» ليست سوى صور مسروقة لطفلة أمريكية مصابة بالسرطان تتلقى العلاج.
الكذب والتضليل في الشبكات الاجتماعية ليست ظاهرة محلية فحسب بل ستجد العشرات مثل هذه القصص في كل مكان في العالم.
سر نجاح قصص الكذب يعود لأسباب عدة، أولها وأهمها هو سهولة التلاعب بالهوية في الوسائل الكتابية.
ففي تويتر الباب مفتوح تماما لأشعث أغبر عليه وعثاء السفر وكآبة المنظر أن يكتب تحت اسم «حنان» الفتاة مرهفة المشاعر والإحساس المعتدة بنفسها وبذكائها، لا يكلفه ذلك سوى عناء تغيير الصورة الشخصية والاسم والنبذة - هل تتساءل مثلي الآن كم مرة انخدعت ولم تكتشف الأمر بعد؟ في غيره من الوسائل كسناب شات أو اليوتيوب لا يجري الأمر بهذا الشكل بل يتطلب الأمر مهارة أكبر وأعقد لتحقيق ذات الهدف.
السبب الثاني يعود إلى قلة التجارب.
قصص «معركة الشجوة» أو «سارة إبراهيم» ليس لها سوابق، بما يدفعنا لتقديم حسن الظن والنية الطيبة في التعامل معها، أو بعبارة أدق نوكل مهمة التحقق هذه للآخرين.
السبب الثالث المتعلق بالتفاعل يعود إلى التأثر بالجماعة والانصياع لها.
لو قابلك أحدهم بمفردك وحكى لك أيا من هذه القصص فربما تصدقها لكن تفاعلك معها سيكون ضئيلا جدا.
لكن في الشبكات الاجتماعية تجد صعوبة كبيرة في عدم مجاراة التيار ولو كنت لا تعرف أي شيء. خيارات الجماعة التي تحيط بنا تحسم وتحد من خياراتنا بشكل كبير جدا، لهذا الانخداع مع الجماعة أخف وطئا على النفس.
الإنسان - السعودي وغيره - كائن محدود القدرات والوقت والإمكانات.
لا يمكننا التحقق من صحة كل معلومة أو صدق كل خبر أو هوية كل شخص نصادفه في الانترنت. هذا بالمقابل يفتح فرصا كبيرة لمن يريد أن يلعب فينا أو يتلاعب بنا.
لذلك أوجه التحية لأولئك الذين يتكلفون عناء البحث لكشف الإشاعات وفضح المتلاعبين.
سر نجاح "سارة إبراهيم" في التلاعب بالسعوديين:
- سهولة التلاعب بالهوية في تويتر. فيمكن لأي أحد أن ينتحل شخصية دون أن يتأكد الآخرون منه
- قلة التجارب السابقة ذات العلاقة. التجارب والدروس الماضية تزيد من الحاسة النقدية
- التأثر بالجماعة في التفاعل والتعاطف. فالكثير يتعاطف لأنه شاهد موجة كبيرة من التعاطف