شجاعة أمـيـر

انتظر الشعب السعودي بكل فئاته وأطيافه حلول يوم الاثنين 18/7/1437هـ بفارغ الصبر وبشغف ولهفة شديدين، الكل مترقب، ماذا يحمل لنا هذا اليوم من بشائر الخير؟ وحين أعلنت قناة العربية الفضائية عن بدء عرض المقابلة الخاصة التي أجرتها مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جلس الجميع أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة هذه المقابلة المهمة والتاريخية التي أعلن فيها سموه الكريم انطلاق رؤية المملكة 2030م والتي تعد خارطة طريق لرسم مستقبل بلادنا، لذلك في اعتقادي وتصوري أن أعلى نسبة مشاهدة حققتها قناة العربية وتحسد عليها هي في هذا اليوم وتحديدا وقت المقابلة.

لا أستطيع أن أعلق في مقال قصير على كل ما ذكره سمو الأمير الشاب المثقف والطموح في هذه اللقاء، فكل ما جاء فيها من أفكار ورؤى هي على درجة كبيرة وعالية من الأهمية وتلفت الانتباه. ولكن أريد فقط أن أعلق على جزئية واحدة لا بد وأنها فاجأت الجميع وأبهرتهم، وهي الصراحة في القول والشجاعة في النقد اللتان تميز بهما سمو الأمير في اللقاء، حتى وزارة الدفاع وهي الوزارة السيادية التي من الصعب توجيه النقد إليها إضافة إلى أنه وزيرها لم تسلم من النقد الشديد.. صراحة لم نعتد عليها حتى مع من تقلدوا كراسي الوزارات الخدمية إلا فيما ندر.

في اعتقادي أن هذه الصراحة والمكاشفة والوضوح، هي صافرة البداية لمحاربة الفساد المستشري، والقضاء على الهدر المالي الموجود في كل الوزارات من غير استثناء، وستكون هذه الصراحة أيضا أولى الخطوات وأحد العوامل المهمة في تحقيق ونجاح رؤية المملكة 2030. شكرا سمو الأمير، فكم كنا بحاجة إلى من يزرع في نفوسنا الأمل لمستقبل بلادنا وأولادنا، ويتحقق ما يطمح ويتطلع إليه قادتنا وأبناء وبنات هذا الوطن الغالي. أعانكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم، وحفظ الله بلادنا قيادة وشعبا من كل مكروه ومن كل حاسد وحاقد.