شاهر النهاري

افتح يا سمسم عقلك

الأربعاء - 04 مايو 2016

Wed - 04 May 2016

كان، بدون «ياما كان» في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، حضارات عرفت التقنية والتطور، ولو أن الأوبئة الفتاكة كانت تفني وجودهم، فلا يعود من يأتي بعدهم بقادر على فك حروف أبجديات تلك الحضارات.

عدة من ممالك وقارات طمست عن وجه الأرض بالبراكين والزلازل العظيمة والتوسونامي، وربما الغرق كلية وسط المحيطات، كما حدث لقارة (أطلنتس)، والتي يقال إنها كانت تحتوي أعاجيب العلوم والمعارف، قبل أن ترقد على عمق آلاف الأمواج المتراكمة السوداء.

الحكايات القديمة قد لا تكون أسطورية بالكامل، وقد تكون آتية من بقايا ما تركته لنا الشعوب القديمة من حضارات سحقت كلية عن وجه الحياة ولم تترك بعدها إلا بعض الحكايات والشبهات التي تثبت الأيام أنها لم تكن حكايات تخيلية بالكامل، لمجرد أن من رووا لنا تلك الحكايات لم يتمكنوا من فهم حقيقتها، فوصفوها بقدر عقولهم ومعرفتهم، وزادوا عليها من الرتوش، وأبدعوا في التشويق لحد بلوغ العجب.

بوابة مغارة (افتح يا سمسم)، كانت تفتح بالصوت للحطاب علي بابا.. ألا يشعرنا هذا ببوابات المنازل الراقية، والقصور والمستودعات، التي يتحكم الصوت وبصمته في فتحها وإغلاقها، ذلك الصوت الذي لا تنكره الآلة الحساسة، وتقوم بما كان عصيا على فهم من أتوا بعد تلك الأمم المخترعة؟

بساط الريح مثال آخر على هيكل خفيف يطير وهو يحمل الإنسان من بلد إلى بلد، وربما أنه نوع من الطيارات المتقدمة، تحمل ركابها فوق بساط من اليسر والسهولة، والأمان على متن جناحها، حين يؤمر طيارها الالكتروني بأن يقلع، ثم يهبط بمجرد لمسة.

سندباد البحري، ألا يمكن أن يكون قائد مركب بحري مزود بالتقنية المتقدمة، أو غواصة تسمح له باعتلاء قمم الأمواج، ومحاربة وحوش المحيطات، وزيارة بلدان العالم المتقدم السبعة البعيدة المليئة بالعجب؟

معروف الإسكافي، والذي يهرب من زوجته فاطمة، ويدخل أطلال مدينة العادلية الأثرية ليحتمي بها من مطر الشتاء، فيقابل جنيا يقوم بنقله إلى بلاد بعيده تدعى (إختيان الخَتَن)، ألا يمكن أن يكون الجني مجرد قائد مركبة فضائية؟

ألا يصح أن يكون مصباح علاء الدين، الذي يخرج منه الجني مجرد جهاز اكتشاف وبحث متطور، مزود بأنواع من أشعة الرؤية الليلة، وتحت الحمراء، والليزر للتحايل والفتك بمن يقف في طريق زواجه من بدر البدور؟

ألا يمكن أن يكون الزجاج السحري، الذي مكن الأمير علي من رؤية ما يحدث على بعد مئات الأميال، لا يعدو كونه شاشة مراقبة، أو هاتفا ذكيا، أو تلفزيونا؟

الأمير أحمد، الذي يمتلك الخيمة السحرية، التي تتسع لتصبح ملجأ لإيواء الجيش، ومن ثم تتقلص بحيث يمكن حفظها في الجيب، وتفاحته التي تشفي أي مريض عندما يشمها، ألا يمكن أن ذلك كان يحدث ضمن فيلم للخيال العلمي في وقتهم، وبالتالي فلم يفهم كنهه من أتوا من بعدهم؟

أرجوكم دعوني أكمل تخيلاتي، وربما أرسل مقالي هذا تغريدة تسافر للزمن الماضي، وتحكي للشعوب المندثرة بأننا قد فهمنا أخيرا كيف نشأت الأساطير، وأن لكل أسطورة حقيقة ولدت يتيمة، وترعرعت حولها ومن ثم كبرت، وهي لا تعي أين وكيف ومن ومتى ولماذا!