اليمين الشعبوي الألماني يتبنى نهجا مناهضا للإسلام

الأربعاء - 04 مايو 2016

Wed - 04 May 2016

أقر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي أول برنامج له منذ تأسيسه قبل ثلاث سنوات تضمن نبرة مناهضة للإسلام، وأكد سعيه «لاستقطاب الأكثرية» في البلاد.

وقرر المندوبون الـ 2400 المشاركون في أعمال مؤتمر حزب «البديل من أجل ألمانيا» في شتوجارت (جنوب غرب) أمس الأول أن «الإسلام ليس جزءا من المشهد في ألمانيا» وأنه «يجب حظر» المآذن والأذان والحجاب.

وكما كان مرتقبا هيمنت القضايا المتعلقة بالهوية والدين على النقاشات، وخصوصا أن الجناح الأكثر ليبرالية في الحزب لم يتردد بالكلام عن حماية «الثقافة الغربية المسيحية» من خلال التعامل مع الإسلام على أنه جسم غريب، وفقا للخطاب الذي ألقاه السبت الماضي الناطق باسم هذا التيار يورج موتن.

التأثر سلبا باليسار

ويستعد حزب «البديل من أجل ألمانيا» لخوض الانتخابات التشريعية في 2017 بعد أن فاز بنصف البرلمانات المحلية في الأقاليم. وهو حصل على زخم جراء النجاح الذي حققه أخيرا الحزب الشعبوي النمسوي (يمين متطرف) في الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي النمسوي، وبعد أشهر على التقدم الذي أحرزه حزب الجبهة الوطنية بالانتخابات الأخيرة في فرنسا.

والسبت الماضي قالت زعيمة الحزب فروك بيتري لدى افتتاح المؤتمر في شتوتجارت «الصيف الماضي قالوا إنه لم يعد لدينا وجود»، مشيرة إلى أن نسبة التأييد للحزب ارتفعت من 3 إلى 13% وفقا لدراسة نشرتها أمس الأول صحيفة «بيلد». وقالت الصحيفة إن هذا الحزب بات ثالث أحزاب البلاد.

وأضافت أن الحزب «لاستقطاب أكثرية» يريد أن يحدد «مشروعه المضاد» الذي لم يكن واضحا حتى الآن. وتحول نهج الحزب منذ تأسيسه في ربيع 2013 الذي كان معارضا لليورو، إلى معاداة اللاجئين في خريف 2015 في أوج تدفق طالبي اللجوء لألمانيا ثم إلى معاداة الإسلام منذ إغلاق الحدود.

ووصف موتن حزبه بأنه مزيج من «التيار المحافظ المعاصر» و»الليبرالية» و»الوطنية السليمة التي هي القاسم المشترك لكافة المواطنين الصالحين». ودعا إلى رفض «ألمانيا عام 1968 التي تأثرت باليسار»، وإعلاء «الأوجه الإيجابية في تاريخ ألمانيا ومؤسسي الهوية الألمانية»، معربا عن الأسف لكون الذاكرة الرسمية للبلاد «تقتصر» على ماضيها النازي.

العدائية المتنامية

إذا كان حزب البديل من أجل ألمانيا موحدا حول الترويج لديمقراطية مباشرة والتشكيك في ظاهرة الاحتباس والرؤية المحافظة للمجتمع فإنه منقسم حول مواضيع رئيسية.

إلى أي درجة يجب التعامل مع اليمين المتطرف؟ السؤال أكثر خطورة في ألمانيا من أي بلد آخر ويسبب انقسامات منذ تأسيس الحزب بين جناحه القومي المحافظ المتمركز خاصة في شرقي البلاد، وتياره الليبرالي المحافظ الأكثر نفوذا في الغرب الحريص على عدم تصنيفه بالمتطرف.

واستبعد الحزب فرعه في سار (غرب) القريب جدا من الأوساط المتطرفة، وتجنب تصويتا حساسا حول تقارب مع الجبهة الوطنية الفرنسية. وقرر أحد نوابه الأوروبيين ماركوس بريتزيل الانضمام للكتلة البرلمانية التي تقودها الجبهة الوطنية في ستراسبورج.

وأثار التوجه اليميني المعلن لحزب البديل من أجل ألمانيا أجواء عدائية مع شرائح أخرى من المجتمع الألماني. فبعد الصدامات التي وقعت السبت الماضي مع ناشطين مناهضين للفاشية، تم توقيف 500 منهم قبل إطلاق سراحهم، نشر موقع يساري البيانات الشخصية للمشاركين في المؤتمر.