إبراهيم عبدالعزيز اللحيدان

مؤشر الأداء كمؤشرات إنذار مبكر

الأربعاء - 04 مايو 2016

Wed - 04 May 2016

أعلن مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 18/7/1437هـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وعند مراجعة وثيقة الرؤية والتي قدمها صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ، فإنه سيلفت نظرك حتماً احتواؤها على عدد من المصطلحات والتي تعد أدوات فعالة في مجال الإدارة الحديثة وأبرزها مؤشرات الأداء.

إن مؤشرات الأداء تمثل ثورة في علم الإدارة الحديثة والتي يمكن من خلالها متابعة وقياس الأداء والتأكد من السير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأهداف، وهذا ما يطرح التساؤل التالي: ما هي مؤشرات الأداء؟ وما علاقتها بمؤشرات الإنذار المبكر؟

بداية يمكن تعريف مؤشرات الأداء بأنها علامات ودلالات يمكن من خلالها التعرف على مدى السير بالطريق الصحيح نحو تحقيق الأهداف، ولذا فهي تقوم بثلاثة مهام رئيسية (القياس والاتصال والتوجيه نحو الهدف).

إن كل موظف في أي منشأة سيكون لديه مجموعة من المؤشرات والتي تساعده على تحقيق الأهداف المطلوبة منه، ومن خلالها يمكن قياس أدائه، أما بالنسبة للإدارات العليا في المنشأة فسيكون لديها مجموعة قليلة جداً من المؤشرات وهي ما تسمى بمؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) يمكنها من خلالها أن تقيس وتراقب وتتابع سير عمل المنشأة والتأكد من كونها في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافها دون الدخول في التفاصيل ودون أن يشغلها ذلك عن مهامها التطويرية.

أما بخصوص علاقة مؤشرات الأداء بمؤشرات الإنذار المبكر فإن القراءة العكسية لها تعطي إنذارا مبكرا بوجود خلل يمنع أو يعيق تحقيق المنشأة أهدافها يتطلب التدخل المبكر والسريع للتصحيح وتعديل المسار، فعلى سبيل المثال إذا كان من الأهداف الاستراتيجية للمنشأة (تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكفاءات الوطنية خلال خمس سنوات) فإن مؤشر الأداء الرئيسي لهذا الهدف هو (وجود تدريب فعال) ويتم متابعة المؤشر من خلال القياس التالي (نسبة الأثر التدريبي على مستوى الأداء) ، ولذا فإنه من خلال مراقبة هذا المؤشر يمكن التعرف على مدى الاتجاه بالطريق الصحيح نحو تحقيق الهدف، وإذا لم يتحقق هذا المؤشر فهو يعطي هنا إنذارا مبكرا عن وجود خلل أو عائق.

إن ما يميز مؤشرات الأداء أمران رئيسيان:

الأول: أنها تعتمد على القياسات الرقمية، وهذا ما يجعل تقييمها عادلا وحياديا، ويمنع تفاوت التقييم المبني على اختلاف المقيمين.

ثانياً: أنها تسمح بالتدخل السريع وقبل فوات الأوان لتعديل المسار وإصلاح مكامن الخلل.

خلاصة: القراءة العكسية لمؤشرات الأداء تجعلها مؤشرات إنذار مبكر.

[email protected]