فايع آل مشيرة عسيري

وعاد عرّاب آسيا!

الثلاثاء - 03 مايو 2016

Tue - 03 May 2016

بين أزقة مكة العتيقة، وبين كل الأقدام السمراء والوجوه العاشقة لكرة القدم.. وحكايات الأحياء الشعبية مرورا بشارع المنصور وأحياء الطندباوي والستين والرصيفة.. تولد موهبة من رحم الفقر والمعاناة.. موهبة التحدي والإصرار.. موهبة قهرت كل الظروف.. موهبة قال عنها المعلق الشهير إبراهيم الجابر تذكروا اللاعب رقم ( 18) وبدأ نور الاتحاد سريعا يضيء كل دروب الظلام.. ويضرب موعدا مع الشمس فكانت طريق النجومية، والإنجازات المحلية والعربية والقارية والعالمية، وعالم من هذا النور المليء بالمفارقات المليء بالمتناقضات..

نور وحده الاستثناء والمختلف في كل شيء كالضرورة الشعرية والمجازات النثرية.. نور الذي قال عنه جوزيف بلاتر نور من فئة ( VIB) نور من قال لكل البطولات المستعصية في نفق الظلمات هنا نور وسترين النور ولو بعمليات قيصرية.. قيصر العميد هو الوحيد القادر على صنع مدرج يهتف بنوره، وحين يختفي هذا النور لسبب أو لآخر تجد مدرج آسيا الأول يعزف لحنا حزينا يجعل الجميع يتعاطف معه.. نور وحده من يملك كل الإرث البطولي الكبير الاتحادي المقلم.. أليس القوة العاشرة كما يرددها فارس عوض..

أشعر بأن داخله عزيمة وإصرارا جعلته حين يبكي فهو يبكي لقلب تزدحم فيه الإنجازات والطموحات، ويصرخ؛ لأن بداخله ألف حنجرة تراهن على هذا الكابيتانو العظيم.. يتذكر كل سنوات الظلم، وإن أكثرت في الإيغال فسيردد لكل الأخوة الأعداء.. «تعبت الظلم وإجحافك». حين يحمل الكؤوس فهو يحمل أحلام الكثير من محبيه وعاشقيه.. .. حتى حين يعاود الركض مجددا فهو يعاود الركض بألوان الطيف كي يمنح العاشقين لذة النور في كل شيء.. فقد كسب الرهان الأخير، وأسقط أعضاء لجنة الاتهام كمسلسل طويل اعتاده نور واعتاد منازلته واعتاد الانتصار عليه.. ومن متى كان نور يخسر تحديه؟!

تبا لكل من حاول أن يخدش تاريخك، ومن يشكك في إنجازاتك، فالأساطير وحدهم يعانقون الشمس، وحطاب الليل يقتاتون الكلام فقط.. نور الذي بدأ ينسج آخر سطور العمالقة بعدما منح جدة تاج آسيا وسلم مكة مفتاح الحب قبل أن يهدي البحر روايات من ألف نور ونور.