السريحي يعيد تشريح قصة فتح عمورية
الأربعاء - 04 مايو 2016
Wed - 04 May 2016
أكد الناقد سعيد السريحي أنه إذا كانت قصة فتح عمورية لا تتجاوز أن تكون استجابة من خليفة احتدم غيضا وثار لكرامة امرأة استغاثت به، وانتهت بالنصر يعد تتويجا للحظة غضب ورغبة في الثأر لكرامة امرأة مهدرة، فإن احتمال الهزيمة في مثل هذا القرار وارد.
وتابع السريحي في الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي أمس الأول، وأدارها الدكتور محمد ربيع، ومن خلال ورقة بعنوان «شعرنة التاريخ ـ فتح عمورية وأوهام الشعراء والدعاة» قائلا: هل كان من يتغنون بهذه القصة سيتحدثون عن مغامرة خليفة ألقى بجيشه في معركة لم يستعدوا بها، وغامر بهم لتحقيق مكانته كزعيم يهب لنجدة من يستغيث به مهما كلفه وكلف جيشه ذلك الأمر؟ أم هل سيتجاهل أولئك المفتونون بالقصة أمرها ويمرون على ذكر الهزيمة مرورا لا تستبين معه دواعي الحرب التي خاضتها جيوش المسلمين ولا أسباب الهزيمة التي تجرعتها تلك الجيوش؟
غياب التفكير النقدي
وأضاف بأن غياب التفكير الانتقادي في التعامل مع قصة فتح عمورية نتيجة متوقعة كونها جاءت محمولة إلينا على أعناق الشعراء وأكتاف الدعاة، وما يعتمده الفريقان من استثارة العاطفة وإشعال الحماس في قلوب الجماهير.
وقال «تأسست القصة على أبيات وردت في قصيدة أبي تمام التي مدح بها المعتصم بعد فتح عمورية:
لبيت صوتا زبطريا هرقت له
كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغور المستضامة
عن برد الثغور وعن سلسالها الحصب
وأيضا استعاد صلاح عبدالصبور استغاثة تلك المرأة استعادها عمر أبو ريشة كذلك عاقدا المقارنة بين نخوة المعتصم وانتصاره لها وتخاذل العرب عن نصرة المستغيثين والمستغيثات في فلسطين متسائلا:
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلا من أمسك المنصرم
ولع الدعاة
وقال السريحي «كما أولع الشعراء بقصة فتح عمورية فقد أولع بها الدعاة كذلك، ووجدوا فيها ما يعينهم على الحث على مجاهدة الكفار ومحاربة اليهود.
ولا يجد الدعاة ما داموا بصدد الاستفادة مما يمكن له أن يجيش الأمة، ويثير حماسها من غض الطرف عن تلك الشبهة التي تجعل من مثل هذه الاستغاثة من باب الشرك لأنها استغاثة بغائب من البشر، كما لم يجد أولئك الدعاة ضيرا أن يجمعوا على المعتصم بين المدح الذي يجعل منه قدوة حين يتحدثون عن نصرته للمرأة التي استغاثت به والذم حين عذب العلماء الذين رفضوا القول بخلق القرآن».
مداخلة
«في تصوري أن من أكبر إشكالات كتابة التاريخ لدينا افتقاده الرؤية النقدية حال قراءته وسرده، وساد على الساحة العديد من الطفيليين الذين افتأتوا على المؤرخين وليس لهم علاقة بدراساته ومنهجه، ناهيك عن ضحالة مخرجات المنتسبين له حاليا».
الدكتور زيد الفضيل
وتابع السريحي في الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي أمس الأول، وأدارها الدكتور محمد ربيع، ومن خلال ورقة بعنوان «شعرنة التاريخ ـ فتح عمورية وأوهام الشعراء والدعاة» قائلا: هل كان من يتغنون بهذه القصة سيتحدثون عن مغامرة خليفة ألقى بجيشه في معركة لم يستعدوا بها، وغامر بهم لتحقيق مكانته كزعيم يهب لنجدة من يستغيث به مهما كلفه وكلف جيشه ذلك الأمر؟ أم هل سيتجاهل أولئك المفتونون بالقصة أمرها ويمرون على ذكر الهزيمة مرورا لا تستبين معه دواعي الحرب التي خاضتها جيوش المسلمين ولا أسباب الهزيمة التي تجرعتها تلك الجيوش؟
غياب التفكير النقدي
وأضاف بأن غياب التفكير الانتقادي في التعامل مع قصة فتح عمورية نتيجة متوقعة كونها جاءت محمولة إلينا على أعناق الشعراء وأكتاف الدعاة، وما يعتمده الفريقان من استثارة العاطفة وإشعال الحماس في قلوب الجماهير.
وقال «تأسست القصة على أبيات وردت في قصيدة أبي تمام التي مدح بها المعتصم بعد فتح عمورية:
لبيت صوتا زبطريا هرقت له
كأس الكرى ورضاب الخرد العرب
عداك حر الثغور المستضامة
عن برد الثغور وعن سلسالها الحصب
وأيضا استعاد صلاح عبدالصبور استغاثة تلك المرأة استعادها عمر أبو ريشة كذلك عاقدا المقارنة بين نخوة المعتصم وانتصاره لها وتخاذل العرب عن نصرة المستغيثين والمستغيثات في فلسطين متسائلا:
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلا من أمسك المنصرم
ولع الدعاة
وقال السريحي «كما أولع الشعراء بقصة فتح عمورية فقد أولع بها الدعاة كذلك، ووجدوا فيها ما يعينهم على الحث على مجاهدة الكفار ومحاربة اليهود.
ولا يجد الدعاة ما داموا بصدد الاستفادة مما يمكن له أن يجيش الأمة، ويثير حماسها من غض الطرف عن تلك الشبهة التي تجعل من مثل هذه الاستغاثة من باب الشرك لأنها استغاثة بغائب من البشر، كما لم يجد أولئك الدعاة ضيرا أن يجمعوا على المعتصم بين المدح الذي يجعل منه قدوة حين يتحدثون عن نصرته للمرأة التي استغاثت به والذم حين عذب العلماء الذين رفضوا القول بخلق القرآن».
مداخلة
«في تصوري أن من أكبر إشكالات كتابة التاريخ لدينا افتقاده الرؤية النقدية حال قراءته وسرده، وساد على الساحة العديد من الطفيليين الذين افتأتوا على المؤرخين وليس لهم علاقة بدراساته ومنهجه، ناهيك عن ضحالة مخرجات المنتسبين له حاليا».
الدكتور زيد الفضيل