كيف تقيم هيئة كبار العلماء حجم تأثيرها على الناس؟
الثلاثاء - 03 مايو 2016
Tue - 03 May 2016
صدمة كبيرة للكنيسة الكاثوليكية، المحرك الروحي للسواد الأعظم من النصارى اليوم، عندما قامت جهة متخصصة بعمل استبيان لأكثر من 24 ألف مؤثر من رجالات الاقتصاد والسياسة داخل المدرسة الكاثوليكية، وكانت الدراسة تهدف لمعرفة ما هي مصادر التأثير لدى هؤلاء القياديين، وما الجهات التي يذعنون لها أو يستمعون لما تقول بكل حب وإخلاص، وكانت الكنيسة شبه متيقنة أن ترتيبها في هذه القائمة سيكون جزما في المراكز الثلاثة الأولى، لأسباب تاريخية ودينية تعتبر الكنيسة في الفاتيكان القلب الذي يهفو له الملايين، تماما كما تعني مكة والمدينة لكل مسلم. لكن الخبر حل كالصاعقة على الكنيسة عندما لم تكن حتى من العشر الأوائل لقائمة التأثير، ليس هذا فحسب وإنما زاد الطين بلة أنها تذيلت القائمة!! الصدمة تكمن أن الكنيسة تستمد شرعيتها وقوتها عالميا في قدرتها على التأثير على الملايين وتراهن على استطاعتها تحريك مشاعر الموالين لها، وإذا كانت بهذا الوضع الذي أشارت له الدراسة فهذا يعني أنها تفقد الأرضية التي تقف عليها.
كانت مهمة صعبة بكل المقاييس، حيث أحضرت مختصين ببناء الصورة الذهنية والاتصال وخبراء التسويق في العالم، لأن الكنيسة في نهاية المطاف هي عبارة عن منتج يحتاج لمسوق متمكن. أول ملعب قامت الكنيسة بحرثه هو الاتصال والتواصل مع الجمهور. أدركت الكنيسة أنها أمام تحدي القرن، لتطور اللغة المستخدمة وتحدث كل قنوات الاتصال بجميع التفاصيل المعروفة في فن التسويق. الفريق أصبح يتعامل مع المشكلة وكأنه يتعامل مع مشروع لشركة جنرال موترز أو آي بي إم! لذا جمع مدير المشروع القساوسة والمريدين وسألهم السؤال التالي: كيف نلخص عملكم ووظيفتكم في جملة قصيرة جدا! لا بد من خلق شعار يرفرف داخل المؤسسة وخارجها. هذا السؤال تجيب عليه شركة (كرست) معجون الأسنان الشهير: أننا نحارب التسوس! جي إم سوف تجيب: نحن أكبر مصنع سيارات بالعالم! قوقل إجابتها: مهمتنا أن نرتب بيانات العالم! كانت الكنيسة في حيرة من أمرها لأن كل قسيس له إجابة مختلفة عن الذي بجانبه، وانتهى المطاف بترشيح جواب واحد، ثم توالت بعد ذلك الخطوات لرسم الملامح الجديدة لتواصل المنظمة مع جمهورها.
الشاهد من قصة الكنيسة أنه عمل احترافي لرسم سياسات استراتيجية وعمل على المدى البعيد، وتفرعت منه برامج ومشاريع قصيرة المدى لتحقيق هذه الأهداف الكبرى، من هذه البرامج أنهم اكتشفوا أن من أسباب المشكلة أن الخطباء لديهم كل يوم أحد لا يخضعون لتأهيل قوي في فن الإلقاء والتأثير! لذا وبعد هذا المشروع ألزموا كل متحدث بالكنيسة بفترة تدريبية مكثفة، لهذا نجد آثار ذلك في الكنائس اليوم! إذا أردت أن تتعلم فن الإلقاء على أصوله فكن قريبا من التلفاز يوم الأحد لترى كيف تتم الخطب وكيف يسحر شخص واحد فقط الملايين. في مدينة هيوستن الأمريكية على سبيل المثال يحضر عند جول أوستين قرابة الخمسين ألف كل صباح أحد، ويحضر عند تشارلز بريك في لوس أنجلوس آلاف مؤلفة من الناس!
صحيح أن بيئتنا تختلف وتختلف معها عوامل كثيرة، لكن أصل المشكلة واحد: ما هو حجم التأثير على الناس؟ في عالم مليء بملايين المنظمات والهيئات والشركات التي تتسابق في حملاتها الترويجية على المستهلك، من الصعب لهيئة كبار العلماء أن تجد لرسالتها السامية موضع قدم، ولا بد أن تحضر بيت خبرة متخصصا لإصلاح الخلل. المشكلة عميقة لا يحلها حساب عابر لهيئة كبار العلماء في توتير، وخبر على استحياء في صحيفة، وإنما عمل منظم ممنهج يدرك قوانين اللعبة تماما، وأن الهيئة والتي هي جزء أساسي ومؤثر في المجتمع تحتاج أن تخرج للسطح، خصوصا بعد الاختراقات التي حققتها داعش لدى بعض شباب الوطن، وهذا يضاعف التحدي من جهة، ويؤكد أهمية الفكرة لإعادة تقييم جهود هيئة كبار العلماء في الاتصال مع الجمهور من جهة أخرى. هو تحد كبير قد يواجه معارضة من داخل الهيئة وخارجها، لكن نحن في عصر لم يعد الانكفاء خيارا.. نحن في عصر تكون أو لا تكون، جدد خطابك وتواصلك أو ستنسل من دائرة التأثير لدى الشباب، وعندها نندم حيث لا ينفع الندم.
[email protected]
كانت مهمة صعبة بكل المقاييس، حيث أحضرت مختصين ببناء الصورة الذهنية والاتصال وخبراء التسويق في العالم، لأن الكنيسة في نهاية المطاف هي عبارة عن منتج يحتاج لمسوق متمكن. أول ملعب قامت الكنيسة بحرثه هو الاتصال والتواصل مع الجمهور. أدركت الكنيسة أنها أمام تحدي القرن، لتطور اللغة المستخدمة وتحدث كل قنوات الاتصال بجميع التفاصيل المعروفة في فن التسويق. الفريق أصبح يتعامل مع المشكلة وكأنه يتعامل مع مشروع لشركة جنرال موترز أو آي بي إم! لذا جمع مدير المشروع القساوسة والمريدين وسألهم السؤال التالي: كيف نلخص عملكم ووظيفتكم في جملة قصيرة جدا! لا بد من خلق شعار يرفرف داخل المؤسسة وخارجها. هذا السؤال تجيب عليه شركة (كرست) معجون الأسنان الشهير: أننا نحارب التسوس! جي إم سوف تجيب: نحن أكبر مصنع سيارات بالعالم! قوقل إجابتها: مهمتنا أن نرتب بيانات العالم! كانت الكنيسة في حيرة من أمرها لأن كل قسيس له إجابة مختلفة عن الذي بجانبه، وانتهى المطاف بترشيح جواب واحد، ثم توالت بعد ذلك الخطوات لرسم الملامح الجديدة لتواصل المنظمة مع جمهورها.
الشاهد من قصة الكنيسة أنه عمل احترافي لرسم سياسات استراتيجية وعمل على المدى البعيد، وتفرعت منه برامج ومشاريع قصيرة المدى لتحقيق هذه الأهداف الكبرى، من هذه البرامج أنهم اكتشفوا أن من أسباب المشكلة أن الخطباء لديهم كل يوم أحد لا يخضعون لتأهيل قوي في فن الإلقاء والتأثير! لذا وبعد هذا المشروع ألزموا كل متحدث بالكنيسة بفترة تدريبية مكثفة، لهذا نجد آثار ذلك في الكنائس اليوم! إذا أردت أن تتعلم فن الإلقاء على أصوله فكن قريبا من التلفاز يوم الأحد لترى كيف تتم الخطب وكيف يسحر شخص واحد فقط الملايين. في مدينة هيوستن الأمريكية على سبيل المثال يحضر عند جول أوستين قرابة الخمسين ألف كل صباح أحد، ويحضر عند تشارلز بريك في لوس أنجلوس آلاف مؤلفة من الناس!
صحيح أن بيئتنا تختلف وتختلف معها عوامل كثيرة، لكن أصل المشكلة واحد: ما هو حجم التأثير على الناس؟ في عالم مليء بملايين المنظمات والهيئات والشركات التي تتسابق في حملاتها الترويجية على المستهلك، من الصعب لهيئة كبار العلماء أن تجد لرسالتها السامية موضع قدم، ولا بد أن تحضر بيت خبرة متخصصا لإصلاح الخلل. المشكلة عميقة لا يحلها حساب عابر لهيئة كبار العلماء في توتير، وخبر على استحياء في صحيفة، وإنما عمل منظم ممنهج يدرك قوانين اللعبة تماما، وأن الهيئة والتي هي جزء أساسي ومؤثر في المجتمع تحتاج أن تخرج للسطح، خصوصا بعد الاختراقات التي حققتها داعش لدى بعض شباب الوطن، وهذا يضاعف التحدي من جهة، ويؤكد أهمية الفكرة لإعادة تقييم جهود هيئة كبار العلماء في الاتصال مع الجمهور من جهة أخرى. هو تحد كبير قد يواجه معارضة من داخل الهيئة وخارجها، لكن نحن في عصر لم يعد الانكفاء خيارا.. نحن في عصر تكون أو لا تكون، جدد خطابك وتواصلك أو ستنسل من دائرة التأثير لدى الشباب، وعندها نندم حيث لا ينفع الندم.
[email protected]